صعدت تاﻻ لغرفتها و تجهزت للذهاب للجامعة فهذه هى السنة اﻷخيرة لها و ﻻ ترغب فى أن تفوت يوم من أيام جلوسها مع صديقتها ريم ...
بعدما تجهزت نظرت تالا فى المرآة بإبتسامة رضا ... فهى تحب أن تشعر بتميزها عند الذهاب إلى اى مكان ... بعكس صديقتها ريم المجنونة ... التى ترتدى ما يقابلها فى معظم اﻷوقات بسبب كسلها و حبها لللإنجاز السريع ف اى شئ..حينما أصبحت تاﻻ ف السيارة ... اتصلت ع صديقتها لتخبرها انها فى طريقها إليها... و كالعادة لا يخلو طريقها من بعض المعاكسات المزعجة ..التى تقابلها ريم بإغلاق النافذة كعلامة احتقار للشخص المتحرش ...
لا تريد تاﻻ تعكير مزاجها اليوم ... فاليوم لديها مناسبة خاصة .. فاليوم يوم ميﻻد صديقتها ريم و هى تريد مفاجئتها و إسعادها بشكل كامل ... و قد أخذت استعداداتها لذلك منذ أول يوم باﻷسبوع ... اتصلت تاﻻ بمحل الورد المفضل لديها وكلمت المسئول الذى أجاب : بنجووووور ميسز تاﻻ صباحك وررررد 💐💐
ابتسمت تاﻻ بشدة فهى تعلم تمامآ أسلوب *يحى*صاحب أفضل محل زهور قابلته يومآ ... فقد كانت دائمآ تتعامل معه هى و والدها و قد كان دائمآ ما يشتريان منه الورد فى مناسباتهم المختلفة ...
ردت تاﻵ بصوت مرح: بنجور يا يحى ... أخبارك ايه؟
يحي: أخبارى تمام .. المهم الورد بتاعك 😌
تاﻻ : اها و اخبار الورد اللى طلبته ايه ؟
يحي: الورد فى طريقه نااااو ي ميسز تاﻻ .. أحلى باقة ورد ﻷفضل صديقة لميسز تاﻻ ...
ابتسمت تاﻻ ﻷنها دائمآ ما تطلب منه أن يكتب فى الكروت التى تبعثها إليها مع الورد :"إلى أفضل صديقة لى فى العالم ... إلخ"
فى أثناء محادثتها وجدت هاتفها يرن بمكالمة اخرى فأغلقت معه وردت لتسمع صوت زميلتها *إيمان* :
ايه ي تاﻻ ي بنتى فينك ؟ احنا جهزنا كل حاجة و مستنيينك
قالت لها :أنا جاية أهوه فاضلى ربع ساعة واكون عندك
ايمان بمزاح : انا عارفة ايه اللى مخليكى تروحى جامعة بعيدة عن بيتك بمدة ساعة كاملة و تعذبينا معاكى :D
تاﻻ : ﻷن دى الجامعة اللى ريم اختارتها 😌
ايمان تضحك و تقول: اوك ي ست الرمانسية انتى مستنيينك
تبتسم تاﻻ لمناوشات ايمان الدائمة معها: تمام سﻻمفى نفس الوقت تجلس ريم بالكافتريا بإنتظار تاﻻ ...و تشعر بنظرات غريبة تأتيها من زمايل لها .. يمرون بجانبها فيبتسمون .. أو يمعنون النظر فيها ...
ما هذا ... ياله من أمر مزعج !!
هل يوجد شئ ما بمظهرها غير مهندم أو مألوف؟!
ثم فوجئت بمن يسحب كرسيآ من طاولتها و يجلس عليه سريعآ و يقول: صبااااح الخييييير
فنظرت له لتجده زميلهم "طارق" .. ردت عليه: صباح النور
خير يا طارق .. حد يسحب الكرسى كده .. خضتنى يا ابنى
طارق : هههههه معلش أصلى لقيتك مركزة فى اللى رايح و اللى جاى اوى ... تﻻقيكى مستنية تاﻻ .. صح؟
ريم تبتسم بانزعاج: اه صح .. و عايزة استناها لوحدى عشان مش ناقصين ازعاج ..
طارق: يا ساتر .. ازعاج !! ليه كده بس يا ريم؟ .. ده انا هصبح و همشى ع طول
ثم وضع أمامها كوب قهوة موكاتوا من الذى تحبه و ابتسم ... ثم أكمل كﻻمه قائﻵ : دى حاجة بسيطة كده لزميلتى الجميلة الطيبة ريم .. و ابتسم ابتسامة كبيرة ... و كأنه يحاول اظهار برائته من اتهامه باﻹزعاج .
نظرت له ريم و هى تضحك بجدية قائلة : يا ابنى انت مش هتيئس بقا ؟ ... ما انا قلتلك قبل كده انى حركاتك دى مش هتغير فى اﻷمر شئ ... و انى تاﻻ شيفاك مجرد زميل .. و انى أنا مش فى إيدى حاجة ... فمتضيعش وقتى و وقتك الله يكرمك يا طارق.
طارق : بصى يا ريم ما هو انا مش هيئس
أنا ما صدقت انها انفصلت يا شيخة .. و دى فرصتى انى أقرب منها قبل السنادى ما تخلص .. ما تبقيش انتى و الظروف عليا يا ريم .. حاولى تساعدينى و أنا والله أوعدك انى هخلى صاحبتك دى أسعد واحدة فى الكون ... بدل قريبها اللى أحرجها و رماها بعد كل ده...
شعرت ريم بإنزعاج كبير داخلها .. بسبب كلمة طارق ان خالد قد رمى صديقتها الوحيدة لما فى هذا اللفظ من اهانة ..
فعبست قليﻵ و قالت: أوﻵ : مين قالك ان تالا مستنياك عشان تبقا سعيدة ..
ثانيآ :خالد قبل ما يسيب تالا .. كانت تالا شبه مبتكلمهوش و شبه انفصلت عنه بس مرديتش تتكلم عشان متزعلش عمها ... و استنت الموضوع ييجى من طرفه مش اكتر..
ثم أكملت قائلة : طول ما انت شايف انى انت اللى جاى تنقذها بقا و فارس اﻷحﻻم تالا مش هتعبرك ..
ثم نهضت و استدارت لترحل ... ثم عادت مرة اخرى لتأخذ كوب القهوة قائلة : شكرآ عالقهوة و رحلت كأن شيئآ لم يكن😌 ..~لينظر إليها طارق فى اغتياظ قائﻵ : يا ساااتر عالبنات و تدقيقهم فى الكلمات و حساسيتهم الزايدة ... هو انا ناقص تعقيد ... استغفر الله العظيم يارب .. بس وماله مش مشكلة ... فرصة تفوت و ﻻ حد يموت نجرب فى مرة تانية .
ليتفاجأ بمن يخبطه ع كتفه سريعآ قائﻵ : كان فى حاجة و ﻻ ايه؟
ليلتفت طارق مفزوعآ : يابنى حرام عليك خضتنى .. ايه يا عماد .. مفيش يا ابنى .. بقول لريم كلمتين عادى يعنى ...
فنظر له عماد نظرة عدم رضا و كأنما يود اﻹعتراض و لكنه يعلم أنه ليس من حقه ...
فابتسم طارق و نهض ثم وضع يده على كتف عماد قائﻵ : يابنى والله زى ما قلتلك قبل كده اطمن ... ريم مش هدفى خالص ... انا هدفى صاحبتها .. بس كلنا عارفين تالا صعبة ازاى و صدتنى و صدت غيرى قبل كده كام مرة ... فبحاول أحصل على مساعدة من صديقتها المقربة فقط لا غير ...
عماد: فاهم والله بس مش عارف ليه بمجرد ما أشوفك قاعد معاها بتتكلم بحس انى عايز أضربك ...قالها عماد مبتسمآ بلطف..
ليقول طارق متصنعآ الفزع بمزاح : لا يا عم انت كده هتضيعلى مستقبلى .. انا مش اد البطل الوطنى فى الألعاب القتالية ... خﻻص يا عم بعد كده ابقا اقعد معايا وانا بكلمها بس انت بس متتكسفش ... قالها ضاحكآ و هم بالرحيلليتكلم عماد بإحراج و قد صار لون وجهه مشابه للكاتشاب نظرآ لبياض بشرته الشديد : مين اللى قال انى بتكسف .. انا مش بقعد معاها عشان مش بحب اتطفل عليها بس مش اكتر .
ليضحك طارق و هو ينظر إلى وجهه و لكنه لا يريد ازعاج عماد اكثر من ذلك .. فقد يحدث ما لا يحمد عقباهليلفت نظره تلك القادمة من باب الجامعة ... التى تسرق جميع اﻷنظار و تلفت انتباه الكل .. تلك الفاتنة التى سلبت لبه من أول يوم رآها فيه ... ﻻيعلم هل هو جمالها اﻵخاذ أم ضحكاتها الناعمة .. أم صوتها الرقيق ... أم شخصيتها اﻵسرة ... و لكنه حتمآ يعلم أنه أبتلى بحبها و ﻻ يعلم كيف يتوقف عن ذلك ..
مرت تاﻻ بهم ورائحة عبيرها تمﻷ انوفهم .. ثم توقفت بعد ان تجاوزتهم بخطوات قليله لتلتفت إليهم و تنزل نظارتها الشمسية عن عينيها و تبتسم لتعود إليهم ... و ﻻ يعلم طارق هل يسمع الجميع صوت دقات قلبه كما يسمعها هو ام ذلك فقط من خياله ...
توقفت تاﻻ و عادت إليهم و هى تلقى التحية : صباح الخير ازيكوا يا شباب ..
لينطق عماد و طارق : صباح النور .. انتى عاملة ايه ي تالا
تاﻻ : بقولكوا مشفتوش ريم كانت لسه هنا ؟
ليقول طارق: طب واللى يقولك؟ ^_^
تاﻻ تضحك: هعزمه ع حفلة ريم
لينطق عماد سريعآ كالطفل الذى وجد فرصته للقاء شخصيته الكرتونية المفضلة: مشيت من هنا و كانت راحة ف اتجاه كلية علوم ...
حاولت تاﻵ اخفاء ابتسامتها بينما طارق لم يتمالك نفسه و ضحك قائﻵ : يا ابنى انت عبيط .. ما تالا عزمت الكلية كلها فى الجروب على حفلة ريم ... وبعدين اتقل شوية مش كده
ليحمر عماد بشدة قائﻵ : طب ما انا عارف بس بقولها يعنى .. ما تبطل يا طارق هزارك السخيف ده يا أخى ..
ابتسمت تالا و حاولت جاهدة ألا تضحك ... فهى حقيقة تعلم بشخصية عماد الخجولة .. و لكنه رغم ذلك من متفوقين الجامعة و ذو شخصية محبوبة و موهوبة .. و يحتوى على جسد رياضى و طول تتمناه جميع الفتيات...
إلا أنه لم تلفت نظره أى فتاة ... و لم ترى فى عينيه أى اهتمام إلا فقط حين ينظر إلى ريم صديقتها ...
و تتعجب تاﻻ أن المعظم قد ﻻحظ ذلك باستثناء ريم نفسها !
و لم تحاول تالا التدخل أو لفت انتباهها .. نظرآ ﻹقتناعها التام أن المشاعر الحقيقية التى تنبت داخل القلب تأتى من تلقاء نفسها و لا تحتاج إلى توجيهات من أحد ...
تكلمت تالا اخيرآ قاطعتآ احراج عماد و ضحك طارق: عمومآ احنا عاملين الحفلة فى القاعة الخلفية و انا هروح اجيبها حاليآ عشان اخدها القاعة ياريت تستنوا بقا مع باقى الطلبة و تفاجئوها معاهم .. يﻻ هسيبكم ناو و هروح اشوفها .. سﻻم
أنت تقرأ
* كبرياء شقراء *
Romansaلم يتخيل ذلك المحقق المعروف ... أن تلك الشقراء الفاتنة التى طلبت مساعدته لكشف لغز موت أبيها ... إبنة الرجل الذى كان السبب فيما هو عليه من نجاح اﻵن .. وماذا يفعل حين يكتشف أن المتهم اﻷول فى قضيتها هو صديقه الذى تشارك معه بعض ذكريات الدراسة !! هل يساع...