3

134 9 7
                                    




.

ايدي ناعمة تمسح على وجهي بينما قطرات دافئة تقع على وجنتي , افتح عيناي بصعوبة لأجد بأن الضباب قد غطى عيناي , افتحها واغلقها مراراً حتى تتحسن الرؤية , انظر للمرآة التي تبكي امامي ويتبين لي اني مستلقية على فِراش ابيض وهناك شيء معدني في يدي .. انا في المستشفى !

:" امي ! مالذي تفعلينه هنا ؟! ".

اسأل ويخرج صوتي متعباً ومكتوماً بسبب الضمادة على انفي , تتوقف امي عن البكاء لكنها تعود للصراخ لأبي بأني استيقضت .

يأتي سريعاً لأرى عيناه المحمرتان وكأنه كان يبكي هو الاخر !

يأخذني لأحضانه الدافئة التي قد ادفع عمري لأبقى بها ساعة , ابكي في احضانه شاكية حالي له ببكائي هذا .. وكأني أتأمل بطلي ان ينقذني , يبتعد بعد ما توقفت عن البكاء لتبدأ امي في سلسلة اسألة عن مالذي حدث لكني اوقفها بسؤالي :" كيف اتيتُ الى هنا ؟! ".

:" نسيتِ محفظة نقودِك فأرسلت الحارس خلفك ليعيدها ".

افتح عيناي على وسعهما بصدمة لكنني اتفادى هذا بقولي :" من الجيد ان ذاكرتي انتحلت كما جسدي ".

كوني متأكدة بأنني لم انسى المحفظة لانني دفعت لسيارة الاجرة عند عودتي هو ما اثار تعجّبي .. بالتأكيد هو ذلك الاحمق !

تضمّني امي بقوّة بينما دموعها تنهمر على كلماتي .. لم ارد قولها لكنها حقيقة ظاهرة ولو اصاب العمى عيون الخلق أدركوها .

.

يطلب الطبيب مني البقاء في المستشفى ليوم آخر للراحة , فقط لو يعلم انه سيُلاحقني حتى لو دفنت نفسي حيّة ومتّ هناك .

اطلب من امي البقاء معي لتوافق بكل سرور وكأنه كانت على استعداد لتطلب ذات الطلب , تترجاني امي بالعودة للقصر كما في السابق لكنني ارفض مُرغمة .. افتقدتهم فقط لو يعلمون ..

اغمض عيناي براحة كوني بأمان منه عندما لم اشعر بهالته المخيفة حولي .

.

اسمع ذلك الصوت المريع ينطلق بجانبي , صوت كسر علبة الطعام , افتح عيناي ببطئ لأرى امي مستيقظة وتنظر برعب لزاوية الغرفة , انظر لما تنظر لأجد بأن هاتفها محطم على الارضية وبجانبه علبة الطعام المهشّمة .

:" يجب ان نخرج من هذه الغرفة بسرعة ! ".

تهمس لي امي برعب لكني اتجمّد معلِّقة نظري على الهشيم في الزاوية لتصرخ برعب :" بسرعة ! ".

انهض راكضه بجانب امي لكن تخور قواي في منتصف الطريق لتحملني امي بصعوبة , تساعدها بعض الممرضات بينما يسألن عن ما حدث واحداهن طلبت الامن بالفعل !

.

ينتهي اليوم بعودتي للمنزل بعد ان اهدتني امي هاتف ومبلغ مالي , لم ارفضه لحاجتي له .

بلـوندلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن