شعرها الجميل الناعم البني يتطاير و هي واقفة في حديقة منزلها تعطي ظهرها لوالديها ... تضم يديها امام صدرها و هي تقلب شفتيها بحزن... الشمس تنعكس على وجهها الناعم البريء الحالم بأحلام لا تعرف ان كانت ستتحقق ام هذه الاحلام ستنهدم تحت مطرقة والديها الذين يمنعونها من اكمال رحلتها بهذه الحياة الواسعة...
(ابنتي ... نحن لن نسمح لكي بان تتدربي على الجراحة و هذه الاشياء في المشفى انه مكان عام ... و هناك اطباء و ان تختلطي بهم هذا يخالف عاداتنا...) قال لها والدها محاولاً اخماد غضبه من تصرفاتها و اقناعها بالصحيح في وجهة نظره... فنظرت له بغضب و حزن ( ابي ان كان هذا رأيك اذا لماذا جعلتني ادرس في الجامعة ؟؟ لماذا وافقت من البداية؟؟ لماذا جعلتني احلم بلا فائدة؟؟ هل تعتقد ان هذه السبع سنين التي كنت بها اعمل مجهودي لاصل لهذه المرحلة؟؟ استمع لي هذه المرة يا ابي.. ليس كل شيء عادات و تقاليد..) صرخت موهيني بابنتها التي تحاول ان تقنع والدها ( سنايا... اذهبي لغرفتك... لقد تماديتي كثيراً... لن تذهبي يعني لن تذهبي توقفي عن الحلم بأشياء لن تحدث... نزلنا عند رغبتك بالدراسة و هذا يكفي لماذا تعاندين) فزعت سنايا من صوت امها و دمعت عيونها فأتت سوبدرا ( تعالي معي للداخل.. هيا ربما لن تفهمي بالقوة..) مسكتها و سحبتها الى الداخل و سنايا عيونها الحزينة متصلة بعيون أمها الغاضبة... أجلستها على السرير و جلست بجانبها و رفعت رأسها و هي تمسح لها دموعها ( يا ابنتي انتي تعرفين اننا نعيش في منطقة كل الناس بها ينتظرون اي خطأ ليتكلموا بالسوء... افهمي ارجوكي و اخرجي هذه الافكار من رأسك... انتي الان تعدي فتاة متعلمة و ذكية و الان يجب ان نجد لكي شاب ... انظري لنفسك... اضعتي حياتك في سبيل الجامعة...) اخفضت سنايا رأسها بغضب ( جدتي... انتي اكثر واحدة تفهميني بين عائلتي... انظري اخي جوتام... لقد درس و الان يعمل ... لماذا انا لا ؟؟ هل يوجد عيب بي؟؟؟) فقالت سوبدرا بحدة ( انتي فتاة سنايا... و كل فتاة مصيرها هو ربة منزل... هذه عاداتنا و تقاليدنا... انظري لزوجة اخيكي جينيفر .. هي فقط تعمل واجبها كزوجة.. و هذا مصيرك) وقفت كوشي بغضب( لا جدتي... سأعمل ما اريد...) ثم خرجت بغضب عند والديها تهددهم ( ابي... لن اتحمل هذا اكثر... ان لم تجعلني اكمل ما بدأته ... سأترك البيت) قالت اخر كلمتين و هي تنفخ نفسها و ترفع رأسها و كأنها تقول .. سأفعلها و لن تمنعوني... لكن بداخلها ... خائفة ترجف كالفريسة الهاربة من امام اسد... نظر لها ابرتاب و شرارات الغضب تتطاير من عيونه ( ربما لن تفهمي الا بالقوة... سنايا اغربي عن وجهي افضل من ان اعمل شيء بكي..) ثم صرخ( اذهبي..) دخلت سنايا لغرفتها و اغلقت الباب بقوة... وقفت تضع يديها على خصرها ( من يعتقد نفسه؟؟ هل هذه حياتي ام حياته؟؟ لن يتبقى غير ان يأمرني متى ادخل الحمام) ثم ضربت رجلها بقوة بالارض و جلست على السرير تهز رجلها ( يا الهي...) ثم وقفت ( يجب ان اجد حل.. يوجد طبيبات و ممرضات فتيات ...لماذا لا اكون مثلهم...) ثم بدأت تدور في الغرفة ذهاباً و اياباً ( هذا لن ينفع... يجب ان اكلمه بحب... لكن..) ثم وقفت و وضعت اصبعها في فمها ( كيف؟؟) بعدها هزت يديها في الهواء تنظر لفوق( يا الهي...) جلست تأخذ نفس ( اهدئي سنايا.... بعض من الحب و العاطفة ... سيقبل... ابي لن يرفض... هذا ما فعلته لادرس ... و قبل ... اذا لماذا لا يقبل الان.. حسنا حسنا اهدئي الان و سأكلمه بالليل ... ان لم يوافق يجب ان اجد حل آخر)
-(اخاف ان تفعل شيء خطأ يسيء لسمعتنا...) قالت موهيني بخوق و قلق .. طمأنها ابرتاب( لا لن تفعل... لن تجرأ... فقط تهددنا لنقبل ما تريد... ) ثم اكمل بغضب ( يجب ان تفهم انها فتاة و لا يجب ان تعمل ... الفتيات في مجتمعنا يهتمون ببيوتهن و أزواجهن و هذا ما يجب ان تفعله.. سنبحث لها عن شاب جيد و أزوجها و هكذا لن تجرأ..) نظرت له موهيني و هي تبتسم ( انت دائماً تجد حلاً للمشاكل..) ابتسم ابرتاب بنصر...
_ وسيم من أوسم الشباب... جميع الفتيات تتمناه.... تتمنى ان تنزل جثة بين يديه... تتمنى ان يتوقف قلبها عن النبض ليحييه مرة اخرى... تتمنى أن يتجلط الدم في شرايينها ليعيد هو مجرى عرقها في جسمها... هو... انه هو... ذو العيون البنية اللامعة الغامقة...ذو الشعر الاسود الطويل نسبياً الناعم المتطاير... ذو الذقن الحاد بسبب القليل من الشعيرات الخفيفة التي تزين وجهه الجميل... هو...هو.... بارون جون سوبتي... طبيب القلب المشهور في الهند... و من اشهر اطباء العالم... الطبيب و المعلم و المدرب ... الذكي و العبقري... الوسيم و الجميل... هو... الذي يحمل كل معنى لكلمة الوسامة... يتمشى بمظهره الجميل و الخلّاب في ممر المشفى... في يده ملف المريض... دخل غرفة المريض و هو يبتسم الابتسامة التي اذابت ... قتلت... شلّت قلوب البنات ( كيف حالك الان؟؟) قال و هو يقف بجانب المريض و يتفقد الاجهزة.. ابتسم المريض بخفة( جيّد دكتور..) وقف بارون امامه و هو يبتسم نفس الابتسامة القاتلة( يمكنك الخروج..كل شيء جيد.. و ايضا يجب المراجعة كل فترة.. سلامتك) نظر له المريض متشكرا(شكرا لك دكتور) ابتسم بارون بجاذبية ( هذه وظيفتي ) خرج بارون فخور بنفسه ... لانه عمل عمله باتمام... و انقذ حياة هذا المريض الذي كان يعاني من وجع قلبه الذي تزداد دقاته من دون ابذال اي مجهود... دخل بارون غرفته و هو يبتسم (اهلا مان... كيف حالك يا صديقي) وقف مان و هو يبتسم ابتسامة جاذبية و بعضلاته القوية و المسقولة ( انا جيد بارون... ماذا هناك لما هذه الابتسامة العريضة؟) فقال بارون و هو ينظر في ملف المريض( لأنني سبب في احياء قلب و روح من جديد) ضحك مان و هو يضع يديه على كتف بارون ( انت هكذا دائما... تكون سعيد لانقاذك حياة الناس.. تكون فخوز بنفسك.. اتعلم يا صديقي ... الناس محظوظين بكونك طبيبهم.. اووه و انا محظوظ لدي صديق لا يوصف) ضحك بارون ( اعرف يا صديقي... لا يوجد اجمل من ان تنقذ حياة الناس.. هيا هيا.. انا انتهيت من عملي لنخرج و نأكل) اوقفه مان ( لا لا... جيت في البيت و تنتظرنا... اعددت لك الكاري الذي تحبه) وضع بارون يده على بطنه و هو يمرر لسانه على فمه ( اوووه زوجتك رائعة يا رجل... هيا هيا... عصافير معدتي بدأت بالرقص) ضحك أمان و خرجوا ...
_ فتاة جميلة تقف امام الطاولة بشعرها الاسود الجميل ( و اخيرا اتيتم هيا هيا تعالوا...) دخل مان و معه بارون... وقف بارون يفرك يديه بشهية ( اووه جيت... لا تعرفين كم انا جائعة) ضحك مان و هر يجلس ( اجلس بارون لتأكل...ام ستبقى فقط تنظر) جلس بارون بسرعة و بدأ يأكل...
_ خرجت سنايا من غرفتها و اتجهت عند والدها الذي يجلس في الردهة يشرب الشاي... جلست بجانبه و رأسها بالارض و هي تلعب بتوتر بطرف الوشاح الملتف حول رقبتها ( ابي..) نظر ابرتاب لها بحزم بطرف عينه( نعم؟) قالت بتوتر و لعثمة ( انا اسف ابي... لانني...لانني جادلتك...) تحولت نظراته لها لحنان( لا باس... انتي يجب ان تفهمي ما قلته سنايا... و انا سعيد لتفهمك) رفعت سنايا رأسها ( لا ابي... اتيت لأتأسف عن ما بذر من تصرفي... هذا لا يعني انني تخليت عن مطلبي..) نظر لها بغضب و قبل ان يتكلم هي اكملت و هي تمسك يده و تركع على الارض ( ابي ارجوك... لو سمحت اريد ان اساعد من يحتاج للمساعدة... انقذ حياة الناس... ان اكون دور مهم في حياة الشعب الذي اعيش معه... اريد ان اكون مهمة و لدي سمعة جيدة في المجتمع) لحظات من الصمت بين نظرات الاب الحادة و نظرات الابنة المتوسلة... قبل ان يقول جوابه اكملت هي بسرعة( ارجوك ابي لا ترفض... اعدك بأنني لن افعل شيء يؤثر على سمعتنا... سأكون عند حسن ظنك.. ارجوك ابي) تنهد ابرتاب و هو يأخذ نفس عميق( حسنا... لكن لدي شرط) نظرت له سنايا بسعادة ( نعم ما هو؟؟) فقال ابرتاب و هو يقف ( لا يجب ان تتأخري بعودتك للبيت... يمكنني ان اسمح لكي فقط لحد الساعة التاسعة... لان عمل المشفى يتطلب وقت... لكن ان تجاوزتي هذا الحد لن يحصل خير) وقفت سنايا بفرح و هي تضم والدها( شكرا شكرا لك ابي... اعدك انني لن اتأخر و سأعود كل يوم في الوقت المناسب) حضن ابرتاب ابنته و ابتسم لكونها فرحانة...
*( بارون الا تفكر بان تتزوج؟) قالت جيت و هي تحمل الصحون عن الطاولة..أجابها بارون و هو يضحك بسخرية و يهز كتفه ( لا لا افكر بالامر .. في الاصل من ستقبل بي؟؟ انا كل وقتي في المشفى و لن اراها) فتحت جيت فمها( هل حقا تفكر بمن ستقبلك؟؟) نظر لها بارون باستغراب ( نعم.. لماذا؟؟) قالت جيت بغضب ( بارون.. ان فقط تكلمت بأنك تريد ان تتزوج... سترى دلهي امامك... فتيات اغنياء و فقيرات... جميلات و قبيحات... هم فقط يسعون لكي يحصلوا عليك..) ضحك بارون بقوة ( لماذا تبالغين هكذا؟؟) وضعت جيت الصحون في المطبخ و عادت و جلست بجانب بارون ( ألم تعجبك اي فتاة من الذين يتدربون عندك او من الممرضات؟؟) قال بارون بعدم اهتمام ( لا) زفرت جيت و تأفأفت فتجهت عند مان و ضربته ( تكلم يا رجل... هو صديقك.. انصحه) رفع مان رأسه من عن الجريدة و طواها و هو ينظر الى بارون ( انسى الامر يا صديقي... ستتعذب و تقع بما وقعت) فتحت جيت فمها بغضب ( ماذا تقصد؟؟) ضحك مان ( اسف اسف... اهدئي... بارون.. جيت معها حق.. يا اخي يجب ان ترى حياتك.. و ان همست بزواجك سترى الامة امامك..) وقف بارون ( حسنا حسنا... تأخرت اراك غدا)...
خرج بارون و ذهب الى بيته.. (مرحبا جدتي) وقفت ديفياني امامه بغضب ( لماذا تأخرت هكذا؟؟ هل يجب ان تتأخر هكذا كل يوم؟؟ انت تعرف انني احبك لدرجة انني انتظرك حتى تعود من المشفى) اخذ بارون البركة من ديفياني و قال ( اسف جدتي.. لكن انتي تعرفين طبيعة عملي... انا هكذا... ايضا ذهبت عند مان لهذا تأخرت) خلعت ديفياني الجاكيت عن بارون (حسنا هيا لتنام) مسك بارون يدها ( جدتي اصبح عمري 32 سنة و مازلتي انتي من يخلع لي ملابسي) ضحكت ديفياني و هي تضع يدها على وجه بارون برضى ( حسنا بني هيا بدل ملابسك لتنام)....
يتبع......
بتمنى تعطوني رأيكم😘
أنت تقرأ
نبضات قلب
Romanceطبيب قلب مشهور و محبوب و جميع الفتيات تتمناه بسبب شدة وسامته... اما هي فتاة عائلتها مقيدة بالعادات و التقاليد بشكل كبير و تمنع ابنتها من تحقيق حلمها الذي هو ان تصبح اشهر طبيبة قلب في المنطقة... فهل ستقنعهم؟؟ و كيف؟؟ و هل ستكون حياتها خالية من المشا...