part 7

241 15 1
                                    

التكملة:
إيمان:هل بإمكاني أن أطلب منك طلب؟؟؟
سالي:ما هو؟؟
إيمان:أريدك أن تعرفيني بكل طلاب صفنا.. من يكونون وما هي أسماؤهم وطباعهم.
سالي:أمر سهل.
إيمان:إذن أنت لا تمانعين ذلك؟؟
سالي:لا أمانع... بمن سأبدأ يا ترى؟؟؟
ثم تقول بحماس:سأبدأ برافع...
إيمان:من رافع؟؟
سالي:الشاب الذي قدم اليوم للمدرسة...إنه يجلس بجانبي.
إيمان:عرفته.
سالي:إنه الطالب الأكثر نموذجية بالمدرسة... إنه مثالي تقريبا...صديقه المقرب حسان... يجلس قبالتي على اليسار...
إيمان:عرفته أيضا...
سالي:لينا...إنها تلك الفتاة التي حاولت السخرية من معلم الرياضيات اليوم...لا بد أنك تعرفينها.
إيمان:أجل.
سالي:ولكن لماذا تريدين معرفة الجميع؟؟؟
إيمان:أنا جزء من المدرسة الآن...ولا شك بأني سأعرفها عاجلا أم آجلا...
سالي:فهمت...
إيمان:سالي...
سالي:ما الأمر؟
إيمان:رغم قسوتي معك.. إلا أنك تصرين على البقاء معي... أليس لديك أصدقاء غيري؟؟؟
سالي:لا... لا أحد يتقبلني سوى رافع...
إيمان:لماذا؟؟؟رغم أنك لطيفة وطيبة جدا.
سالي:لست وحدي الطيبة في هذه المدرسة...معظمهم طيبون سوى شلة جواد وعصام... إنهم من أكثر الأولاد صياعة في المدرسة كلها.
إيمان:شلة...ومن هي شلتهم؟؟؟
قلبت سالي بصرها هنا وهناك، ثم قالت وهي توجه نظرها لمجموعة من الطلاب:أمامنا هناك...هل ترينهم؟؟... أولئك هم.
إيمان:فهمت.
سالي:إنهم ينظرون ناحيتنا.
إيمان:هناك أحد قادم منهم نحونا... ما اسمه؟؟؟
سالي:هذا يدعى بشير.. إنه خطير قليل الأدب؟؟؟احذري منه يا إيمان.
تقدم بشير منهما، ووقف أمام إيمان وتقدم منها أكثر وقال بهدوء:عفوا.. ما اسمك يا حسناوتي؟؟؟
قالت له إيمان وهي ترمقه بنظرات حادة غير مبالية وبهدوء:عفوا!!!
بشير:سألتك عن اسمك يا آنسة.
قالت له سالي بحدة:دعنا وشأننا يا بشير...ألا تكف عن مضايقة الفتيات؟؟؟
بشير:على ما يبدو أنني لم أوجه كلامي لك يا سالي... لذلك الزمي الصمت ولا تتدخلي...
سالي بغضب:بل سأتدخل... طفح الكيل عندي.
قال بشير بخبث:اصمتي يا ابنة الشوارع!!
تنفعل سالي أكثر بينا إيمان تحافظ على هدوئها المعتاد ولكنها كانت تسترجع في قاموس ذكرياتها جملة كهذه... ابنة شوارع...ابنة شوارع!!!
تنهض سالي بغضب موشكة على افتعال شجار...إلا أن إيمان مدت يدها أمامها قائلة لها بهدوء يبعث الطمأنينة: لا تعيريه أدنى اهتمام... دعيه يثرثر وحده... وسنتظاهر بأننا لم نسمعه يقول شيئا.
قال بشير بغضب:ماذا؟؟؟
إيمان:اسمع يا صاحب الشعر الأجعد... أعلم أن صديقك الغبي هو من أرسلك لتسأل عن اسمي... وأنا متأكدة أنك تعرف اسمي ومن أكون... أخبر السيد جواد بان يكف عن محاولاته السخيفة لاستفزازي.. فهي فاشلة مثله..
قال بانفعال أكبر:ماذا؟؟؟...كيف تجرؤين؟؟؟
تنظر له إيمان ببرود أكثر مما يزيد انفعاله أكثر وأكثر...
أحكم بشير قبضته جيدا وكأنه مستعد لأن يوجه لكمة إلى وجه إيمان... بينما هي تنظر بلامبالاة له وكأنها غير مبالية بما قد يفعله.
إيمان:لا أظن أنك تجرؤ على ضربي.
قال بشير وهو يبتسم بمكر:جربيني إذن..
ويدفع يده لكي يضربها ولكن قبل أن تصل يده لوجهها كان هناك من أمسكها.
أغمضت سالي عينيها بخوف صارخة:إيمان!!!
ولكن عندما فتحت عينيها وجدت أن رافع يمسك بيد بشير..
سالي بفرح:رافع!!!
قال بشير لرافع وكأنه ذئب جائع:ماذا تريد الآن أيها البطل الأسطوري؟؟؟...أجئت لتنقذ أميرتك في اللحظة الأخيرة؟؟؟
انتبه جميع من في المكان لجملة بشير الأخيرة... وكانت هذه الجملة بالذات مصدر إحراج لرافع أما إيمان فلم تغير ملامح وجهها.
قال رافع محاولا تدارك الموقف:ليس من شيم الرجال أن يضربوا الفتيات... وليس من شيمي أن أرى أحد بحاجة للمساعدة ولا أتدخل؟؟؟إنسانيتي لا تسمح لي بذلك.
قال بشير بغضب:مفلسف... تبا لك ولإنسايتك!!!... لا أدري إلى أين ستؤدي بك إنسانيتك السخيفة الطيبة هذه... لتذهب للجحيم.
قال رافع بحزم:يفضل أن تغادر المكان حالا... لأني لا أرغب بافتعال شجار يؤدي بك إلى خارج المدرسة كما حصل آخر مرة.
بشير:اتركني.
رافع وهو يحافظ على حزمه:هل ستبتعد من هنا؟؟؟
بشير:هذه المرة سأذهب... فقط لأني لا أريد أن أشوه وجهك الجميل يا صغيري... وأزيد من إصابتك كي لا يقولوا بأني آذيتك... حسابي معك عندما تكون بكامل صحتك...يا أسطوري!!!
ويبتسم له بخبث...
ويغادر بشير وكأن شيئا لم يحدث...
بعد ذهابه قالت سالي لرافع:أحسنت... لقد هرب منك.
قال لها رافع بابتسامة عذبة:واجبي.
كانت إيمان توجه نظرها للجهة الثانية غير مبالية بوجود رافع... وكانت تشعر بغضب شديد.
التفت إليها رافع بفضول وقال لها:هل أنت بخير يا آنسة؟؟؟
نظرت له إيمان بحدة وقالت:لا شأن لك..
استغربت سالي من ردة فعلها.. ولكنها فضلت أن تسكت.
أما رافع فلم يستغرب بل ابتسم قائلا لها:لا بأس كما تريدين..
إيمان:إن كنت تنتظرني لكي أشكرك... فإنك سوف تنتظر مليون سنة... أنا لم أطلب مساعدتك.
رافع:وأنا لم أطلب منك أن تشكريني...وأعلم أنك لا تحتاجين لمساعدتي فأنت فتاة قوية.
إيمان:ماذا يفترض بهذا أن يعني؟؟؟
رافع:انا لا أقوم بمساعدة الناس لأطرب نفسي بتصفيقهم وشكرهم لي... أنا أفعل ذلك لأن واجبي يحتم علي فعل هذا.
ثم أضاف:أنت هنا منذ أسبوع... ولم تسجلي بأحد الرياضات على ما اعتقد...أنا أعرض عليك أن تكوني بفريقي...
إيمان:أي فريق؟؟؟
رافع:إنه قسم الفنون القتالية... مبارزة سيوف...
إيمان:مبارزة؟؟!!
رافع:أجل..لا شك بأن لديك القدرة على النجاح في قسمنا.. الفتيات قليلات ولكنك ستكونين مناسبة...
سالي:ألا تظن ذلك صعبا عليها كونها لم تبارز من قبل.؟؟؟
رافع:إنها تتمتع بلياقة وقوة جسد رائعة... ولكننا سنجرب... هل أنت موافقة على التجربة؟؟؟
إيمان:لا بأس... متى؟؟؟
رافع:تعالي بعد انتهاء الدوام لنادي مدرستنا... وستجديني هناك مع فريقي والمدرب.
إيمان:لا بأس.
سالي:هل هناك تدريب للسلة؟؟؟
رافع:أجل...
سالي:سآتي.
رافع:لا بأس...
ثم أضاف:يجب أن أذهب الآن... لا تتأخرا.. بعد المدرسة.
سالي: لن نتأخر.
وغادر من عندهما.
قالت سالي بإعجاب:إنه رائع!!!
إيمان:هذا هو رافع إذن!!!...
سالي:أجل.. ألا يبدو جذابا.
ولكنها لم تريد عليه...
أما سالي فأكملت:إنكما متشابهان كثيرا.. لربما هذا هو السبب الذي دفعك للاستماع إليه الآن...
إيمان:متشابهان!!؟؟!؟
سالي:أجل.. إنه شاب غامض وكتوم.. تماما مثلك.. كما أنه موهوب وذكي في الرياضيات والعلوم والفيزياء وجميع المواد العلمية... موهوب بالرسم والفروسية والمبارزة...وهو لطيف أيضا...
قالت إيمان باهتمام:ما سبب إصابته؟؟؟
سالي:تعرض قبل وصولك ليومين لإصابة في مباراة كرة سلة... دفع به أحد خصومه اللاعبين متعمدا على العارضة المدببة خارج الملعب..مما أدى لنزيف داخلي بدماغه بالإضافة لجرح عميق.
إيمان:وماذا فعلوا بالذي فعل ذلك؟
سالي:منعوه من المشاركة نهائيا... وأعطوه إنذارين... كما أنهم فصلوه من المدرسة لمدة شهر.
إيمان:فهمت الآن.
سالي:لن يكون قادرا على المشاركة بمباريات السلة أو المبارزة... لأن جرحه يمنعه من التركيز أو حتى من الوقوف بتوازن... لم يجد المدري سامي من يضاهي قوة رافع لكي يأخذ مكانه ريثما يستعيد عافيته...
إيمان:ألهذا يريد أن يأخذني ليرى مهارتي بالمبارزة والسلة؟؟؟
سالي:على ما أعتقد...نسيت أن أخبرك بأني واحدة من فريق السلة... أما المبارزة فلم أنجح بها يوما من الأيام...
كانت إيمان تنظر ليسارها فجأة فوقعت عينها على رافع وصديقه حسان... وقعت عينها تحديدا على رافع الذي كان ينظر باتجاهها صدفة.. رمقته إيمان بنظرات غريبة ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه عنها كي يبين لها أنه لم يكن يقصد النظر إليها تحديدا.

ترررررررررررررررررررررررن.
رن الجرس معلنا انتهاء الفسحة المدرسية.
سالي:هيا لنذهب للصف.
إيمان:هيا.
كانت الحصة التالية هي حصة اللغة العربية...
كانت المعلمة تشرح درس علوم لغوية... وبينما هي تشرح لاحظت أن معظم الطلاب لا يستمعون لها.
قالت المعلمة أنسَــام محاولة إحراج محمود الذي لم يكن ذهنه إطلاقا بالحصة:أعرب لي هذه الجملة يا محمود..
قال محمود بارتباك:أنا؟؟؟!؟
أنسَـام :أجل...أنت...
محمود بارتباك أكثر:إن...حرف جر منصوب بالفتحة...
أنسَـام :أكمل...
محمود:السماء.. فاعل.
أنسَـام :لا تتردد...تابع...
محمود:السماء... فاعل مرفوع بالكسرة المقدرة على آخره منه من ظهورها اشتغال المحل بالحركة الملائمة...
كان الجميع يكبت ضحكاتهم بسبب كلام محمود المضحك.
أما عند المعلمة فقد طفح الكيل عندها حتى قالت:يكفي... لا تكمل... لا أحتمل سماع المزيد من حماقاتك... منذ متى نعرب إن وكأنها حرف جر؟؟؟... ومنذ متى كان الفاعل مرفوعا بالكسرة؟؟؟... لا ينقصنا إلا أن تألفوا قاموسا خاصا بمفرداتكم ومعلوماتكم الغريبة...
ضحك الجميع في هذه اللحظة أكثر وأكثر... وكادوا ينفجرون من الضحك.
أنسـام :سأتغاضى عما سمعته الآن يا محمود.
قال محمود بفرح:حقا؟؟...أشكرك سيدتي..
ولكنها ابتسمت بخبث قائلة:ولكن... امتحـــان فجائي...
محمود:ماذا؟؟؟
تعالت الأصوات معبرة عن استيائها...
قالت لينا:يا لك من غبي يا محمود... سأرسب بالامتحان بفضل عبقريتك...
محمود:وما ذنبي أنا؟؟؟
أنسَـام :كفاكم ثرثرة...هيا...
ويخرج جميع الطلاب أوراقا منصعين لأوامرها...
وبعد دقائق من بداية الامتحان... ومحاولات الغش المختلفة الفاشلة...
قالت المعلمة:انتهى الوقت هيا.
سوزان:لم أنته بعد.
تسلم إيمان ورقتها وكذلك رافع... فرافع الأول على شعبته... والآن هي منافسته الكفؤ...
يبتسم رافع لها... قالت إيمان في نفسها وهي تنظر إليه وتراه يبتسم لها:لماذا ينظر لي بهذه الطريقة؟؟؟... لقد جرحت مشاعره فلماذا يبتسم لي؟؟؟
عاد كلاهما لمقعده...
بعد أن سلم جميع الطلاب أوراقهم قالت المعلمة لهم:غدا.. أريدكم أن تكتبوا مواضيع تعبير... لم نكتب منذ أسبوع... تنقصكم علامات كثيرة...
قال فتاة تدعى لانا:عن ماذا؟؟؟
أنسـام :اكتبوا في واحد من هذين الاثنين...إما عن الأم.. أو عن أجمل يوم من أيام عمركم...
وقعت هذه الكلمات على مسامع إيمان كالصاعقة... فشعرت بداخلها بنار تحرقها... لا أحد يعرف سببها...
كانت تجلس في الدرج الأخير وحدها... بسبب عدم تكافؤ عدد الطلاب.
انتهب لتوترها طالب يدعى علاي كان يجلس قبالتها على اليمن...
ونظر لها مطولا.. حتى انتبهت له وقالت له بحدة:هل هناك شيء ما؟؟؟
قال لها بارتباك:لا... لا شيء.

ترررررررررررررررررن.
قالت المعلمة أَنسـام ْ وهي تخرج من عندهم:لا تنسوا المواضيع غدا...

هل سيحررني من قسوتي وبرودي ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن