المثل الأعلى !

94 1 0
                                    


..

Eean POV ...

" أتقول لي أن هذا الفتى حقا عميد ؟! ". .- سألت العميد شيمس الواقف أمامي و أنا أشير على ويليام الجالس خارج المكتب ، لكنني استطيع رؤيته بسبب جدران المكتب الزجاجية .. ربع ساعة و انا اراقبه من داخل مكتبي كفيلة أن تجعلني أجزم أن عمره 15 سنة ، و أنه لم يخض حرباً بحياته بل لم يقتل نملة حتى !! تذمراته الكثيرة و حركته الاكثر كأنه لا يعرف الجلوس بهدوء ؛ و ملامح وجهه التي تتغير مع كل مرة يمدد جسمه لملامح مختلفة ؛ حتى و هو يبلل شفتيه بلعابه ..

" نعم سيدي ؛ في الحقيقة من المفترض أن يكون مشيراً الآن !". .- أرجعت نظري له بصدمة بعدما استرقت النظر لويليام لثانية !!

" ماذا !! مشير !!!! ". .-# لا تسغربوا صدمتي ؛ كونك مشير فهذا معناه انك فعلت ما لم يفعله أحد غيرك ، هذا إن كنت تستطيع ان تصل لتلك الرتبة في سن الستين ؛ فكيف بشخص لم يصل عمره للخامسة و العشرين بعد !!!!

" لقد كان المسؤول و المنفذ لعملية الفهد الأزرق !! و قد أوصى الملك بنفسه ان يترقى لرتبة مشير ؛ لكنه رفض ذلك ". .- اومأت برأسي بتفهم لما قاله و عقلي غير مصدق ان طفل بتلك البراءة قد يكون مشيراً ؛ لكن ....

" ماذا !!!!! الفهد الأزرق !!!!! ". .- حسناً استغرقني ذاك بعض الوقت لاستوعبه جيداً ..
" الفهد الأزرق .. تمازحني صحيح ؟! تلك كانت أكبر عملية انتحارية و خطرة بتاريخ الجيش الكوري بأكمله ؛ اتقول لي ان ذلك الفتى من قام بها !! ". .- قلتها بعدما وقفت لا إراديا بعدم تصديق ..

" إن المظاهر تخدعك أحياناً سيدي ". .- قالها بإبتسامة رجل كبير فهم الحياة ..
جلست مجدداً بعد وقوفي من الصدمة قبل لحظات ؛ ذهبت عيني لا تلقائياً لويليام الجالس على الاريكة امان المكتب كان يجلس متربعا و يقاطع يديه على صدره ؛ و ينظر إلي بحقد جعلني اشعر انه يلتهمني بنظراته ؛ لدرجة جعلتني أشك بإنهم غيروا زجاج الحائط قبل رجوعي ؛ فأنا أتذكره زجاج عاكس يمكنني من رؤية من بالخارج لكنهم لا يستطيعون ..

" سيدي ، هل قاموا بتغيير الزجاج قبل رجوعنا ؟!". .- التفت له بعد سؤاله و كانت انظاره هو أيضاً على ويليام ؛ يبدو أنه انتبه لنظراتي و نظر إليه هو أيضاً !

" كنت اريد سؤالك عن هذا !". .- أجبته بإستغراب يبدو أنه لا يعلم أيضاً ! ..

أعدت نظراني له و كان ذلك الطفل لا زال ينظر إلي لكنه فجأة ؛ قفز بخفة على الاريكة بعدما انزل رجليه على الارض ، ثم سمح لنفسه بالانزلاق على الاريكة متماشيا مع انحناءاتها و ملامح وجهه معقودة بملل و هوا ينفخ الهواء بقوة ؛ كان منظره طفولي جدا ، ضحكت عليه بدون قصد و لم تكن ضحكة صغيرة بل كانت اقرب للقهقهة ..

" سيدي ، إن لم تكن تريد شيئاً آخر فسأذهب لإكمل عملي ". .- قالها شيمس و أعدت الجدية لملامحي بعدما رأيت نظرة غريبة بعينيه ، هو يتصرف كأن والدي بما أن صديقه "والدي " اوصاه بالاهتمام بي ..
" أدخله ثم بإمكانك الإنصراف ". .- قلت بعدما سعلت بخفة و كأنني لم افعل شئ ..
توجه شيمس إليه و رأيت ويليام يعتدل في جلسته فور أن رآه ، وقف و علمت ان شيمس اخبره ان يدخل علي ، ثوانٍ و كان أمام مكتبي ، حقا ثوانٍ و كان امام مكتبي ؛ اقصد طاولة مكتبي ؛ رمشت بعدم إستيعاب الآن و بجدية الآن فقط كان يقف خارج المكتب ، و مكتبي كبير بمعنى الكلمة ، كيف وصل ؟!

عندما يكون الفرق شعرة ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن