*استيقظت و هي ترفع رأسها عن وسادتها المبللة بدموعها... و عندما تذكرت ما قاله والدها... ارادت ان تختفي عن هذه الارض... فهي بعد ان عانت حتى وصلت لهذه المرحلة.. يأتي اباها و يمنعها... ترجلت عن السرير لتدخل الحمام و تجلس تحت المياه الساخنة لعلها تنسى همها... تريد من يقنع والدها... تريد من يساعدها و ينتشلها من جو هذه العائلة الكئيبة المقيدة بالعادات و التقاليد... اطفأت المياه و خرجت... لبست ملابسها و نزلت.... وقفت على الدرج تشاهد ما يحصل...( انظر عمي... لا اعرف لماذا منعتها و بماذا فكرت...لكن دعني اخبرك ان ما تفعله ليس عدلا.... انا من أخرها عاقبني انا... لكن هي لم تفعل سوى عملها) كان بارون يقف امام ابرتاب و يتكلم بثقة و سنايا واقفة تشاهد و مصدومة من ما يفعله... فقالت في نفسها( لكن عن ماذا يتكلم بارون) كانت في طريقها لتنهي نزول الدرج و تتجه نحوهم لكنها توقفت عندما قال اباها بحزم( هي لن تعود للعمل يا دكتور هل فهمت؟؟) هز بارون راسه نافيا و قال مصرا( لا لم افهم... ماذا ستفعل؟؟ انظر يا عمي انت تخاف على ابنتك و كرامتها و انا اقدر لك هذا... لكن بان تدمر لها حياتها و مستقبلها هذا ليس عدلا و هذه خطيئة ستحملها طوال عمرك..) تسمرت سنايا مكانها ( من اين يعلم انني تركت؟؟ لم اخبر احد) التفت بارون نحو سنايا( صباح الخير دكتورة سنايا.... كان يجب عليكي ان تكلميني قبل ان تتركي التدريب) نظرت له سنايا باستغراب( لكنني لم اتكلم و لم اخبر احد انني تركت) حدقوا ببعض باستغراب ثم نظروا لابرتاب... فقال ابرتاب( انا من تكلمت مع المشفى و انهيت هذه المسخرة... الان انت لو سمحت ان انهيت هذه الدراما يمكنك الذهاب) لف ابرتاب مواليا ظهره لهم و على وشك الذهاب حتى اوقفه بارون( لا يا عمي... سنايا ستعود للتدريب... و ان رفضت سأتصرف بشكل غير لائق... و هذا يعد مهين لك تحت مسمى العادات و التقاليد) فتح ابرتاب عيونه على وسعهم مصدوم من كلام بارون فقال في نفسه( بماذا يهددني هذا... يا الهي هل سيفعل شيء لابنتي؟؟) و كأن بارون فهم ما يفكر به فقال( ربما لن اقترب من ابنتك لكن يمكنني اهانتك و تدميرك بطريقة اخرى... استمع لي و دعها تكمل تدريبها... و انا سأحرص بان تعود للبيت باكرا... و حتى تطمأن انا من سيساعدها) نظر ابرتاب له باستنكار( حقا؟؟ انا حقا لا افهم ما هي نيتك؟؟؟ ماذا تريد منا و من ابنتي؟؟ هل تعمل هذا مع المتدربات الاخريات!!) رد بارون بسرعة( لا... الاخريات ليسوا بذكاء ابنتك... و عدا عن ذلك... فهي انقذت شخص انسان كائن البارحة و انت بدل من ان تمدحها.. عاقبتها... و هل تسمي نفسك اب؟؟) توتر ابرتاب و هو ينظر هنا و هناك... ثم حاول استجماع قوته و حدته و قال و هو ينظر لسنايا( حسنا ستعودين للتدريب لكن اي خطأ اخر لن اقبل هل فهمتي..هيا اذهبي و جهزي نفسك) نظرت سنايا لابرتاب باستغراب و دهشة و هي تسأل نفسها( هل هذا ابي ام شخص يشبهه؟؟) ثم حدقت ببارون بعمق و عيونهم متصلة .. عيونه تحمل جميع معاني الافتخار و الانتصار ام هي فهي تائهة بما يحدث و ما حدث منذ قليل و عيونها مليئة بالتساؤلات التي تبحث عن اجوبتها.... ابتعدت للخلف قليلا و هي تنظر لعيونه ثم صعدت لغرفتها و جهزت نفسها... بعدها ذهبوا للمشفى... في الطريق... قررت سنايا قطع الصمت الذي ساد لدقائق و تفهم ماذا حدث له... فقالت( لماذا فعلت هذا من اجلي؟؟) ابتسم بارون بسخرية( هذا بدل من ان تشكريني؟؟) التفتت بكل جسمها نحوه( هذا ليس الجواب دكتور بارون سوبتي..) اوقف السيارة بقوة و نظر لها بغضب( ما هي مشكلتك؟؟ الم تقولي انه حلمك و غايتك هي هذه المهنة؟؟ و الم اقل لكي انكي ستكونين مشهورة و معروفة بعملك الباهر؟؟ الم تقولي انكي افضل مني؟؟ و بدل من ان تثبتي ذلك ذهبتي و استسلمتي لكلام والدك و كأن شيء لم يحدث... الان اغلقي هذا الموضوع و عودي لتدريباتك... فهمتي؟؟) هزت سنايا رأسها بنعم و هي ترفرف برمشوها ثم تغيرت نظراتها و قالت بغضب هادئ( اخفض صوتك... انا بجانبك لست على الجانب الاخر من الشارع فهمت؟؟) اخذ بارون نفس عميق يسيطر به على غضبه...
*عندما وصلوا المشفى كانت اخته جالسة في ممر المشفى... فاتجه نحوها( ماذا تفعلين بالخارج) وقفت ميرا( الطبيب عنده يفحصه) هز بارون رأسها ثم اشار الى سنايا( هذه المتدربة سنايا ايراني... هي من انقذت صهري في اخر لحظة) خفق قلب ميرا خوفا و هي تمد يدها بابتسامة مصطنعة( تشرفت بمعرفتك... و ايضا شكرا لك) ابتسمت سنايا بفرح( لا داعي للشكر هذا واجبي) نظر بارون لسنايا( سنايا يوجد مواعيد مع مرضى بعد قليل يمكنك الذهاب و انا سالحق بك) هزت سنايا رأسها و ذهبت... قالت ميرا في نفسها( ايعقل هي؟؟ لقد قالت لي امي عن حادث حصل منذ زمن طويل ايعقل هي؟؟ مع اني لم اراها و لكنني اشعر انه هي... يا الهي من اين تأتي المصايب؟؟) قاطعها بارون( هل اتت الشرطة لهنا لتتحقق مع راهول) هزت ميرا رأسها( نعم لكنه كان نائما.. سألت عن ما حدث... قالوا لي انه عمل حادث و هو في طريقه من المطار... كان في التاكسي... الخطأ كان خطأ صاحب التاكسي...فأسعفوا الاثنين... الشخص لم ينجوا بعد... و لكن راهول نجى فهم ينتظروه ليستيقظ و يحققوا معه)أومئ بارون لها( حسنا اختي...كلمي امي و جدتي... انا لدي عمل يجب ان اذهب) ابتسمت ميرا (حسنا اخي)
* دق بارون باب غرفة سنايا فسمحت له بالدخول فسألها( الم يأتي احد؟؟) فقالت و هي تحدق بالحاسوب بغضب و تعمل عليه( لا) جلس بارون على الكنبة... تأفأفت سنايا بغضب( يا الهي سيفقدني عقلي... لماذا لا يعمل كما اريد؟؟) وقف بارون و اتجه نحوها( دعيني ارى) ابعدت سنايا رأسها ليمد بارون رأسها و هو يرتكز على الطاولة فوقها... فقال( ماذا به انه يعمل) ابعدت سنايا يده عن الفأرة و بدأت تشرح له بانفعال... في البداية كان مركز معها و لكنه ذهب لعالم آخر و هو ينظر لها و يتأملها و هي منفعلة و غاضبة ابتسم لافعالها بخفة... رفعت رأسها لتنظر له فكان مقابل وجهها تماما... لاحظت نظراته لها.. النظرات التي لم تفهمها و هي تحاول تفسيرها... و فقط من هذه النظرات...زادت ضربات قلبها... و بدأ يخفق بشدة و انفاسها ترتفع... حاولت التكلم و هي تنظر لعيونه و لكن صوتها بالكاد يخرج( دكتور...بارون) فقال بارون بغباء و هو يخترق عيونها بعمق(أمر) تلون وجه سنايا و كأن الدم انعكس عليه... ابتعدت من تحته و وقفت و هي تعدل انفاسها( دكتور بارون... لقد حللت المشكلة) استيقظ بارون على الواقع بمجرد ابتعادها عنه فقال بتلبك( اها.. حسنا..هذا جيد) خرجت سنايا ركضا من الغرفة... اما بارون جلس بينه و بين نفسه يتساءل( ماذا حصل؟؟ اين كنت انا؟؟ ما اغباك بارون... هذا ليس وقت تشتيت افكارها...يجب ان اعتذر عما حصل) اخرج ورقة و كتب عليها رسالة لسنايا ثم خرج... اما سنايا كانت في الحمام تغسل وجهها. .. غسلته عدة مرات و هي تأخذ نفس عميق... ثم وقفت تمسح وجهها و تقول ( سنايا يجب ان تركزي على عملك... لا اعرف ماذا حصل له لكن... ربما هو يحاول تشتيتي... لا لا لن اتركه يفعل هذا) خرجت من الحمام و دخلت الغرفة بانفعال( اسمع يا....) صمتت عندما لم تراه... نظرت حولها( اين ذهب؟؟) دخلت و جلست على الكرسي... فرأت ورقة تحت هاتفها مكتوب عليها اسمها... مسكتها و فتحتها... ( سنايا انا اسف لما حدث... ارجوكي انسي ما حدث و لا تشغلي تفكيرك باشياء اهم من عملك... انا سأتركك الان و اذهب عند اختي لاراها... ان احتجتي شيء... رقم هاتفي معك... وداعا و حظا موفقا) ضربت رأسها و هي تقول ( غبية كنتي آتية لتوبخيه و هو ترك لكي رسالة يعتذر بها و يعترف انه اخطأ ) فجأة اندق الباب فقالت (تفضل) دخلت الممرضة ( دكتورة.. هناك مريض يريد ان يرى الدكتور بارون)نظرت سنايا لها ( قولي له انه مشغول لديه امور عائلية انا هنا و يمكنني ان اراه) هزت الممرضة رأسها و خرجت ... دخل المريض ...نظرت له سنايا و هي تبتسم (تفضل اجلس) جلس المريض امام سنايا و هو يبتسم ( بصراحة يجب ان اعترف) نظرت له سنايا باستغراب (ماذا؟؟) ضحك الرجل( انا لست مريض... اتيت لأرى ابن اخي بارون.. اين هو... اووه ربما انتي مساعدته) هزت سنايا راسها بلطف نافية( لا سيدي... انا متدربة هنا.. هو ذهب عند عائلته .. لا اعتقد انه سيتأخر ) ضحك الرجل( اووه حسنا... لم نتعرف) مد يده ( انا فيديا سوبتي...ماذا عنك؟؟) ابتسمت سنايا بخفة( سنايا ايراني) هز فيديا رأسه بتلبك( اسم جميل) توترت سنايا و قالت في نفسها(كيف اصرفه؟؟ يا الهي انت دائما تضعني في مواقف حرجة... اوه نعم صهر الدكتور بارون ) فقالت لفيديا( سيدي... يمكن ان تجد بارون في الغرفة رقم 18 ... صهره عمل حادث و الجميع عنده) وقف فيديا بسرعة( اووه حسنا حسنا يجب ان اراهم.. وداعا... تشرفت بمعرفتك) هزت سنايا راسها بسرعة(نعم نعم و انا) ثم ذهب... اخذت سنايا نفس عميق ( و اخيرا ) بدأ المرضى بالدخول عندها واحد تلو الاخر...
*كان بارون جالس مع عائلته عند صهره حتى دخل عمه ... تفاجئ الجميع به و كانوا فرحين برؤيته... الجميع رحب به بالعناق و القبلات .. فسأله بارون بسعادة(متى اتيت عمي؟؟ و ايضا لماذا لم تخبرنا انك ستأتي) ضحك فيديا ( اردت ان اجعلها مفاجأة... ذهبت لمكتبك فكانت هناك متدربتك سنايا ... انها جميلة) قبض بارون كف يديه بغضب و قال بهدوء مصطنع( عمي انها فقط متدربة) لاحظ فيديا غضبه فقال ( حسنا لكن لماذا غضبت) فأجابه بارون و هو يتجه نحو النافذة و ينظر للخارج( لا لا شيء عمي... هيا قل لي كيف كانت حياتك في الخارج) وقف فيديا بجانبه و هو ينظر للخارج و يضع يديه في جيبه(جيدة... كل شيء تمام) هز بارون رأسه و هو يلتفت لعائلته ( انا يجب ان اذهب... عندما يفيق صهري تعالوا لمكتبي و اخبروني) هزوا رؤوسهم و عاد بارون عند سنايا..
*كانت سنايا جالسة تكتب في سجلات المرضى الذين زاروها... فوقفت لتخرج و تعطيهم للسكرتيرة و لكن سرعان ما دخل بارون و اصطدم بها فوقعت بين يديه و تطايرت الاوراق حولهم... نظر بارون لعيونها بتوهان و لوهلة شعر بشيء يجذبه نحوها اما هي فصدرها كان يرتفع و ينخفض و هي تنظر في عيونه البنية الجميلة ... رفع يده ليلمس وجهها لكن كان هناك من قطع عليه اللحظة و هو دخول اخته عليه و هي فرحة(اخي اخي راهول استيقظ) ابتعدت سنايا عنه بسرعة و هي تعدل ملابسها و بارون ينظر لاخته و يحاول ان يكون ثابت( حسنا اختي سأجلب السماعات و الحق بك) هزت ميرا رأسها و هي تنظر مرة له و مرة لها و شاكة من امرهم ثم خرجت... مسك بارون سماعاته و وجه كلامه لسنايا دون ان ينظر لها (تعالي معي... يجب ان تفحصيه انتي ايضا.. اريد اريد ان اعرف ان كنتي تمييزي حالة المريض بعد غيبوبته) هزت سنايا رأسها ...فخرج بارون دون ان ينظر لها و هي تبعته ... عندما دخل بارون غرفة راهول كان الجميع متجمع حول راهول... دخلت سنايا فنظرت ديفياني لها بغضب و حاولت ان تسيطر على غضبها ... مد بارون يده لسنايا و هو يحمل السماعات( هيا افحصيه و اعطيني حالته) هزت سنايا رأسه و هي تحمل السماعات و تتجه نحو راهول... اما شاندني اتجهت عند بارون و همست له ( بارون لماذا هي من تكشف عن صهري؟؟) نظر لها بارون( امي... سنايا هي من انقذ حياة راهول... و ايضا هي متدربة و هذا جزء من التدريب) فقالت شاندني بغضب( لكن كيف تثق بها) غضب بارون فقال ( امي انا اثق بها و اعلم انها ستعطيني النتيجة الصحيحة و لكن لا تخافي من واجبي ان اطمأن بنفسي على المريض) تأفأفت شاندني للوضع المشؤوم الذي يحيط بالغرفة... سألت سنايا راهول و هي تسمع دقات قلبه( بماذا تشعر؟؟) فقال راهول بتعب( اشعر بأن نفسي ضيق) فقالت سنايا(خذ نفس عميق) اخذ راهول نفس عميق... و بعد ان انتهت قالت( دقات قلبك متخلخلة نسبيا تحتاج لراحة.. لا يجب ان تبذل اي مجهود حاليا و حاول ان لا تتكلم كثيرا) ابتسم بارون لتكلمها بجرأة فاتجه نحولها و قال ( هل يمكنني ان اتأكد من كلامك) ابتسمت سنايا بثقة( اكيد دكتور تفضل) ثم اعطته السماعات... فحصه بارون و رأى ان ما قالت سنايا صحيح فقال( نعم ما قالته صحيح... صهري يجب ان تنتبه على تحركاتك افضل من قبل) هز راهول رأسه(حسنا صهري... بالمناسبة متى يمكنني ان اخرج؟؟) اجابت سنايا(... لن تخرج قبل مرور اسبوع... حالتك متأزمة و تحتاج للراحة) ابتسم بارون بسعادة و قال في نفسه ( هكذا اريدك) فقال موجه كلامه لميرا( نعم ميرا يجب ان تبقي معه هنا يحتاج للراحة و لن يخرج قبل اسبوع كما قالت الدكتورة... و انتي جدتي و عمي اذهبوا للبيت لقد تأخر الوقت) هزت ديفياني رأسها(حسنا ابني وداعا) ذهبت ديفياني و معها فيديا... اما بارون و سنايا خرجوا .. قالت سنايا و هي تنظر للساعة( يجب ان اعود للبيت) ابتسم بارون( هل نسيتي؟؟) استغربت سنايا( ماذا؟؟) فقال بارون ( وعدت والدك بانني انا من سينقلك للمنزل.. هيا لنخرج) هزت سنايا رأسها بخجل موافقة فقال بارون و هو يتجه نحو الباب( هيا)...
يتبع.....
رأيكم بالتفصيل
![](https://img.wattpad.com/cover/83982208-288-k309023.jpg)
أنت تقرأ
نبضات قلب
Romanceطبيب قلب مشهور و محبوب و جميع الفتيات تتمناه بسبب شدة وسامته... اما هي فتاة عائلتها مقيدة بالعادات و التقاليد بشكل كبير و تمنع ابنتها من تحقيق حلمها الذي هو ان تصبح اشهر طبيبة قلب في المنطقة... فهل ستقنعهم؟؟ و كيف؟؟ و هل ستكون حياتها خالية من المشا...