البارت السادس

165 9 9
                                    

توقفت سيارته أمام حديقة ذلك المنزل الكبير ثم ألتفت لها مبتسمآ قائﻵ :وصلنا
لتبتسم وهى تنظر إليه: ايييه ده ! بالسرعة دى :(
ثم تمسك ذراعه بيدها قائلة : ماما و بابا روحوا قبلينا بشوية و زمانهم ناموا ... ايه رأيك؟ ما تيجى نقعد شوية لوحدنا .. ثم غمزته بعينها ... فى العادة لم يكن ليضيع فرصة مثل تلك من بين يديه ... فهو يعلم ماذا تعنى تلك التلميحات من خطيبته الجميلة ... إلا أنه ولا يعلم لما .. رفض دعوتها بهدوء قائﻵ : مرة تانية ي حبى عشان انا مرهق خالص انهاردة من تجهيزات الحفلة.. ثم قبل وجنتها و ودعها !
يبدو ان أحداث اليوم قد أرهقته أكثر مما توقع ... فمظهر ابنة عمه اليوم لازال يتراقص أمام ناظريه ... و هدوئها وبرودتها لا زال يتبادر إلى ذهنه ... هل حقآ خطوبته اليوم لم تؤثر عليها ابدآ .. أم هى تتظاهر بذلك؟؟
.....
فى صباح اليوم التالى :
استيقظت تاﻻ من نومها بكسل .. فهى تشعر أنها لم تشبع نومآ ... فقد أيقظها ذلك المنبه المزعج ><
ولكن لما عساها تلوم المنبه و هى من تضع لنفسها جدول صارم للإستيقاظ و النوم ... فهى لا تشعر بيومها إلا اذا استيقظت مبكرآ ^^
اغتسلت و فرشت أسنانها و أرتدت بدلتها الرياضية وردية اللون ... و أستعدت لتمارس تمارين الصباح ..بالركض حول المنزل كما تفعل كل يوم ...
نزلت للصالة و هى تستعد لإلقاء التحية على دادا انتصار ... و ما إن وصلت للصالة حتى وجدت عمها يجلس على السفرة يشرب الشاى و يقرأ جريدة الصباح ...
فبادرته بالتحية : صباح الخير ي عمو مصطفى
العم: أهﻵ أهﻵ بست البنات ؛ صباح الفل ي جميل ^_~
تالا: هههههه فل ع عيونك ي عمو ... ايه أخبار البرصة انهاردة
العم: آاااه .. عاملة زى البحر بتطلع و تنزل .. ربنا يستر ... بس سيبك انتى ايه الحلاوة دى انهاردة؟
تالا بإبتسامة مرحة: عيونك الحلوين ي عمو
لتجد صوتآ من خلفها ساخرآ: ولا عشان فرحانة بخطوبتى ؟
لترد تالا بلهجة اكثر سخرية : ايه ده ! عرفت لوحدك؟
ثم تلتفت لتجد ابن عمها و ذلك الشخص الذى تسبب بإحراجها بالأمس >.<
ما هذا؟ ألا يزال موجودآ ؟!!! سألت تالا داخل عقلها و هى تنظر بتفاجأ ف اتجاهه
لتتحرك شفتاه أمام عينيها .. معلنة عن ذلك الصوت المثير الذى يأسر انتباه من حوله قائﻵ بهدوء : صباح الخير ي تالا ..مكمﻵ سؤاله بإبتسامة رسمية مهذبة !
لتجد نفسها ترد بثقل و عبوس كما لو أن الكلام صعب ف وجوده !!
: آاه صباح النور
ليقول ابن عمها: تالا ده أمير صاحبى عرفتك عليه امبارح فاكراه؟
تالا: آه آه فكراه .. ثم تبتسم ابتسامة صفراء ف وجهه .. لتريه كيف ان ذكراه ليست شيئآ سعيدآ ~_~
ثم تتحرك ف حينها قائلة: طيب استأذن أنا ...
لتخرج بعدها من الباب فتمر بجانبهم لتلفحها رائحة عطره المميزة.. التى شائت أم أبت أرسلت قشعريرة باردة ف جسدها .. فهى لم تشتم من قبل عطر يعبر عن صاحبه يهذه الطريقة !! قوى و مثير فى آن واحد ... ثم نفضت تلك اﻷفكار عن رأسها لتبدأ ف الركض و محاولة التركيز ع روتينها الصباحى.

أنهت تالا تمرينها الصباحى ثم عادت من حيث أتت لتجد من يقف أمام الباب .. تحاول تالا المرور بجانبه دون حوار ... فيكفى ذلك الموقف المحرج الذى حدث باﻷمس ... وحين أوشكت أن تتفاداه وجدت آثار فعلتها على حاجبه اﻷيمن بارزة ... و لسبب لا تعلمه وجدت نفسها تستدير مرة أخرى لتهمس : أستاذ أمير ....
فيتفاجأ هو بذلك الصوت الناعم الذى ناداه فجأة ... فيلتفت و ينظر إليها مبتسمآ ...
قائﻵ:أمير بس كفاية
تالا: آه اممم طيب يعنى اقصد بالنسبة للى حصل امبارح *سورى* مكانش قصدى ؛ قالتها و هى تنظر بإتجاه الجرح ...
فوضع يده عليه قائﻵ : آه ده
ثم اكمل مبتسمآ بمرح : لا و لا يهمك .. انا بقدر جدآ الناس اللى بتدافع عن نفسها باستماتة

لا تعلم تالا لما .. و لكن مرحه كان كافى ليزيل ذلك التوتر و يتسبب فى اضحاكها ...
حين أنتهت تالا من ضحكها وجدته ينظر إليها بإمعان مبتسمآ كمن يتأمل شيئآ يخصه ...
فأصيبت بالحرج و قالت : آه طيب عموما فرصة سعيدة ي أستاذ أمير ... و أعطته ظهرها ... لتجد ابن عمها خارجآ ...
خالد: يلا يا أمير عشان تلحق طيارتك..
توقفت تالا لوهلة *متفاجئة* مما سمعت ؛ تسائلت داخل نفسها هل سيسافر اليوم؟!!
أمره عجيب حقآ .. كيف سيقوم بالسفر اليوم .. و لا ترى معه أى شنطة خاصة به للمﻻبس أو غيره !!

ثم بادرت بالقول لنفسها : لربما سفرة عمل و سيعود فى نفس اليوم ... و ﻻ تعلم لما و لكن شعرت وكأنها تريد أن تراه مرتآ أخرى ... فلن تكذب حين تقول أن لديه إبتسامة جذابة و صوت مثير ...
إبتسمت لنفسها ع تلك اﻷفكار التى تراودها ... إذ ليس من عادتها أن يثير اهتمامها شابآ ما قد إلتقته من وقت قصير !!

كانت تفكر و هى تتحرك لتشعر فجأة بألم فى رأسها مع صوت ارتطام ... وسقطت أرضآ وهى تصرخ.. لتنظر أمامها برعب .. لتجد نفسها قد ارتطمت بالحائط المجاور للباب دون أن تنتبه بسبب شرودها أثناء سيرها...
وقبل أن تبدى تاﻻ أى حركة سمعت ركض يصاحبه صوت ابن عمها صارخآ : تاﻻ أنتى كويسة؟ .. ازاى اتخبطى كده؟

نظرت إليه لتجده يمسك بذراعها يحاول مساعدتها للنهوض؛
ردت تالا بعد أن وقفت: مخادتش بالى من الحيطة تقريبآ ... تكلمت وهى تدعك مكان الاصطدام ... ليفاجئها صوت تلك الضحكات المدوية من الخلف .. فتتفاجأ و تنظر لترى ذلك اﻷمير ينظر إليها بتسلية و يقول : مخادتيش بالك من الحيطة كلها ... هى صغيرة أوى كده! .. عموما تعيشى و تاخدى غيرها ... يﻻ ي خالد ...
انهى كلامه مبتسمآ بعبث .. و كأن ما قاله شيئآ طبيعيآ لشخص التقاه فقط باﻷمس ...
وليس أى شخص .. بل فتاة بجمالها !! ...
-هذه أول مرة يعاملها شاب بهذه الوقاحة .. أو لنقول التلقائية .. و كأنهم أصدقاء يتمازحون .. !! هل هو مجنون؟

قالت تالا لنفسها: ياله من فظ .. عديم الذوق .. كيف يقول ذلك و قد رآها متألمة؟ ...و ظهر ذلك ع نظراتها جليآ ...

ليجد خالد نفسه متفاجئآ من تلك النظرات الحارقة التى توجهها تالا لصديقه .. فحاول انهاء الموقف سريعآ ممسكآ بيد تالا سائﻵ اياها: انتى حاسة انك بخير و لا تحبى نروح الدكتور؟
سحبت تالا يدها منه قائلة بحدة : لا انا بخير متقلقش... روح شوف صاحبك عشان شكله مستعجل ..
ثم تعطيهم ظهرها متحركة لداخل المنزل .. و هى تسب ذلك الشخص بداخلها ألف مرة
قائلة لنفسها لقد كنت مخطئة .. أتمنى أن ﻻ يعود ذلك الشخص المستفز مرة أخرى .. فالبلد يكفيها بالفعل ما بها من حمقى .

 * كبرياء شقراء *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن