التعارف

359 16 0
                                    

تناثرت خيوط أشعة الشمس الذهبية...وشقت طريقها إلى غرفة إيمان معلمة إياها بطلوع فجر جديد......
استيقظت إيمان... وكانت عيونها حمراء منتفخة...لأنا لم بقيت ساهرة حتى ساعة متأخرة جدا...
نهضت إيمان بسرعة وتوجهت إلى دورة المياه...وغسلت وجهها....وتنشطت ليومها المدرسي الجديد بعد عطلة نهاية الأسبوع هذه ...
وبينما هي خارجة من دورة المياه...رأت رامي ينزل الدرج...قال لها رامي بصوت ناعس:نشيطة كعادتك... صباح الخير هي..أقصد إيمان...
تنظر له إيمان باستغراب فهو رغم معاملتها القاسية له يبقى حنونا عليها...
رامي:ماذا بك؟؟؟...ألن تردي التحية...
تبتسم إيمان بطيبة وتقول:صباح الخير...
قال رامي في نفسه وهو يبتسم:إن حالتها تتحسن...اتمنى أن قدومها لهذه المدينة قد أثر بها للأفضل...لا شك بأنها ستكون صداقات لاحقا...فنحن وصلنا هنا منذ أسبوع فقط...سيكون التكيف عليها صعبا بعد تلك الحداثة المؤلمة...
انتشله من أفكاره صوتها وهي تقول له:قررت اليوم أن أعد لك فطورا من صنع يدي...
رامي:حقا؟؟؟.. لم أتناول الطعام من يديك منذ سنة...كل ما كنا نأكله هو الأطعمة الجاهزة...لا شك بأن طبخك سيفتح شهيتي للأكل...
إيمان:ولكن تمنى أن يفتح شهيتك للدراسة يا كسول...
رامي:أتمنى ذلك...
ثم أضاف:تبدين أفضل هذا الصباح.
إيمان:ربما.
رامي:بل وتبدين أجمل كل يوم...
إيمان:لم كل هذه المقدمات؟؟؟.
رامي:وهل هناك مصالح بين الأخوة؟؟؟
ولكنها لم تجبه بل أسرعت في تحضير الفطور قائلة:كلامك الكثير سيؤخرني عن المدرسة...أنا لا أزال جديدة .. أريد لصورتي أن تكون جيدة...
رامي:أسرعي إذن...
إيمان:هل قبلوك في هذه الجامعة؟؟؟
رامي:اجل...ولماذا لا يقبلونني؟؟؟...علاماتي من أعلى العلامات...
إيمان:جيد...هل قررت التخصص الذي تريده أم لا؟؟؟
رامي:لا أعلم..أنا أدرس في الجامعة منذ سنة دون أن أقرر ما أريد... يبدو أني سأمضي حياتي كلها محاولا التقرير لمصيري...
إيمان:لا تيأس...
رامي:ماذا تقترحين علي؟؟؟
إيمان وهي تفقس البيض:ماذا تقصد؟؟؟
رامي:أقصد...وبذكائك الحاد...وملاحظتك للأشياء التي أجيدها وأحبها...ماذا تنصحيني بأن أدرس؟؟؟
إيمان:لا أدري...
بعد ثوان بدأت إيمان بوضع الأطباق الشهية على الطاولة فهي بارعة في الطبخ...
فقال لها رامي:أريدك أن تساعديني باختيار تخصصي...
إيمان:سأفكر لأجلك...لا بأس...
رامي:والآن دعينا من هذا الكلام ولنبدأ بالهجوم على هذه الأطعمة اللذيذة...
شمر رامي عن ساعديه مستعدا للأكل...
إيمان:لن تغير عادتك أبدا...لماذا تفعل ذلك؟؟
رامي:إن تناول الطعام معركة... إما أنت أو الطعام...
إيمان:وإن كنت في مطعم هل ستتصرف هكذا؟؟؟هل ستكون قاتلا أو مقتولا؟؟؟
يضحك رامي بظرافة ويقول:طبعا لا...التقاليد المهذبة تمنعني من ذلك...
إيمان:يا لك من شاب غريب...فلنتناول الطعام الآن...فأنا جائعة بحق...وأتمنى أن لا أتأخر عن المدرسة...
ويبدأ كلاهما بالأكل بصمت...وبعد الانتهاء من الأكل...غسلت إيمان الصحون بمساعدة رامي...
إيمان:أنا ذاهبة الآن لأرتدي ملا بسي...كي لا أتأخر.
رامي:لا بأس...محاضرتي الأولى على الساعة التاسعة...أما مدرستك فهي على السابعة والنصف... سأوصلك للمدرسة.
إيمان:كما تريد.
وعندما همت لتصعد الدرج إلى غرفتها قال لها رامي بهدوء:بدلي ملابسك السوداء تلك... لا أريد أن أراك ترتدينها مرة أخرى...مفهوم؟؟؟
إيمان:ولكن...
رامي:أرجوك.
إيمان:سأحاول.

وتذهب لغرفتها...
كان نظام مدرستها في هذا المدينة لا يلزمها بارتداء ملابس رسمية.
تقوم بارتداء قميص أبيض اللون...مع تنورة تصل لركبتها باللون الأزرق الغامق...وحذاء رياضي أبيض أيضا مزركش باللون الأزرق الغامق...وعلى رأسها ربطة شعر زرقاء اللون...رفعت بها كامل شعرها للأعلى مع تركها لبعض الخصلات منسدلة على وجهها...
تحمل إيمان حقيبتها...وتنزل الدرج وتجد رامي قد تجهز تماما...
رامي:هيا قبل أن تتأخري...مدرستك بعيدة...
إيمان:أنسيت أننا سنذهب بالسيارة.
رامي:أه...نسيت فعلا...
إيمان:خذ مفتاحك للمنزل كي لا تنساه مثل تلك المرة.
رامي:ذكرتني به...سأحضره حالا...
وبعد ثوان عاد رامي وانطلق هو وإيمان نحو السيارة...
ركب رامي في مقعده...
وعندما كانت إيمان على وشك الدخول بالسيارة اصطدمت بها فتاة تبدو في مثل سنها...
وقعت كلتاهما على الأرض...
رامي:إيمان!!!...
نهضت إيمان عن الأرض...
أم تلك الفتاة فقالت لها:اعذريني...أنا آسفة...لم أراك...ولم...
قالت إيمان مقاطعة ثرثرتها:لا بأس..ولكن انتبهي في المرة الثانية.
أمعنت تلك الفتاة النظر في إيمان ثم قالت:ألست إيمان في صفي؟؟؟
إيمان:من أي صف أنت؟؟؟كم عمرك؟؟؟
الفتاة:أنا عمري 15 عاما...في الفصل(أ)...
إيمان:بنفس عمري وفصلي...لكني لم أرك أبدا...
قالت الفتاة وهي تضحك:ذلك لأنك لا تكلمين أحدا...نسيت أن أعرفك بنفسي...أدعى سالي...تشرفت بمعرفتك.
إيمان:أهلا بك...
بعد ثوان ضربت سالي رأسها بغباء وقالت:يا لي من غبية...سأتأخر...المدرسة بعيدة...
قال رامي من السيارة:بإمكانك مرافقتنا للمدرسة...
قالت سالي لإيمان:من هذا؟؟؟
إيمان:أخي...
ثم أضافت:اركبي...سأوصلك معي.
سالي:ولكن.
إيمان:لا بأس...تعالي...
سالي:أشكرك.
تدخل كلاهما السيارة وتجلسان في المقعد الخلفي...
قال رامي وهو يسوق:أنا أدعى رامي...وأنت؟؟؟..
سالي:اسمي سالي...تشرفت...
تسود لحظة صمت...
إلى أن تقول سالي محدثة إيمان:لقد وصلت منذ أسبوع...ومع ذلك لم أرك تحدثين أحدا...ما سبب ذلك؟؟؟
تنظر لها إيمان بحدة ولم تقل لها شيئا...
أما سالي فقالت معتذرة:اعذريني إن كان سؤالي قد أزعجك...
قالت إيمان وهي تزيح برأسها للجهة الأخرى:لا بأس...ولكن لا تتدخلي بالأمر مجددا...
بعد ثوان وصلوا للمدرسة...نزلت كلتاهما من السيارة...
رامي:إلى اللقاء...
إيمان:إلى اللقاء...
وتذهبان للمدرسة قبل أن تتأخرا...
قال سالي لإيمان وهما يمشيان معا:أخاك لطيف جدا...
ولكنها لم تقل لها شيئا...
سالي وهي تبتسم:كما تريدن...متأكدة أني سأكسر حاجز الصمت بيننا يوما ما...
تنظر إليها إيمان وتقول:ربما...
سالي:تعالي نذهب لحصة الرياضيات قبل أن نعاقب.
إيمان:هيا.
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ارائكم

هل سيحررني من قسوتي وبرودي ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن