كان يوم هادئ جداً في القرية بعد غروب الشمس ، نهبط نحو الحقول ونستمع لإسطوانات كارينو قديمة ونرتوي من ماء بئر الحقل ونسقي كلاب القرية الضالة من حولنا ، ونقف صفاً واحداً متقابلين ونغني للصداقة التي بيننا ونهتف لها بهتافٍ عابر من المحيط إلى المحيط ، بإنتظار حكيم القرية ليأتي ونجلس من حوله لنكون حلقةً مترابطة ، فينطق الحكيم باسطاً يديه ، ونرمي ألباب عقولنا فوق كفيّة لنستنير .. فيقول : من له عقل كمن لاعقل له ، نحن نملك عقولاً ولكن بنفس اللحظة نفقدها ، نحن أصحاء ومجانين في آنٍ واحد ، فكوننا نملك العقل هذا لايعني أنه لاجنون فينا بل الجنون جوهرنا ، الفرق هو أننا لانُظهر هذا الجنون للعلن ونبقيه مخبئاً ..