بلـوندل

4

.

:" ارجوك الجميع ينظر لنا ! ".

اترجاه بهمس لكنه يكمل محاولة التهام المثلجات , تغطي الكريمة وجهي بينما الطاولة امامي قد امتلأت تماماً بها !

يجيب بعناد :" لا ! لاطالما اردت فعل هذا وسأفعله ".

اتجاهل كل شيء وكل شخص ينظر بصدمة لي لأقف والقي بالمثلجات بعيداً بواسطة يدي الاخرى

تتجمع الدموع في عيناي ونغزات مؤلمة تصيب قلبي واحدة تلو الاخرى , يهمس بألم :" لِم فعلت ذلك ؟ ".

الجميع ينظر بصدمة بسبب همسي لنفسي صراخي فجأة , امسك المناديل لأمسح وجهي ويدي التي يتحكم بها لأتجه بعدها للبائع :" مخروطا مثلجات من فضلك "

اطلب بهدوء ليهمس اللعين بحماس :" هل حقاً ستفعلين لأجلي ! ".

اصفع يدي الاخرى عالمة بأنه يشعر بالام مثلي وسط نظرات البائع المتجمّد بصدمة امامي , يهمس بألم :" آوتش ".

اتحدث للبائع بعد ان اخرجت النقود :" عذراً ".

يأخذ النقود بخوف ثم يتجه سريعاً للداخل , اهمس له بغضب :" اذا لم تصمت فلن تحصل عليها , يومئ بحماس ويفتح فمي ليقول شيئاً لكنه يتراجع طاعة لأمري .. اتعجب من طفوليته هذه !

.

تصل المثلجات لأمسك بواحد واضعه امام فمي ثم اهمس له :" هكذا , يجب ان تعرف وجهتك  ".

ابدأ بأكل المثلجات وهالة الحماس تشع من جسدي لتُتعِبني اكثر , بعد انتهائي يحاول تقليدي وينجح تقريباً ليصرخ بسعادة افزعت الزبائن حولنا بعد انتهائه من المخروط خاصته , اخرج بسرعة متجاهلة الكريمة المتناثرة في انحاء وجهي , سأُلقّب بـ شبح الحيّ بسببه !

.

يتجول هنا وهناك بجسدي الذي اُنهِك تماماً , اصفع وجهي ليصرخ بـ :" آوتش ! , لم تفعلين هذا ".

:" يجب ان نعود , سأدخل بـ غيبوبة اذا استمررت في هذا ".

اقول ليعبس بحزن لكنه يوافق في النهاية , نستقل سيارة اجرة لأصل للمنزل .

:" هل رأيتِ وجه السائق , كان مُرتعب ".

يقول بينما يضحك بجنون ! لا عجب وان ذهب السائق بعدها الى الطبيب النفسي , فلا يلام على ما رأى .

.

عندما ينتصف الليل يترك جسدي لأسقط غير شاعرة بشيء عدى الارض الصلبة التي اصطدمت برأسي .

.

اشعر بألم يجتاح وجهي ابتداءً بأنفي ثم بعد ذلك السائل الدافئ ينهمر منه !

افتح عيناي لأجد بأن الدنيا تدور , امسك انفي الذي ينزف ثم انهض عن الارض متجهة الى الاسعافات الاوليّة , اعتدت الامر حقاً !