" جدتي ! ألم تكوني بإيطاليا ؟ " . قالها هاري بتوتر وهو يحك عنقه" جدتي ألم تكوني بإيطاليا ؟! ما هذا الترحيب الغير لائق " . قالتها العجوز بتهكم
" ل-ليس هذا ما قصدته.." . قالها هاري سريعاً لولا أن هاريس قاطعه وهو يقفز
" جدتي هُنَا ! هذا أسعد يومٍ بالوجود "" سأذهب لأعدّ القهوة " . قُلتُها سريعاً وأنا أنسحب للمطبخ بهدوء،
لا أدري مالذي أقوله أتمنى لو تنشق الأرض وأعود لمنزلي الدافىء." أنتظِري أبنتي سأُساعِدُك " . قالتها العجوز وهيّ تمسك يدي.
بلعت ريقي لتتبعني ..
" إذن هل تعرفين الطبخ ؟ " . قالتها العجوز بأبتسامة فضولية
" أستطيع أن أعدّ ساندويش " . قُلتُها وأنا ألعب بأصابِعي
قهقهت العجوز ثم قالت بنبرة جدية " أعني الطبخ يا حلوتي، الطبخ "
" لقد منعتني أمي من أستخدامْ المطبخ " . قُلتُها ببساطة
أنا فتاة صادِقة وخصوصاً مع كبار السنثم قلت بِسُرعة خائفةً من ردة فعلِها " تُريدين قهوة ؟ "
" نعم أريد ..و لا تقلقي أستطيع تعليمك أصول الطبخ بسهولة " . قالتها العجوز مُبتسِمة
ثم أردفت بِسُخرية " على الأقل تجيدين شيئاً لستِ ككارمِن التي لا تجيد أستخدام الأبريق حتى "
قهقهت بتوتر وأنا أقوم بِغلي الماء وإعداد القهوة لكلانا .
" قهوة عربية ذوقك رفيع " . قالتها وهي ترفع حاجِباً بأعجاب
" أشكُرُكِ أنا أحبها إيضاً فهيّ تُذكِرُني بماضينا العريق " ، قُلتُها مبتسمة وأنا أرتشف من فُنجان القهوة الخاصِ بي
نظرت لي مُطولاً حتى قالت بِدهشة "'أنتِ عربية "
أومئت بِغرابة
" لطالما كنت مُعجٓبةً بِتُراثِكم وعاداتكم " . قالتها وهي ترتشف من قهوتها هي الأخرى
" حقاً ؟! " . قُلتُها بتعجب
" نعم وكل شَيْءٍ جميلٍ بِكُم ففتيات بِلادِكُم طاهرات ونقيات وهذا ما يُعجِبُني بِكُم " . قالتها العجوز مبتسمة
" يُسعِدُني ذٓلِك " . قُلتُها وأنا أرتشف الرشفة الأخيرة مِن القهوة
" بعيداً عِن هذا تبدين موهوبة ، مالذي تُجيدينه ؟ " . قالتها العجوز وهيّ ترفع حاجِباً بِفُضول
أنت تقرأ
أحببتُ مدللاً
أدب الهواةهو أحمق ،متكبر و مغرور يهوى أزعاجها وجعل مهمتها تصعب حتى تستقيل .. هيّ محبوبة ،ساذجة، تحب الخير وتحب أستفزازه وأفشال مهمته .. كلاهما يمتلك قلباً طفولياً ورأساً عنيداً .. حينما يجتمع هذان الشخصان معاً تحت سقف واحدة .. فهل المشاعر ستتحرك أم كبريائه...