الفصل الثاني

1.4K 235 207
                                    

ستبقى كلمة «أمل» ملاذنا الوحيد للعيش، لذلك لا تؤمن بالحزن وتذكر أن الأمل ما يجعلنا أحياء.

باسم الله 🌼

----

«أناستازيا، هل أنتِ بخير؟»

كانَ ذلك صوت أمي الحنون، كانت يداها تربتان على كتفي وهي تميل بجسدها على فراشي: «أتعلمين؟ أنتِ جميلة، لا تهتمي لهم وامسحي دموعك»
أكملت وهي تعانقني: «لقد قلتُ أن حلمي أن أصبحَ كاتبة مشهورة، فوجدتُ الجميع يسخر مني». شكوتُ لها ببكاء فقرّبتني منها أكثر.

لقد جرحتُ بقوةٍ هذه المرة، هل من العيب أن أحلم؟
هل شعري الأسود المجعد وبشرتي السمراء من تمنعُني؟

أنا مجرد سخيفة لا أستحقُ الحياة، لماذا أملكُ شعرًا مجعدًا بينما هم يملكون شعورًا ناعمة وبشرةً بيضاء؟ أنا فقط مجرد حثالة.
«نامي عزيزتي، لا تهتمي». كانت هذه كلمات أمي الحنونة ليتني فقط أستطيع ألّا أهتم، أغمض عينيّ البنيتين وأذهبُ إلى عالم الأحلام والذي أتخيلُ به نفسي، تلكَ الكاتبة المشهورة التي ينحني لها الجميع تقديرًا.

----

أستيقظُ متأخرةً بضع دقائق، أرتدي حذائي المهترئ بيد، وباليد الأخرى آكُل شطيرة الجبن التي صنعتها أمي.

«لا تجعلي أحدًا يسخرُ منكِ؛ فأنا ليسَ لدي أبناء ضُعفاء.»

أتى صوت أبي الحاد ونظرته القوية، أومأت له بكذب، فأنا لستُ بتلكَ القوية التي تسير وراء حقوقها وتدافعُ عن نفسِها، خرجتُ راكضةً بسرعةٍ لأصل لموقف الحافلات.

«أناستازيا، صحيح؟» أتاني صوت ذلك الشاب ببشرته الحنطية وشعرهُ الأسود «إذا كنتَ تريد السخرية فتفضل» أخبرته، فمن المؤكد انه لم يأتِ هُنا لمصادقتي.

«لا، أنا فقط أقولُ... لماذا لا نصبحُ أصدقاء؟» أخبرني بابتسامتهِ الجذابة فابتسمت ابتسامة واسعة، فأكمل: «اسمي فيفان».
قالها بعفوية وهو يُمسك يديّ فدخلنا في الحافلة وجلس بجانبي.
«لماذا تريد أن نصبحَ أصدقاء؟ أعني، تعلم أنني محط للسخرية.»

سألت بنبرةٍ صوت طفولية نوعًا ما، فقد بدا الأمر غريبًا.
«أجدُك لطيفة.»
أجاب ببساطة وسط استغرابي، وابتسامتهِ اللطيفة ترتسم فوق وجهه فرددتها له بسعادة.

«أراكِ قريبًا، وداعًا، سأذهب الآن إلى أصدقائي.»
أخبرني ونحنُ نقترب من بوابة المدرسة فتمتمت: «حسنًا»، ألم يكن يقول بأنه صديقي ويجدُني لطيفة؟
أسير ببطء وأنا أفكر بكم هو لطيف؟ هل أعجبتُ به من النظرة الأولى؟ مثل تلكَ الأفلام!

أناستازيا  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن