(13): ايفا كروس

110 16 0
                                    


– الرجل لم يختلس منك ريالًا؛ فلماذا تهتم بالبحث عنه؟! دعه؛ فلا بد أن يكون مسكينًا.

– ولكنه مختلسٌ اسمي وشكلي، ويفعل بهما ما يشاء من الموبقات، والمصيبة تقع عليَّ.

– وما أدرانا أنك أنت لا تختلس اسمه وشكله ولا تفعل بهما الموبقات والمصيبة تقع عليه؟!

– هل تتهمينني هذه التهمة يا مس كروس؟!

– كل شيءٍ ممكن في الوجود، وإذا كنت لا تستحي أن تتهمني أني ممالئة لهوكر، فلا أستحي أن أتهمك أنك تفعل الشرور باسمه.

– إذا كان بريئًا؛ فلماذا يختفي؟ لماذا لا يظهر ليثبت براءته؟!

– لأنك برأت نفسك في حين كان متغيبًا، وألقيتم التهمة عليه وجعلتم تطاردونه.

– إذن تعتقدين حضرتك أنَّ هوكر بريء من التهم التي ثبتت عليه؛ ولهذا تساعدينه على التخفِّي!

– لم أقل كذلك.

– يكفي أن أبلغ إدارة البوليس أنك تعرفين مقره، ويكفي أن أقيم جواسيس على كل من يتصل بكِ فنهتدي إليه.

فسكتت إيفا هنيهة، ثم قالت بصوت خافت: مستر شفلر.

– نعم، مس كروس.

– أرجو منك أن تعدل عن مطاردة ذلك الإنسان.

– لا أقدر يا سيدتي؛ فإن اسمي أصبح مضغة في الأفواه بسببه، وكل يوم أقع تحت تهمة، وصار شغلي الشاغل أن أبرهن للبوليس وللناس أني لم أفعل الفعلة التي فعلها جاك هوكر باسمي.

– جاك هوكر لن يفعل شيئًا بعد الآن، كما أنه لم يفعل أمرًا إدًّا في الماضي، وما كان فكله سوء تفاهم.

– وأين ذهبت ألوف الجنيهات التي اختلسها؟

– لم يختلس شيئًا؛ فقد عاد أو سيعود كل ريال لصاحبه.

– والعشرة آلاف التي بيني وبين بكاروف؟

– ستُرَدُّ له بعد الغد؛ إذ كنتم تتعهدون أنكم تكفون من مطاردة هوكر، وإن كان هوكر لم يرَ بكاروف ولا أخذ منه تحويلًا ولا ريالًا.

– لا أفهم ماذا تعنين يا مس كروس؟

– لا تهتم بماذا أعني يا مستر شفلر، أرجو أن تكفوا عن الرجل؛ فإنه بريء وسليم النية وطيب القلب ومظلوم، والذي ضاع عليه ريال يأخذه، غدًا يصل لبكاروف ماله.

– أما أنا فلا أتنازل عن حقوقي يا سيدتي.

– ما هي حقوقك؟

– هوكر أضرَّ بي جدًّا، وكثيرون خافوا أن يعاملوني؛ لأنهم ظنوا أني هوكر أنصب عليهم، وأمس واليوم خسرت بسبب ذلك صفقتين لا يقل ربحي منهما عن ٦ آلاف ريال، فأنا أدفع الآن ألف ريال وألفين وثلاثة؛ لكي أجد هوكر ولا بد من إيجاد هوكر.

هوكر المحتال الأمريكي العظيم ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن