مسافة ..

26 5 3
                                    

وصلت المنزل...
أعيش في المنزل مع أمي...أبي مغترب في الامارات منذ فترة طويلة ..لايزورنا الا قليلآ
ترمقني أمي ..بعينيها وكأنها تعلم مابي..
الحمدلله على سلامتك ياسارة..
أمي ... اشتقت لك .. أقبلها من رأسها
مابك ياسارة ...
ما بي ..لاشيء ..تعبة من الطريق ربما..
كيف عروة ؟
بخير يا أمي..
إتصل الى هنا عدة مرات ليطمأن عليكي؟
لماذا لم يهاتفك أنت؟
ربما لان هاتفي الجوال مغلق .. فرغت البطارية
اذآ كيف ابن خالتك تميم؟
لم أره ... كان في المناوبات ..ورؤى كانت تزور اهلها
أبقيت لوحدك ياسارة ؟
نعم ... يومان ..لم أستطع ان ابتعد عنك أكثر
وأبتسم لها ... لأطمئنها أني بخير
بخير أنت ياسارة ؟
بالطبع... بخير
مابها هذه المرأة ؟ كأنها تعلم ماأقول في نفسي
أتشربين القهوة ياأمي؟
بالطبع ...
يرن الهاتف..
إن كان عروة ياأمي .. قولي له أحضر القهوة وأتصل به لاحقآ
آلو .. أهلآ عروة ..
أهلآ خالتي..
أوصلت سارة ؟
نعم وصلت وتحضر القهوة ...تقول لك أنها ستكلمك عند الانتهاء من تحضيرها
اذا سمحتي قولي لها سأنتظرها على الهاتف..
اذآ ابقى معي
سارة... عروة ينتظرك على الهاتف..
أحرك القهوة ويدي ترتجف:
آه مااغباك ياعروة ...لماذا قلت لها هذا ستعلم الآن أنه ثمة شيء
أترك القهوة ... وأرد
أهلآ عروة ...
أنت بخير سارة
أضحك .. بالطبع ماهذا السؤال
وماالذي سيكون بي ياعروة
حدثيني لوحدك ياسارة
إعذرني لااستطيع...
اذآ .. افتحي جوالك ..
بعد قليل ...
لا اشعر أنه ثمة حديث مهم بيننا..نتحدثه الآن
أرجوكي سارة ..
فلتبقى بخير عروة ..نتحدث لاحقآ
وأغلق السماعة ...
كم هو مؤلم الكبرياء ياعزيزي..
كلمات الكون في قلبي ولااستطيع التحدث بها
آه من ضجيج قلبي ..أشعر بأنه سيقتلني
لماذا أغلقت.. ولماذا تحدثت أساسآ لم أعلم
أعود وألقم القهوة ..
أمي ... القهوة
كيف قضيتما وقتكما..
كنا فرحان جدآ ... تسلينا كثيرآ
ولكن بطني آلمني ..لهذا تعبت
أرأيت ماينقص المنزل..
لا لم أذهب للمنزل
لم ..لأن تميم لم يكن موجودآ
تمامآ...
أشرب قهوتي بسرعة ...لأنني أكاد أموت
دقات قلبي تتسرع جدآ
أمي سأنام أنا...
لك ماشئت عزيزتي
أمشي على قلبي يا عروة *
آه والله أمشي على نبضي ..
ماتراك فاعل الآن وبم تفكر ياعزيزي
للآن لم أستطع أن أكرهك...
أغمض عيني في سريري.. ووجهك لايفارقني
تعالي نتذكر أيامنا الجميلة مع عروة يانفسي
هههههه أحادث نفسي ياعروة ...
بتُّ مجنونة..
نعم ياعروة ...بتّ مجنونة
أفتح هاتفي ... وأضعه صامت وأغفو كأنني في ثبات ... دون النظر الى الكم الهائل من الرسائل التي بدأت تضيئ شاشة هاتفي المحمول
دقت الساعة .. الثالثة ظهرآ
كل مابي نائم .. الا قلبي ياعروة ..
فلتنم في قلبي
ياعزيزي... علك تجبر كسره ..
لقد كسرتني في الصميم ..
ولا اعلم ... ماالمسافة التي عليك قطعها لتعاود السكن به

الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن