الفصل الثامن والعشرون.

3.7K 335 53
                                    

البعيد عن العين بعيد عن القلب، مقولة مضحكه! وما الذي أرهق قلوبنا شوقاً حد البكاء غير ذلك البعيد.

بعد مرور شهر.

بخطواتٍ هادئه تسير نحو مقهي الحرم الجامعي، تجلس علي أحد الطاولات البعيده، تضع سماعات الأذن وتُشغل إحدي إحدي معزوفات بيتهوڤن 'معزوفة المطر'
مُنعزله كلياً عن كل ما يدور حولها، تضع كل تفكيرها ومشاعرها المُرهقه في هذه المعزوفه وكوب القهوه الساخن ذلكَ.

تُغلق هاتفها مُتفاديه أتصالات بياتريس المُتكرره، وتنهض من الطاوله لتخرج.
ولكن يستوقفها تقلب معدتها فجأه وتهرول للحمام..

"آه.." تقول بوجه مُتألم بعد أن تقيأت، تغسل فمها ويدها جيداً وتنظر للمرآه.
لذلك الوجه المُختذل، المتهاون، المرهق حد الموت.
لم تكن تُلاحظ هالاتها السوداء، أو إهمالها لشعرها هذه الفتره، وإهمالها لوجهها الذي أصبح مثل الجوافه بسبب صفاره، تُتمتم "تباً." وهي تضع يدها علي فمها لتكبح رغبتها بالبكاء.

تأخذ نفساً وتخرج من الحمام.

من: بيآ.
-أريد رؤيتك حالاً. والدتك قلقه! من فضلك أجيبي..

تري الرساله وتتنهد ثم تبدأ بالرد:

من: إيلادورا.
-قابليني في الحديقه الخلفيه.
~~~~~~~

"هل تمزحين ؟" تصرخ بياتريس.
"لا.. أنا لستُ في الوضع أو الوقت المُناسب لأمزح." قالت إيلادورا.

"كيف.. منذُ متي، كيف لم تُخبريني!" تسأل بيا.
"أنا في الأسبوع الثالث.." تقول إيلادورا وهي تبتلع ريقها.

"هذا الطفل يجب أن يُجهض." قالت بياتريس وهي تُصبب نظره قاتله.
"هل أنتِ مريضه ؟" تسألها إيلادورا عاقده حاجبيها.
"هل تُريديني التخلي عن هذا الطفل! مُستحيل!" تُردف.

"هذا ليس شيئاً قد تأخذي قراره بمفردك! الذي بين أحشائك طفل وليس لُعبه! يجب علي لوي العلم بهذا الأمر.. وإذا عَلمت والدتك.."

"بياتريس." تهمس لتتوقف بيا وتنظر لها.
"لا أمي.. ولا لوي.. سيعرفان بهذا الأمر حالياً، وأمي ستتقبل الوضع، وإذا لم تفعل، أنا علي أهبة لفعل أي شيء للأحتفاظ به والمجازفه بعدم التفريط به." أردفت، أغمضت بياتريس عيناها بغير تصديق.

"هل أنتِ في وعيك حتي ؟ أنتِ لا تُدركين ما أنتِ علي وشك مواجهته.." قالت بياتريس.

"هذا الطفل.. هذا الطفل طفلي، أنا حامل به، والشخص الذي حَملتُ منه هو الشخص الذي أُحبه، لا أهتم إن غادر وتركني أو كرهني حتي، لايزال الطفل طفلي! إنه بين أحشائي الآن ولن أُفرط به، لقد أصبح جزءاً مني يا بياتريس.." قالت إيلادورا.

صُـمـودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن