الفصل الثالث

1.3K 225 244
                                    

أحلامُكَ الصغيرة ستتحقق يومًا ما، فقد عندما تؤمن بذلك.

باسم الله 🌼

____

«سأخبره بحبي.»
عزمت الأمر، فقد فكرتُ كثيرًا بلقائنا منذُ أسبوع عند موقف الحافلات، كانَ يبتسم لي ويتشارك معي تلكَ الأحاديث القصيرة، وكنتُ أساعده دائمًا بحلِّ وظائفه المدرسية.

وقفت أنتظره بجانب موقف الحافلات، فلمحت جسده الطويل وهو يقترب فنظرت له بابتسامة متوسعة:
«أريدُ أن أخبركَ بشيء.»
قلتها دون وعي فابتسم مُرحبًا بذلك

»أنا أحبُك.»
كان يبتسم بتردد إلى أن أخبرته، فتلاشت ابتسامته سريعًا وظهرت بعض علامات الغرور على وجهه.

«أعتذرُ، أنا لا أبادلكِ، أنتِ مُجرد زميلة وربما صديقة.»

وجدتُ تلكَ الدموع تتجمع بعيني وهو يكمل ساخرًا:
«وشكرًا لحلكِ واجب الرياضيات، هل ظننتِ أنني سأصادق فتاة مثلكِ؟»

عندما قالها جلست على حافة الطريق وأنا أرى جسده الذي يتلاشى في داخل الحافلة، ونظرته الساخرة والمستغلة لا تفارق تفكيري.

أضع رأسي بينَ يديّ وأنا أبكي، لقد بدأتُ أصدق كلام أبي بكوني عديمة الفائدة، أنا فقط أقرأ الكتُب، وأذهب إلى المدرسة ليسخرَ الجميع مني؛ بالتأكيد بسبب كوني مجرد قطعة من الحثالة البالية. أبعد رأسي من بين يدي لأنظر لتلكَ الورقة التي ألقاها الهواء تحتَ قدميّ، فيأتيني ذلكَ الفضول لأفتحها:

»أنتِ ضعيفة...»

قرأت تلكَ الجملة التي أثارت حماسي لأكمل؛ ربما لأنه وصف لحقيقتي المؤلمة.

«أنتِ ضعيفة بل قطعة من الحثالة، لماذا تبكين عزيزتي؟ على شخص جرحك وغادر أم على حياتكِ البائسة التي جعلتِها أنتِ بتلكَ الطريقة؟ لماذا لا تؤمنين بأحلامك؟ لماذا تستمعين لهم؟ أتعلمين؟ سأكون سعيدة عندما أراكِ تلكَ العجوز البالية التي أمضت حياتها تلملم كلمات الناس البائسة، أتعلمين لماذا سأكونُ سعيدة؟ لأنكِ عندما تصبحينَ تلكَ العجوز وترين َعُمرك الذي ضاع من بين يديكِ، ستموتين وأنتِ تتحسرين، وعندئذ سأخبرك بابتسامتي الواسعة أنّكِ تستحقين.
مع خالص حبّي،
عابر.»

لماذا أهتم لهم؟ لقد خلقني ربي بشعري المجعد وسمرة بشرتي، أنا لم أخلق نفسي.

لماذا لا اؤمن بأحلامي وأحارب الحزن؟ كيف أؤمن بهذا الحزن رغم أن الأمل ما يجعلني حية؟

كرهتُ مراهقَتي بسبب اهتمامي بكل شيء يخبرُني به الجميع، أستطيع أن أكون قوية، أن أحقق هدفي، أن أجعل سخريتهم تدفعُني للأمام…

كوني مراهقة لا يعني كوني فتاة سخيفة متهورة لا تستطيعُ تحقيق أحلامها، صحيح أنَ الجميع ينظرُ لي تلكَ النظرة المختلفة، وصحيح أيضًا أنّ الجميع أصبحَ يلقي كلامه الجارح علي، ولكن هذا لا يعني أنّني سأتوقف، بل سأدفع نفسي إلى الأمام دائمًا.

سأحقق ما أريد، سأصبح تلكَ الكاتبة المشهورة، سأثق بقدراتي، لا حبي العابر سيمنعُني، ولا سخرية البشر.

أناستازيا  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن