جلست أمام طاولة الزينة .. و هى تنوى أن تصبح أجمل الحاضرات .. ليس لشئ .. سوى لإعلامه بما كان له و لم يعد ... كما أنها تعلم يقينآ أنها ستكون محط أنظار الجميع .. قطعآ هى ليست المضيفة أو صاحبة الحفل .. و إنما الكل بلا إستثناء .. يتوقع رؤية اﻹنكسار فى عينيها اليوم !
لا بأس فهى ستريهم من هى إبنة * المهندس معتز* ... فمن كانوا يظنوها طفلة باﻷمس .. فاليوم ستريهم (إكتمال اﻷنوثة على أكمل وجه) ...
نظرت إلى نفسها بالمرآة نظرة رضا ثم أبتسمت .. ليلمع أحمر الشفاة القانى على شفتيها .. و يعطى بريقآ لخديها المتوردين .. أمسكت قلم الكحل لتعيد رسم جفونها الواسعة بدقة لتعطيهم مزيدآ من اﻹتساع و اﻷناقة ..
لم تكن من محبى المكياج الثقيل .. فإن بشرتها البيضاء كان يظهر عليها أقل اﻷلوان وضوحآ ... كما و أن عينيها الزرقاوين التى ورثتهما عن *أبيها* كانا يلمعان كالزمرد فى وجهها الرقيق الملامح ... و كان الكحل يجعلهما أكثر ظهورآ و جماﻵ ...
وقفت ثم ابتعدت خطوات عن طاولة الزينة .. لتقف أما مرآة دولابها الضخم لترى عليها ذلك الثوب التى إنتقته بعناية قبل المناسبة بإسبوع ... كان يبدوا بغاية الروعة على جسدها المتناسق.. فهى اختارته من اﻷحمر القطيفة الذى يبرز تفاصيل الجسد .. و اﻷحمر هو لونها المفضل .. و هو آخر لون أهداها إياه والدها قبل رحيله على هيئة ماسة رقيقة فى خاتم ذهبى .. أهداها إياه بيوم عيد ميلادها ... ارتدت حذائها العالى الكعبين و وضعت رشة من عطرها الثمين .. ثم نظرت إلى نفسها نظرة أخيرة فى المرآة ... ورأت خصلات شعرها اﻷصفر تنساب برقة حول وجهها لتعطيها مظهرآ بريئآ يبرز رقة ملامح وجهها .. فعبست قليلآ و هى تتذكر كم كان يحب شعرها منسابآ !
إبتسمت بسخرية .. ثم اتجهت إلى مشبك الشعر الكريستالى على الطاولة .. و أخذته لترجع خصلات شعرها إلى الخلف ... ليعطيها مظهر أكثر جدية و أناقة .نظرت إلى نفسها و تنفست بعمق عدة مرات .. حتى تستعد للنزول و لقاء ذلك الحشد باﻷسفل .. فقد أخذت بعض الوقت للتأكد من أناقتها قبل النزول .. فقبل كل شئ هذا هو حفل خطوبة ابن عمها الكبير .. و خطيبها سابقآ ..
رسمت ملامح الهدوء على وجهها و اتجهت بخطوات ثابتة إلى الباب .. و هى تدعى بداخلها أن تلتزم بذلك المظهر الهادى الذى رسمته ...
أنت تقرأ
* كبرياء شقراء *
Romanceلم يتخيل ذلك المحقق المعروف ... أن تلك الشقراء الفاتنة التى طلبت مساعدته لكشف لغز موت أبيها ... إبنة الرجل الذى كان السبب فيما هو عليه من نجاح اﻵن .. وماذا يفعل حين يكتشف أن المتهم اﻷول فى قضيتها هو صديقه الذى تشارك معه بعض ذكريات الدراسة !! هل يساع...