الحالُ مضطرب وكما قال هيرتا مولر ذات مرّة ؛ أرجوحة النفس ، أنا كائن فيها منصوباً كفزّاعة وسط الحقل المهجور ، أو كساعة رملية ، الوقت المناسب لركل الحانة والكهل أرثر نحو الثقب الأسود مباشرةً ، والنزول نحو الوديان المظلمة التي تعجُّ بروائح الموتى وأزهار الحنظل المرّ ، مثقلاً بقصائد العشق المخبئة داخل عنقي منذ زمن ، ماضٍ سحيق لتاريخ الألم وكساد مشاعر مفاجئ ، ما أن يخالُ طيفها في ذاكرتي تطيرُ حمامة بيضاء فوق مقام الأغنية وأذوب متأثراً بعوامل العواطف والذكريات .. لكن من الجانب الآخر ، من جانبها أعرف تماماً أنه في أعماقها حبٌ جامح كحصانٍ برّي مكتوف الأقدام يطلبُ الخلاص من خلال قراءة سولكيات إيروتيكية .. ولكن ترفض أن تبوح بذلك ، هي عنيدة جداً وهذا واضح عندما كانت لاتريد مني أن أشاركها سيجارة رغم أنها تملك الكثير ، سيدة تبغٍ تمشي بثبات .. كان لقاء صدفة خلال دقيقتين في محطة القِطار ، أتذكر تلك الهيئة التي كانت قد إختلقتها أثناء الجلوس ، إنتصاب بديع وتوهّج كاتدرائي مع ميلان خفيف نحو زاويتي الحرجة جداً ، وغادر كلٌ لمصيره مع سبق الإصرار والترصّد المزدوج .. إلى حين صدفةٍ أخرى...