الفصل الثالث

98 4 0
                                    


دخل ماريو الى حجرة رامى فى الساعة الخامسة فجرا بعد ان طرق الباب ثلاث طرقات متتالية فوجده فى منظر غريب جدا يقبل الارض فنادى عليه

-سيدى رامى

-رامى بالطبع لم يرد عليه

فظل ينادى و خاف ان يكون مكروها حدث له و لكنه سمعه يتمتم هامسا ببعض الكلمات فى خشوع عميق اثارت هذه الكلمات رجفة فى قلبه ثم قال رامى بصوت مرتفع الله اكبر ففزع ماريو و اثارت هاتان الكلمتان رهبة شديدة لديه و تسائل ماذا عما يفعله هذا العربي المجنون و بعد ان انتهى رامى من صلاته سأله ماريو مستفسرا ماذا كنت تفعل يا سيدى؟؟

فرد عليه رامى مبتسما كنت اصلى

-فقال ماريو : تصلى للشمس ؟

-لا بل اصلى لله رب العالمين

-الله ؟ هل عندكم اله مثلنا ؟ بأى ديانة تدين ؟

-فرد عليه رامى نعم عندنا انا مسلم

-ففزع ماريو لهذه الاجابة فكل ما كان يعرفه عن المسلمين انهم فجرو مبنى التجارة العالمى فى 11 سبتمبرو أفكار أخري من الطبيعي أن تتكون داخل عقل مجرم لم يتم دراسته المدرسية و مع هذا فعند نظره لرامي لم تتوافق الصورة المكونة بعقله للمسلمين مع أخلاقه الطيبة

ثم برر ماريو ماريو مجيئه المفاجئ قائلا لقد سمعت صوتا غريبا يأتى من غرفتك يا سيدى فجئت مسرعا لاننى اتولى الحراسة ايضا فى هذا القصر مع بعض الرجال

-انه منبه فقط لا غير لكى استطيع الاستيقاظ لاداء الفجر

-شعر ماريو بالخجل المفرط فهو لا يتذكر آخر مرة ذهب الي الكنيسة مثلا او قام بأيا من أنواع العبادات تجاه ربه

-صمت رامى فلم يكن يعلم الى اى درجة يريد ماريو ان يعرف عن الاسلام وخاف ان يكون ماريو مرسولا من الدون ليعلم اشياءا عنه و لكن عندما ظل ماريو يسأل و ظل رامى يجبب و فى نهاية الجلسة كانت الساعة حوالى السادسة صباحا فاعطى رامى كتابا يتحدث عن الاسلام باختصار و قد كان يدخر هذا الكتاب و غيره الكتب الكثير لجوليا لانه كان ينوى ادخالها فى الاسلام فعلا ، فسعد ماريو بالكتاب و انصرف ليترك رامى يستريح حسب قوله ، كان الموقف مضحكا جدا ان تعطى كتابا يتحدث عن الاسلام لليد اليمين لدون النزو مارتينى اقوى مجرم فى كاليفورنيا و ربما الولايات المتحدة كلها و لكن كيف كان سيعلم رامي كل هذا ؟ و لعل الله أرسل رامي له خصيصا ليهدي علي يديه

دخل رامى الى النوم مرة اخرى ثم استيقظ فى الساعة الثامنة صباحا على طرقات خفيفة على باب غرفته و عندما اذن للقادم بالدخول

وجد سيدة سمينة ،لها خدود حمراء و كانت تتحدث فى جدية شديدة بشكل لا يتناسب مع شكلها المضحك و اخبرته تلك السيدة انها وصيفة دونا جوليا و ان جوليا تريد مقابلته فى الحديقة.

فاخبرها انه سينزل لمقابلتها بعد تغيير ملابسه.

و بالفعل نزل رامى الى الحديقة الواسعة و استمر بالسير حتى وجد جوليا جالسة على ارجوحة كبيرة فى حديقة الاطفال فى مشهد ملائكى للغاية و لوحت اليه بيدها ليأتى فجلس على ارجوحة اخرى امام ارجوحتها قائلا صباح الخير

فردت عليه صباح الارجوحات

ثم اخبرته انها امضت طفولتها هنا فى هذه الحديقة و كانت تأخذ دروسا فى القصر فى قاعة خاصة للدراسة و بالطبع كان هذا خياليا بالنسبة لرامى الذى تخرج من مدرسة مصرية عدد الطلاب بالفصل الواحد بها 60 طالبا و لكنه عندما تحدث عن مدرسته قالت له جوليا

-يااااه يا رامى كم اتمنى لو كنت مكانك

-انت مجنونة ؟ انت لا تعلمين ما مررت به لاصل الى هنا و اعمل فى وظيفة محترمة

-فضحكت جوليا ثم قالت قد تظن ظاهريا ان الحياة هنا افضل من الحياة بالخارج و لكنك لا تعلم كيف كانت طفولتى ، لم يكن يسمح لى باللعب مع غيرى من الاطفال و لم يكن يسمح لى بالدراسة مع الاطفال و لهذا عندما كبرت قليلا و استطعت الخروج من البوابة بدون مراقبة انغمست تماما فى الاجتماعيات و الزيارات لاعوض ما فات و لكن للاسف لن استطيع تعويض ايام الطفولة ، نعم كان عندى اطنان من اللعب و ملاعب و حدائق و لم يكن احدهم يستطيع ان يرفض ان يحضر لى لعبة ما مهما بلغ ثمنها و لكن ماذا افعل بكل هذا وحدى بدون ان يشاركنى طفل ما فى اللعب ؟

ادرك رامى ان حياتها لم تكن وردية تماما مثل حياته و لكنه لم يقتنع ان حياتها كانت اصعب من حياته

-بينما كانا يتحدثان دوى صوت طلق نارى فجأة

فانفزع رامى بينما ظلت جوليا هادئة تماما فنظر اليها رامى و قال صارخا ما هذا الصوت؟ فقالت بهدوء لا تفزع انه اخى يمارس صيد الحمام و استمرا بحديثهما و كل خمس دقائق او عشرة يسمعان طلقا ناريا ثم اقبل خادم مهرولا اليهما و قال بصوت لاهث

سنيور رامى ، سيدى الدون يدعوك لمشاركته فى الصيد

فاتبعه رامى بالرغم انه يعلم جهله التام بالصيد و فنونه و لم يكن يعلم حتى كيف يحمل بندقية الصيد

و بالطبع استقبله الدون استقبالا حافلا و اعطاه الخادم بندقية آخر طراز فالسوق كانت بندقية وينشستر ثقيلة للغاية

فقال رامى للدون ، فى الحقيقة انا لم اجرب سابقا ممارسة الصيد بالبندقية و كل صيد كنت أمارسه فى مصر كان صيد السمك !

فابتسم الدون و اخبره ببساطة ، الموضوع سهل سأعلمك

و بدأ الدون يعلمه كيف يمسك البندقية و كيف يصوب و بالفعل حمل رامى البندقية و صوب على حمامة كبيرة بيضاء و ضغط على الزناد و فوجئ بالرصاصة تأتى فى شجرة كبيرة بعيييييدة تماما عن الحمامة

فضحك الدون و ضحك رامى ثم اعطاه الدون المزيد من الارشادات و هنا ضغط رامى على الزناد بهدوء و بينما كان اصبعه يضغط ببطء علي الزناد كان شخصا آخر يضغط على الزناد خلف الدون بعشرة امتار و انطلقت رصاصتان واحدة كانت طائشة و هى رصاصة رامى بالطبع و الاخرى أصابت هدفها في مقتل و انفجرت الدماء.....

نهاية اللعبة - Game overحيث تعيش القصص. اكتشف الآن