(8): هل يكون شخص في مكانين؟

123 17 0
                                    


اسْتُدعِيَ المستر جوزف بلاك المحامي، فلما دخل حيَّا فحيَّاه المستر جيروم النائب العمومي تحية صديق لصديق مسميًا إياه باسمه، ولما جلس سأله المدير بنهام: هل تعرف رجلًا باسم جاك هوكر؟

– كلا.

– هل تعرف هذا الرجل (وأشار إلى شفلر)؟

– نعم؛ أعرفه جيدًا وهو صديقي.

– ما اسمه؟

– جان شفلر.

– هل تعلم ماذا يشتغل؟

– يشتغل بسمسرة الأراضي، وله مكتب في ١٦٠ برودواي.

– متى رأيته آخر مرة؟

– أول أمس بعد الظهر كان عندي.

– أية ساعة كان عندك؟

– من الساعة الواحدة ونصف تقريبًا حتى بعد الساعة الثالثة.

– ماذا كان يفعل؟

– كان هو والمستر إبراهام بكاروف يتفقان معي على شركة على أراضٍ مقطعة للبناء في «لون آيلند».

– ولماذا بقي كل هذا الوقت عندك؟

– لأننا تناقشنا في الأمر برهة، ثم كتبت صورة الاتفاق لكي أطلعهما عليها.

– أما خرج من مكتبك كل ذلك الوقت؟

– لا أعلم أنه خرج، وكنت معظم الوقت في غرفتي الخاصة، أكتب صورة عقد الشركة، وكان هو والمستر بكاروف في قاعة المقابلة، فكانا يدخلان عليَّ حينًا بعد آخر ليناقشاني في بعض مواد العقد؛ ولذلك لا أعتقد أنه خرج من مكتبي حتى بعد الساعة الثالثة على الأقل. ثم استُدعِيَ المستر بكاروف، فسأله المدير: هل تعرف هذا الرجل (مشيرًا إلى شفلر)؟

– نعم؛ أعرفه، هو شريكي المستر جان شفلر.

– هل اجتمعت به أول أمس؟

– نعم، بعد الظهر في مكتب المحامي بلاك؛ حيث تباحثنا في مشروع شركة على أرض مقطعة للبناء في «لون آيلند».

– في أي وقت كنتما معًا عند المستر بلاك؟
– منذ الساعة الواحدة ونصف حتى بعد الساعة الثالثة.

– أما خرج المستر شفلر من مكتب المستر بلاك في خلال ذلك الوقت؟

فهزَّ بكاروف رأسه قائلًا: لا.

– هل كنتما كل الوقت معًا؟

أجاب: تقريبًا كنا معًا كل الوقت.

– لا أفهم معنًى لِتَقْريبًا، فهل كنتما معًا متلازمين مدة الساعتين؟

– كنا برهة في غرفة المقابلة نتناقش مع المستر بلاك في شروط الشركة، ثم دخل المستر بلاك إلى غرفته الخاصة ليكتب صورة العقد، وبعد قليل خطر لي خاطر فدخلت إلى غرفة المستر بلاك وعرضته له فتناقشنا، ثم عدت إلى شفلر لكي أستدعيه، فنتباحث جميعنا في النقطة المختلف عليها، فلم أجد إلا قبعته على الطاولة، فدخلت إلى غرفة الكتبة لعلي أجده هناك، فقيل لي: إنه خرج من هنيهة ليقضي حاجة نفسه؛ لأنه سألهم عن المكان، ثم عدت إلى المستر بلاك وتناقشنا حتى حمي الجدال بيننا، فعدت إلى قاعة المقابلة لأستدعي شفلر؛ فوجدته مكبًّا يتألم من مغصٍ، فشجعته على احتمال الألم، وأدخلته إلى غرفة المستر بلاك، وهناك سقاه بلاك كأس (وسكي كنادي) لتسكين مغصه، وبقينا نتناقش على كل مادة من العقد حتى انتهينا منه وبيَّضه الكتبةُ وأمضينا عليه، وكانت الساعة تناهز النصف بعد الثالثة.

هوكر المحتال الأمريكي العظيم ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن