سقط ادال على شارع أمام أحد الحأنات الممتلئة بالناس ، " ما هذا المكان ؟ ألم أسقط إلا هنا ؟ " ، قام من على الأرض و نفض ثيابه الغريبة يبدو أنه رجع أكثر في الزمن ، رغم أنها كأنت كبيرة عليه إلا أنها كأنت مريحة ، سمع صوتاً يناديه من بعيد : " سالفين " ، " هذا الاسم مجدداً ؟ " أدار وجهه فإذا به بالكيميائي لكنه يبدو أصغر ، إمتلأ رأسه بالأسئلة مجدداً : " من أنت ؟ "
- يا لك من فظيع ، تسأل صديقك من يكون
- أنا اتحدث بجدية ، ما اسمك ؟ و كم عمرك و عمري ؟ و في أي عام نحن ؟
- هون عليك ، ما بك ؟ أنا " Albert " و نحن في الثامنة عشرة ، أعتقد أننا في عام 1948 تعلم أن صديقك غبي في مسائل الوقت
- آلبيرت ؟
- نعم ، ما به ؟ هل تعتقد الآن أنه غريب ؟ لقد إخترناه معاً أنسيت ؟
- معاً ؟
زمجر رجل ضخم البنية من خلفهما و حاول ضربهما ، سحبه آلبيرت و هربا ، إختبأا في أحد الأرصفة المظلمة ، أخرج آلبيرت مسدساً و علبة سجائر ، مد السجائر لادال : " أتريد ؟ " رفع ادال يديه رافضاً ، حدق به آلبيرت و قال : " غريب أمرك ، أحدث لك شيء ؟ " رد ادال : " رأيتك سابقاً أليس كذلك ؟ "
- ما الذي تقصده ؟ نحن معاً منذ الصغر
- منذ الصغر ؟
- نعم أنا و أنت و ...
- و من ؟
- منعتني من نطق اسمه
- من و لمَ منعتك ؟
- لا أريد أن أقول أنت تتصرف بغرابة
جاء ديث و جلس بجانبه و قال : " ياله من لئيم لا يريد أن يحدثك بشيء " قفز ادال من مكانه و صرخ : " ما الذي تفعله هنا ؟ لا تقل لي أنه يجب علي قتل آلبيرت ؟ " ، حدق ديث بنظرة سخيفة و عدل جلسته : " لا لماذا ؟ أريدك أن تحضر لي دبوساً من أحد الرجال في تلك الحانة ، أقصد التي سقطت أمامها "، قال ادال : " أعلم اي حانة ، و من هو الرجل ؟ " ، أجاب ديث : " إنه رجل يشبه الخنزير ، علي الذهاب إلى اللقاء يا صغيري " إبتسم إبتسامته الحمقاء و اختفى في الجدار ، ضرب ادال يده ع الجدار غاضباً : " ذلك البهلواني " ، كانت كل علامات الاستغراب على وجه آلبيرت ، إنتفض ادال و قال : " سأوضح لك ، أنا لست مجنوناً " ، إبتسمم آلبيرت و قال : " لا بأس لا توضح شيئاً ، لنكمل مهمتنا " ، " مهمتنا ؟ " سأل ادال، أجاب آلبيرت : " أجل مهمتنا علينا قتل "Gabriel " مالك الحانة تلك " ، سكت ادال و تبع آلبيرت للحانة .
كان الرجل الضخم يقف بالمرصاد لهما ، تقدم آلبيرت إليه مدعياً البكاء أسقط نفسه على قدميه متوسلاً الغفران ، صدقه الرجل لذا سمح لهما بالدخول ، كانت نظرات العملاق تقشعر لها الابدان لذا لم يحاول ادال التحدث معه ابداً ، تبع صديقه و جلسا على طاولة بجانب رجل سمين جداً ، كانت ملابسه على وشك التمزق من شدة سمنه ، " إنه بالفعل يشبه الخنزير " ، كان ممعن النظر لادال الذي من بداية الجلسة لم ينطق بحرف ، أمسك بكوب من الشراب و مده لادال ، تكوم ادال على نفسه و أخفى نفسه أكثر وراء صديقه الذي بدأ بالضحك فور رؤيته للحدث ، " لا تقلق يا سالفين إنه يريد المصادقة فقط " قال آلبيرت ، رمقه ادال بنظرة غضب ، إنزعج غابرييل لفعلته و خبط يده على الطاولة ، قال متحدياً : " اذاً أنت لا تريد المصادقة ؟ " رد ادال : " لا أريد شيئاً سوى ذلك الدبوس على ربطة عنقك " ، إغتاظ غابرييل : " أيها الفأر الصغير تعال إلى الغرفة أريد أن أعلمك آداب الحديث " .
وقف ادال بسرعة كبيرة و إبتعد للخلف و قال : " كما قلت أنا مجرد فأر صغير ، لهذا لا أريد أن أتعلم شيئاً " ، انقلب غابرييل عن كرسيه من شدة ضحكه : " يبدو أنك أجبن مما يبدو عليك ، لقد أعجبتني سأعطيك الشراب على حسابي " ، رفع ادال يديه رافضاً ، و دفع غابرييل على الأرض و أمسك بربطة عنقه و قال : " أرجوك دعني أنهي هذه المهمة سريعاً "، أمسك ادال بالدبوس وتبعته لكمة قوية على وجهه ، " هذا مؤلم جداً ايها الخنزير " قال ادال ، اجتمع الرجال حوله و حول آلبيرت ستكون نهايتهما بالتأكيد ، بدأ الرجال بإطلاق النار أمسك ادال بآلبيرت و هرب به إلى الغرفة المجاورة ، كانت الغرفة ممتلئة بالأسحلة ، شحذا مسدساتهما .
كانوا خمسة عشر رجلاً ضد اثنان ، انطلق ادال لغابرييل و أخذ الدبوس ، جاء ديث مع الأجواء المشتعلة و قال : " رائع أحس أنني في فيلم " ، خرج ادال بسرعة من الحانة و تبعه ديث و آلبيرت ، كان ادال يلهث من سرعة ركضه ، وجه نظره لديث و قال : " و الآن لنرجع ، لقد أحضرت الدبوس و أزلت القنبلة الموجودة هناك " تفآجأ آلبيرت و قال : " قنبلة ؟ لم أعلم بوجود شيء كهذا " ، قال ديث : " لم يبدأ الحماس بعد ها هم تبعوك عليك أن تقتله "، إرتبك ادال و قال : " لكني أحضرت الدبوس " ، رد ديث : " لم يكن الدبوس المطلوب " ، رفع ادال المسدس في وجه ديث و لحق به غاضباً : " أيها البهلواني اللعين " ، ضحك آلبيرت : " سالفين ما الذي تفعله ؟ " رد عليه : " علينا العودة لذلك الخنزير " .
عادا و هما رافعا يديهما و سلما نفسهما لرحمته ، كان غابرييل في أشد غضبه ، ما إن وصل ادال حتى أمسكه من عنقه و رماه إلى الارض بقوة ، لم تنفع محاولات التهديد معه ، لكنه إنصاع لأمره حينما هدده بصديقه آلبيرت ، أعاد الدبوس و رموه في غرفة مظلمة ، جاء إليه ديث ضاحكاً : " يا لك من غبي ، أنت لطيف فعلاً ، لم لا نرتكب شيئاً مجنوناً ينهي هذه المهمة السخيفة ؟ " سأله ادال : " و ما هو ؟ " ، " لنحرق المكان كله ، سيكون أفضل لو إحترق الخنزير بالكامل و ترك لنا الدبوس هكذا سيكون للدبوس فائدة بحق " ، إعترض ادال و قال : " لكن ماذا عن آلبيرت ؟ " ، سكت ديث لوهلة و قال بعدها : " يمكنك إنقاذه ، لأنه لن يموت في هذه الفترة أصلاً " ، " ما الذي تقصده ؟ أسيموت مستقبلاً ؟ إنتظر ألم أره في عام 1953 ؟ تباً لقد غفلت عن هذا " .
إستطاع ادال كسر قفل الغرفة و الهروب منها ، كان آلبيرت مقيداً في وسط القاعة ، و كان حوله تسعة رجال لكن لم يكونوا شديدي الحراسة ، أسرع بفك قيد صديقه لكنهم تجمعوا حوله و لم يفتحوا له مجال للهروب ، أسقط برميل مشروب و أطلق النار عليه ، إشتعلت النيران في كامل الحانة و هرب ادال و آلبيرت ، لكن ضباب الظلام كان متجمعاً حول غابرييل و كان على وشك البكاء ، صرخ غابرييل : " أرجوك سامحني "، ذهب ادال اليه و أمسك بربطة عنقه و أخذ الدبوس و قال : " فلتمت في قهرك " و ألقى به في الظلام ، أنارت الأضواء المكان و عاد ادال إلى البداية ...
>
أنت تقرأ
1930
Fantasíaيجد نفسه في مكان غريب و تطلب منه مهمات من هذا الشخص الذي امامه ؟ و ما الذي يريده ؟