(الخيانة)💔
الجزء الثاني
_____________
من خلف قضبان نافذتي الصغيرة التي كانت هي سلوتي الوحيدة، امعنت النظر إلى البحر، احدق في تلك الأمواج المتلاطمة وهي تعانق الصخور، فتصبح ملساء ناعمة، وتتلاشى شيئا فشيئا، ثم تقذف الأصداف على الشاطىء فتنغرس في الرمال، تبهرني طيور النورس حين تفتح جناحيها وتسابق السحاب، تهبط كالشهب تلتقط سمكة ثم تحلق من جديد، اتمنى ان احلق واهاجر مثلها اظن ان الرؤيا من السماء لمنظر البحر الواسع تكون أكثر بهاء، آه ...كم اغبطك أيها البحر، أنت حر لا يقيدك شيء.
مرت الأيام متشابهة، اطفالي كبروا ولكل واحد منهم حلم وطريق وهدف يريد ان يصل إليه، معامله عادل لهاني ومريم تختلف تماما عن معاملتي كنت أشعر بالسعاده عندما يوفر لهم كل ما يريدون ولا أشعر بالغيرة منهم فلا يوجد أم تغار من سعادة اولادها ولكني كم تمنيت لو ان ربع الحب الذي يعطيه لاولادي يجعلني اشعر به فأني تركت كل شيء حتى اهلي من اجله لأن من ضمن قوانينه ان الزوجه تكون في بيت زوجها
وعندما اشتكيت لوالدي قال لي اذهبي وعيشي كما يريد زوجك لقد خرجتي من بيتي بثوب الزفاف الابيض وتخرجين من بيت زوجك بالكفن الابيض ايضا.
حتى نافذتي سوف اودعها اليوم اغلقتها مع خيباتي فلم يبقى مني سوى حروف بعثرها لهيب الفراق،
سوف ننتقل الى بلد اخر
اه ...وداعا يابحري الصامت الهائج في اعماقه مثلي كنت اعلم ان وجودي بقربك دوما كقلعة بنيتها من الرمال سوف تدمرها امواج الايام العاتية عاهدني انك لن تخبر احدا بودائعي عندك وكل ما كنت اشكوه لك سياخذني الي اليابسة حيث لا طيور ولا مياه وداعا ياطيوري النورسية البيضاء كم حلقتي فوق جروحي واخفيت ضجيج هذياني من وخز مناقير القدر بصوتك المتعالي، لقد كنت شاهدة على حكايتي مثلت دورا صامتا في مسرح كبير خافت الأضواء لن تكوني امام ناظري سارحل بلا عودة سوف اخبىء ذكرياتي تحت الثرى لعلها تثمر شجرة باسقة تزقزق عليها عصافير السعادة
وصلنا الى بيتنا الجديد اول ما دخلت إليه احسست بالغربة والوجل كأن هناك أمر ما سوف يقلب حياتي رأسا على عقب المهم بدأت القوانين التي نظمها عادل في بيتنا الجديد، ومن البديهي ان مريم و هاني لن يقبلوا بقوانين والدهم واصروا على ترتيب غرفهم حسب ما يرغبون لم يجادلهم ابدا وقال لهم افعلوا ما تريدون وحاولت لاول مرة ان ابدي رأي في ترتيب غرفتي لكنه ثار وقال إنك لا تعرفين معنى القوانين لكل شيء قانون يوضع له ويكون في مكانه المناسب
ياترى لماذا لا يقول هذا الكلام لهاني ومريم ؟
اليوم عيد ميلاد ابنتي مريم والتي بلغت ربيعها السابع عشر وهاني بلغ الثامنة عشر هيئت كل شيء وطلبت مريم ان تدعو صديقاتها الى الحفلة وافق عادل وكانت إحدى صديقاتها رحاب وهي بنت جارتنا، دعوتنا كانت للفتيات مع ذويهم لان زوجي يحتاج الى العلاقات الاجتماعيه تنفعه في عمله لانه جديد في هذه البلدة وأراد ان ينتهز هذه الفرصة للتعارف على الوسط الذي نعيش فيه
وهنا بدات قصتي تغير مجراها إلى زاوية مقدارها مئة وثمانون درجة من الاحداث التي عصفت حياتي وكأن البحر غضب مني لاني تركته فأرسل لي امواجه المتعالية لاغرق فيها
دق الباب دخل اغلب الضيوف، كنت استقبلهم بكل حب وود
حتى دخلت امرأة في العقد الرابع، ابتسامتها اغرائية، عيناها السوداوان تكشفان عن مكر متعفن، مظاهر التبرج المبالغ بها واضحة عليها والملابس غير المحتشمه، عرفت عن نفسها، اشرأبت أعناق الرجال ...وكدت أصاب بالغثيان من نبرة كلامها المتغنجة
_انا السيدة عائشه وهذا زوجي سمير وهذه ابنتي رحاب هرعت مريم وعانقت رحاب وسلمت عليها
بدا الاحتفال كانت الفتيات يحتفلن وحدهن ونحن جلسنا مع الضيوف في غرفة الضيوف نتبادل الاحاديث العادية
اما عائشه فلم تترك سؤال لم تسأله وكانت عينيها تدور على كل جزء من البيت وتراقبني بشكل ملفت وتنظر الى زوجي وكنت متضايقه جدا من وجودها لكن زوجي كان شديد الاهتمام بها لان زوجها قاضي سابق وطبعا هذا بالنسبه له صفقة العمر ...اوف كم امقت هكذا نساء ....يتبع
انتظروني مع الجزء القادم
انتظر آرائكم...تعليقاتكم لطفا
#نرجسة_الزمان
أنت تقرأ
الخيانة
Fiksi Umumبطلة القصة اسمها هديل احبته كثيرا فخانها تدور احداث القصة بين الحب والخيانة