(9): من السجن إلى النصب رأسًا

139 17 0
                                    

في صباح اليوم التالي، صدرت جرائدُ نيويورك الصباحية كلها، وفيها تفصيل الحادثة كما عُرِفت من سياق التحقيق المنصوص.

والظاهر أنَّ هوكر هذا داهية هذا الزمان ولعله زعيم الجان؛ فيعرف الأسرار ويفعل فعل الأشرار باسم الناس الأبرار، فإنه بينما كان الناس يلغطون بهذا الحادث الغريب، وكان المستر إبراهام بكاروف صاحب معمل الأزرار في ١٢ من شارع بليكر في مكتبه منهمكًا في مشاغله دخل عليه رجل بثوب بني وقبعة سوداء في منتصف الساعة الثانية، فرحب به المستر بكاروف قائلًا: أهلًا وسهلًا بالشريك الجديد، أظنك أتيت لتأخذ التحويل بالقيمة؟

أجاب: لا بأس إذا كنت تعطيه الآن.

– قد أمضيته وكنت مزمعًا أن أرسله لك في البريد.

– لا موجب لذلك، وقد حضرت أنا بنفسي.

– هل دفع لك المستر بلاك؟

– أنتظر تحويله اليوم أو غدًا صباحًا.

– متى نسجِّل الأرض باسم الشركة؟

– يوم الاثنين إن شاء الله.

ثم التفت بكاروف إلى سكرتيره، وقال: أين التحويل الذي باسم المستر جان شفلر؟

قال: هذا هو.

قال: أعطِهِ للمستر شفلر.

فتناوله المستر شفلر وهو يحك في رقبته، فاستلفت بذلك نظر المستر بكاروف، فنظر إلى عنقه فوجد نقطةً سوداءَ تبان تحت حافَّة طوقه.

فقال بكاروف: ما هذه في عنقك؟ أظنها شامة.

– يقولون كذلك، ولكنها شامة بلا شعر.

– أظنك تحلق شعرها، فلو كنت تقصر الموسى عنها لكانت جمالًا شرقيًّا فيك.

– أظنك تحب الجمال الشرقي.

– أما أنا شرقي الأصل؟! أين منبع الإسرائليين؟!
والدي من جزيرة رودس وجدي من أودسا.

– أما أنا فلا يهمني هذا الجمال الشرقي، ولا سيما لأن هذه القبعة واقعة من تحت حافة الطوق.

وبالفعل، لم يرَ بكاروف تلك النقطة السوداء إلاَّ لمحة واحدة، عند ذلك خرج المستر شفلر مزودًا بتحويل بقيمة عشرة آلاف ريال.

ولما كانت الساعة الثانية ذهب سكريتير بكاروف إلى بنك كونصوليداتيد، وبعد أن انتهى من مهمته وخرج، التقى بالمستر شفلر الذي رآه منذ نصف ساعة في مكتب المستر بكاروف؛ فقال هذا له: «أرجو أن تعرِّفني بأحد عمال البنك فإنهم لا يعرفونني؛ لأن أشغالي مع بنك نكر بوكر.»

فأجابه: هل تريد أن تفتح حسابًا هنا؟

– كذا أفتكر، إذا وجدت شروطهم موافقة لي.

فتقدم شفلر وسكريتير بكاروف إلى صراف البنك، وقال السكريتير للصراف: حضرته المستر جان شفلر، أرجو أن تكون لكم معه معاملة حسنة في المستقبل.

هوكر المحتال الأمريكي العظيم ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن