فى الناحية اﻷخرى من الفيلا .. بشرفة الدور اﻷول .. كان يقف بتوتر لا يعلم سببه .. او يعلم و لكنه يحاول أن يتجاهله .. فهو يعلم أنه فى أى لحظة ستأتى هى لتتوسط الصالة .. و يعلم يقينآ أن مهما كانت صالة فلتهم متسعة .. فإنة سيشعر و كأنما المكان يضيق عليه ... شعور حقير حينما تشعر أنك أخطأت بحق شخص ما و لكنك ترفض اﻹعتراف بذلك .. فهو يعلم كم أخطأ بحق تاﻵ إبنة عمه .. و لكن ما باليد حيلة .. فهى من دفعته لذلك.. فهو على الرغم من أنها تربت معهم بالمنزل منذ وفاة عمه .. إلا أنه لم يستطع معرفتها بشكل كامل .. كل ما يعرفه عنها أنها فتاة ذكية و محبوبة و جذابة بشكل واضح و ملموس .. إذ أنها طوال سنواتها الثلاث بالجامعة لم يتوقف الخطاب عن طرق باب بيتهم إلا أن أبيه و منذ أن جائت هنا .. تمنى أن تكون تالا معهم و لا تذهب لشخص آخر .. و لهذا أراد ان يكون هو من يلبى رغبة أبيه و يتزوج إبنة عمه الوحيدة .. و لكن كونها نضجت أمام عينيه و مكثت بنفس المنزل فقد توقع أن يستطيع التأثير عليها بشكل كامل .. فقد قضت 6 سنوات معهم إلى اﻵن .. منذ المرحلة اﻷولى الثانوية و حتى السنة الجامعية الثالثة .. إلا أنها لا زالت قوية صلبة لا أحد يستطيع التحكم بها .. أو يثنيها عن ما تراه صحيحآ ... فهو على الرغم من اغراقه لها بالهدايا و رسائل الحب و اﻹهتمام .. كانت دائمآ ما تحافظ على مسافة بينهم .. و تضع له حدودآ تمنعه من أن يتخطاها ... و هذا ما كان يزعجه .. إذ أنه يرى أن له من الجاذبية ما جعله يوقع الكثير من الفتيات فى حبه و أصبحن رهن إشارته .. كما و أنه يرى أن علاقته بها قد أصبحت رسمية بعد أن خطبها فى يوم تخرجها من الثانوية فأصبحت خطيبته رسميآ إلا أنها لم تأبه لذلك و ما سمحت به فقط هو تبادل عبارات الحب و الخروج معآ .. لكن ما أراده هو من ملاطفات كان يختلف تمامآ عما تقدمه هى .. و كان الموقف الفاصل الذى جعله يتخذ قراره بتركها .. كانت صفعتها التى لا زال يشعر بها كلما رأى صورتها او تذكرها .. فيوم صفعته ع وجهه اما الجميع .. أراد أن يرد لها ذلك اﻷلم مرات .. عبر جرحه لكرامتها و تركها عقب 3 سنوات خطوبة .. و لم يكتفى بذلك بل خطب اكثر الفتيات الذى يعلم يقينآ كرهها لها .. وكانت زميلتها فى الجامعة حتى ينتشر خبر فسخ خطوبتها و سط أقرانها بالجامعة .. و هكذا يجعلها مهانة الكرامة امام الجميع كما فعلت معه ..
و لكن لا يعلم لماذا منذ اتخذ هذه الخطوة و قلبه ما زال يؤنبه ... يشعره أنه فقد شيئآ .. و أنه حتمآ سيندم .. فقد فعل فعلته ثم أخر الحفل لسنة كاملة نظرآ لعمل طارئ كان عليه السفر له ..او هكذا تحجج.. و ها هو يوم خطوبته المنتظر .. و كان عليه أن يكون أسعد الحضور .. بفتاته الجميلة نرمين التى أختارها بعناية .. و التى تقدم له من الاهتمام و الحب ما لم تستطع تاﻵ أن تفعل ..
و لكن لا يعلم لما يشعر بالرهبة من لقاءه بها و لا يعلم ما هو المنظر الذى يريد رؤيتها فيه .. هل ما يريده هو انكسارها حقآ .. ام أن سبب توتره فقط هو أشتياقه لتلك العينين الزرقاوين التى اعتاد رؤيتهم صباحآ و مساءآ طيلة وجوده بالمنزل ... على الرغم من كونه كان قليلآ ما يجلس بالمنزل إلا أنه كان كثيرآ ما يلتقيها .. و كانت هى متعة للنظر بجمالها الفريد فى العائلة .. فلم يذكر أن أمتلك أحد ملامحها اﻹرستقراطية التى ورثتها عن أمها .. و لا عينيها و شعرها اﻷشقر التى ورثتهم عن أبيها .. فقد كان أبيها هو الوحيد من بين اشقائه الذى ولد متفردآ بلون شعره و عينيه أيضآ .. فأبيه و عمه الثانى كانا صاحبا جمال و لكن الجمال العادى و ليس الملفت و هكذا ولدوا هم .. لهم فتنة عربية .. بينما هى تشبه حسناوات الغرب و كأنما ولدت من عائلة انجليزية و ليست عربية !
أنت تقرأ
* كبرياء شقراء *
Romanceلم يتخيل ذلك المحقق المعروف ... أن تلك الشقراء الفاتنة التى طلبت مساعدته لكشف لغز موت أبيها ... إبنة الرجل الذى كان السبب فيما هو عليه من نجاح اﻵن .. وماذا يفعل حين يكتشف أن المتهم اﻷول فى قضيتها هو صديقه الذى تشارك معه بعض ذكريات الدراسة !! هل يساع...