" إستعد للموت " آخر كلمات سمعها "Adalbert" قبل أن يغشى عليه .
إستيقظ واجداً نفسه في ظلام لامتناهي حاول تحريك نفسه لكنه لم يستطع ، دفع نفسه للأمام فإرتد جسده بقوة للخلف ، شيءٌ ما يعيق حركته ، أحس بشيء يسير ببطىء على يده ، أدار رأسه بكامل قوته ليعلم ما الأمر ، كان كل شيء مظلم حوله ، لكن ما إن ادار رأسه حتى إنقشع بعض الظلام بعيداً كأنه شعر بالخوف أو شيء من هذا القبيل ، لاحظ ادال أن جسمه كله يغرق في بركة من الظلام ، أهذا ظلام حقاً ؟
إنه يشعر به و في كل حركة ، كان "الظلام" يسير على يده بهدوء يبتلعها شيئاً فشيئاً ، اقشعر ادال و سحب يده بسرعة ، لكن ما إن سحبها حتى تغير شكل بقعة الظلام ، أصبح كألسنة بلورية مدببة ، خاف كثيراً و دفع نفسه أقصى ما يستطيع ، وقف على قدميه أخيراً ، حاول التقدم للأمام هرباً ، لكن البركة كاملة تحولت لألسنة حادة ، إنقضت عليه الواحدة تلو الأخرى ، إنها تمنعه من التقدم ، لكن لأين ؟ إخترقت الألسنة جسده ، ألم خارق إجتاحه ، طعنة تلو أخرى تخترق جسده ولا ترحمه ، ما إن تنفك واحدة حتى تتبعها اخرى ، أهذه هي النهاية ؟ أم هذا الجحيم ؟
دمه تطاير في "الفراغ" ، كل ما كان يفكره به " لا أريد هذا لا أريد أن أنتهي هكذا " زادت قوة الضربات لدرجة أنه لم يعد يتحمل " أنا ضعيف ، ألست كذلك ؟ قضيت حياتي أهرب من المشاكل ، أهذا ضعف ؟ " قالها: و سقطت دمعته ، سقطت دمعته و توقفت الألسنة عن مهاجمته .
سمع صوتاً " رائع ! جداً رائع ، أنت لا تعرف كم تساوي دمعتك هذه " سقط ادال على " الارض " و نظر لأعلى و صرخ " من أنت ؟ أظهر نفسك " إقترب بسرعة منه شاب جميل الهيئة ، نظر في عينيه و قال : " و ما شأنك ؟ ماذا ستسفيد إذا عرفتني ؟ " كان يمسك بقاروة صغيرة يوجد بها سائل ، كان ينظر إليها بشغف و نظراته بدت لادال مقرفة ، بعدها ضحك و نظر لادال بنظرة مجنونة و قال : " أتعرف كم يساوي هذا الشيء ؟ " إنتاب ادال شعور بالخوف أو القشعريرة أي شيء كان غريباً ، أغرب شخص قابله في حياته ، كان الشخص أمامه يطفو في "الفراغ" ، يرتفع و ينخفض و يدور ، يقوم بحركات مجنونة و هو يضحك ، بعدها هدأ فجأة و وقف تماما أمام ادال ، كانت عيناه قريبتان جداً ، لدرجة أن ادال لاحظ أن كل واحدة تملك لوناً مختلفاً ، إرتفع مجدداً ، و إستلقى في " الفراغ " ، لم ير ادال شيئاً كهذا قط ، قال موجهاً حديثه لادال : " أتعلم يا صغيري ، عليك أن تتمتع بآخر ما تراه الآن ، فهو آخر شيء لك "، إستغرب ادال و قال : " ما أراه ؟ أنا لا أرى شيئاً سوى الظلام "، أجابه " أنت محق ، لم أفكر بهذا ، لا عليك تمتع بهذا الظلام ستموت بعد ثوان " .
أدرك الآن ادال ماذا يحدث هو ليس في أي مكان و ليس أمام أي شخص سوى ... رفع صوته " Death" ، إبتسم الشخص ضاحكاً و قال : " هاه لقد عرفتني مبارك لك ، أحببتك يا صغيري رغم أني لن أراك مجدداً " توقف ديث عن الكلام ، ما زال ادال مخفضاً رأسه ، رفعه فجأة ، كانت عيناه واسعتان و الفرحة واضحة على وجهه ، صرخ من الفرحة " أنت ديث ، هذا رائع ديث بشحمه و لحمه أنا لا اصدق هذه أفضل لحظة في حياتي " لم تكن ردة فعله ما ينتظرها ديث إقترب منه و قال : " ألا تخاف مني ؟ أعني أنا الموت و البشر يخافون الموت " حرك ادال رأسه نافياً " كلا أنا لا أخاف لأنك لست سوى مخلوق كرس حياته للقتل ، و ليس الموت الحقيقي " تفاجأ ديث فعلاً الآن " لقد أعجبتني فعلاً يبدو أنك ذكي على عكس ما يظهر ، قل لي إذاً من أخبرك عني ؟ " أجاب " جدي ، جدي كان ملماً بهذه الأساطير و أنا تبعته في هذا " إبتسم ديث إبتسامة خبيثة ، و قال : " جدك إذاً "...
تغيرت نظرة عينيه و تابع " أعجبتني لكن لن تستمر في هذه الحياة طويلاً ، استعد للموت يا Salven "، يالا سخف الموقف ، أوقفه ادال و قال : " ماذا ؟ سالفين ؟ اسمي هو ادالبيرت ! " كل شيء بلحظة توقف، حدق ديث بطريقة سخيفة و بدأ يرتجف يحاول الضحك او الهرب ، " ادالبيرت ؟ ليس سالفين هاه ؟ "، لم يضحك لكن شعر بقهر غريب " عفواً أتقصد أنني أخطأت الشخص ؟ أنا أخطأت ؟ "، أجابه ادال : " أجل و ماذا ؟ تحضر الشخص الخطأ لتقتله ؟ خيبت ظني بك " إبتعد ديث بسرعة و أخذ ينفي عن نفسه :" ماذا ؟ أنا ؟ أخطأت ؟ " ضحك ضحكته الهستيرية و أخرج مفكرة ، نظر لادال هو يموت من الاحراج أنا متأكد ، قال : بصوت عال " أنا لم أخطأ ، أحضرتك لسبب " سأل ادال " سبب ؟ و ما هو ؟ " ضحك ديث بتكبر و قال : " لا يجب عليك أن تعرف هذا سر ، لكن أُأكد لك أنا لم أخطئ الشخص " تنهد ادال و قال : " لم تخطِئه ، هاه ؟ " إغتاظ ديث و صرخ في وجهه: " ما هذه النظرة ؟ أتظن أني يمكن أن أخطئ ؟ "، أجاب ادال : " لا و لكن ... " إشتعل ديث غضباً " و لكن ماذا ؟ " سكت فجأة و عادت المياه لمجراها ، اقترب منه و قال : " أنا لم أخطئ يا صغيري ، لكن سأعطيك مهمة ! "
أنت تقرأ
1930
Fantasyيجد نفسه في مكان غريب و تطلب منه مهمات من هذا الشخص الذي امامه ؟ و ما الذي يريده ؟