.افتح عيناي لأجد المكان مظلم وهناك ثقل على رأسي , التفت بصعوبة لأجد امي .. وانا بالمستشفى مجدداً !
ألتمِس ذراعها التي تلفها حولي لتدفأتي فتقفز بفزع وألاحظ عيناها المحمرّة .. كانت تبكي ..
:" اوليفيا طفلتي ".
تقول هذه الكلمات بصوت مرتجف لتنفجر بعدها باكية محتضنة اياي , يفتح ابي الباب بسرعة حالما سمِع بكائها ليهرع لإحتضاني بالدموع هو الاخر , تخرج دموعي ايضاً ولا اقاومها , فـ مِن حقي البكاء !
اشعر بطاقته الحزينة تتوهج حولي لكن اتجاهلها , فأنا في احضان اعزّ ملائكة عالمي .
تمسح امي على وجهي ورأسي ثم تتحدث برجفة :" هل انتِ بخير ؟ ".
أهز رأسي بلا .. فلا مزيد من تجاهل اسألتها حول حالي , تفزع ملامحها لتعود دموعها تهطل , امسح دموعها بينما اهمس بتعب :" انا بخير في احضانكما فقط ".
يزداد توهّج طاقته الحزينة لكنني اقرر تجاهله وأكمل حديثي :" اريد البقاء في احضانكم للأبد .. لكنه مستحيل , مستحيل كـ بقائي حيّة الى الابد ".
تهتز الطاولة بجانبي وكأنه يقول ' انا هنا ' لكنني اتجاهله مجدداً عندما يتحدث ابي :" ستبقِين في احضاننا الى ان يأخذنا الموت , لن نتركك وحدك ".
ابتسم , الإله رزقني بملائكة متجسدة كهيئة البشر اسمّيهم ' ابي وأمي ' ورغم كثرة اشغالهم وانعزالي عنهم لم يتركوني .. لكنهم ارادوا مراعاة مشاعري بقولي لهم انّي كبرت لأعيش معهم .
.
مع حلول الظلام يغفو ابي على الأريكة في زاوية الغرفة بينما امي تضلّ تمسح على شعري النصف مقصوص بسبب ذلك الملعون لكنها تغفو هي الاخرى .
اشعر بهالته تقترب لتجتاح جسدي الذي استسلَم بتلقائية .
:" بلوندل .. انا مُتأسف ".
يقول بهمس خشية استيقاظ امي , اتجاهله ليتنهّد بعدها يصرخ بـ :" هذا مؤلم ".
رأتي لا تزال متعبة لأتنفّس بقوة , تتحرك امي بإنزعاج فتتوهج طاقة التوتر لتؤذي جسدي الضعيف , يشعر بتعبي ليهمس :" انا آسف ".
اتجاهله مجدداً ليهمس بإنزعاج وحزن :" ألن تتحدثي ؟ ".
اتجاهله مجدداً ليتحدث بألم :" لِم ؟ ".
اجيبه بتعب وعتاب مُقتبسة كلماته سابقاً :" روحي تحولت لرماد منتشر , يمكنك اخذ جسدي الان ".
أشعر بنغزة في قلبي تتبعها عدة نغزات ودموعي تهطل فجأة .. هو يبكي !!
يتمتم وسط بكائه ورِئتاي يزداد جحيمها بسبب شهقاته :" لم اكن انا .. انا مُتأسِف ".
لم يكن هو ؟! , طوال مدة بقاءه معي لم استمع الى كذبة منه .. اذاً من ؟!
اهمس له لتهدأ شهقاته التي اتعبتني :" لا افهمك , انت كنت هناك .. معي ! ".
أنت تقرأ
بلـوندل
Paranormalعندما تسمع عبارة ( روحين في جسد ) قد يتودد قلبك من لطافة العبارة المقصود بها شدة تعلّق قلبين ببعض , لكن لو كان المعنى حقيقة حرفياً هل سترغب في التجربة ؟! . . ١٤٣٧