القفزة الثانية

172 21 0
                                    

" ايه ما الذي حدث بالضبط ؟ " صرخ ادال
- فلتخرس فقط ، لم لا تدع الأمور تجري على نحو طبيعي
- لا يوجد شيء طبيعي حتى أدعها ، فسر لي ما حدث !
- لم يحدث شيء مهم ، و الآن المهمة التالية
- إنتظر لحظة !
رفع ديث يده مودعاً مجدداً و سقط ادال في نفس الدوامة ، الذكريات المعروضة أصبحت أكثر المرة ، بقي ادال يتابعها لعله يكشف شيئاً من السر ، "أنا لا أتذكر أي شيء من هذا ، هل يعقل أنني في ذاكرتي مثلاً ؟ لو كان الأمر كذلك إذاً ..." إنقطع حبل أفكاره ما إن سقط على أرضية قصر جديد ، كانت الأرضية مغطاة بالمياه و مواد التنظيف ، سمع صوت صراخ من الغرفة المجاورة يأمره بإكمال العمل ، قال ادال : " لكن ..."
- " لكن ماذا ؟ " قال ديث
- أنت مجدداً و مجدداً ؟ حسنا ما المهمة الآن و أعتقد أني توصلت لجزء من الحل
- حقاً ؟! لقد أفرحتني أُنظر إلى ابتسامتي الكبيرة
- كلا لا أريد فهي أكثر شيء رأيته للآن
- يا لك من لئيم ، حسناً عليك بأخذ شهرة عارض الأزياء
- عارض أزياء ؟!
- نعم تفضل المجلة
ألقى المجلة و إختفى حالاً ، أمسكها ادال و تفحص التاريخ المكتوب ، " عام 1963 ؟ هل كان هناك عارضي أزياء في هذا الوقت ، آخ لا أهتم فالمجلة تبدو قديمة بالفعل ، لكن هل هو عارض أزياء حقا أم يريد إختباري مجدداً ، ذلك البهلواني اللعين " ، دخل القصر شاب طويل و وسيم يبدو في العشرينات لكن من منظره يبدو وقحاً ككل المشاهير ، تقدم إلى ادال و ركله و بصق عليه و قال : " أيها العجوز ألم تنهي العمل بعد ؟ " غضب ادال و صرخ في وجهه : " عجوز ؟ ما زلت في الثالثة و الثلاثين " سكت ادال فجأة و قال في نفسه " هذا يحدث مجدداً أقول عمراً خاطئاً لكن ثلاثة و ثلاثون أليس كبيراً فعلاً ؟ أعني أني بالثالثة و العشرين إذاً الفرق عشر سنوات اااه لم أعطي كل هذا الإهتمام لعمري فجأة ؟ ألست أنا ذلك الشاب الذي لا يرغب في أن يكبر و يقضي سنوات حياته باللعب ؟ كلا أنا ذلك الطفل الذي حُرم من طفولته فقط لأنه عبقري ، ااااه أنا أفعل هذا مجدداً اغرق في أفكاري فلتقل شيئاً لهذا المتعجرف أمامك " بقي ادال ساكناً من كثرة الأفكار في رأسه ، ضحك الشاب

- هاهاها ما بك يا عجوز لم سكت ؟ و لم تعطيني هذه النظرات الغبية ؟

- إسمع يا هذا أنا لم أحبك لذا إعتذر عما فعلته فليس لديك الحق في أن تضربني أو تهينني

- ماذا ؟ أنا لم اسمع جيداً ؟

- هل أنت اصم ؟

- لا أيها العجوز الأحمق ، أنت خادمي و قد بعت نفسك لي

- ماذا ؟ خادم ؟

نظر ادال إلى القصر حوله ثم نظر بعدها إلى ملابسه ، رفع نظره إلى الشاب لكنه أطال النظر بسخف ، صعّر الشاب خده و لم يعره أي اهتمام و صعد إلى غرفته ، " ماذا ماذا ؟ لا تقل لي أنني خادم فعلاً الآن " ، جاء ديث و صفعه : " ما الذي تفعله أيها الغبي إستمع له فأنت ستأخذ شهرته "

- شهرة ؟ لا تمزح معي لا يمكنني أن آخذ حقي حالياً و تريد مني أخذ شهرته ؟

- لا تصرخ يا غبي فبالفعل قد فجرت طبلة أذني ، إستمع له و هذا كلام نهائي

1930حيث تعيش القصص. اكتشف الآن