استمرت تالا بالنظر إليه لدقائق .. لتلفت انتباهه أنها تراه و هو يتأملها ... لتجده ينظر إلى عينيها مباشرتآ .. و كأنما نظرتها إليه لا تعنيه .. و إنما تقدم له زاوية أفضل للتمعن !
تعجبت تالا من جرأته و شعرت أنها وقاحة .. فهى لا تعرفه .. و حتى أنه لم يكلف نفسه ليقف معها دقائق ليعرف نفسه .. بل أعطاها ما يخصها و رحل .. فما المعنى من تأملاته فيها اﻵن .. فهى ليست شيئآ للعرض ليمتع ناظريه به ..
قطبت تالا حواجبها الشقراء الرقيقة بضيق .. و نظرت إليه نظرة استهجان لسلوكه .. و وجهت نظرتها إليه مباشرتآ ليعلم شعورها اتجاه موقفه .. لتجد ملامحه الهادئة تتغير من تركيز و تمعن .. إلى ابتسامة جانبية صغيرة .. أظهرت شفتان رجوليتان يقعان فوق فك مربع به نغزة بارزة .. البعض يسميها طابع حسن .. و هى تعلم اﻵن لماذا أسموها بذلك .. فقد كان لإبتسامته تأثير ساحر عليها !!
كما و أن مجرد ابتسامة صغيرة أثرت على ملامح وجهه كاملة و زادته وسامة ع وسامته ! كيف هذا ؟؟
انصدمت تالا من ذلك التأثير الغريب الذى يثيره فيها ذلك الرجل الغامض .. هو و ابتسامته .. و هدوء أعصابه المحير .. و قررت أن لا تستمر بلعبة تبادل النظرات تلك .. فهو فى اﻷول و اﻷخير .. مجرد صديق لابن عمها .. و احتمال ان تراه مرة أخرى هو احتمال ضئيل .. لذلك أشاحت تالا بنظرها بعيدآ عنه فجأة .. كما لو كانت تهرب من ذلك التأثير الجاذب لها الذى يطلقه عليها .. و حركت قدميها مسرعة بالاتجاه اﻵخر من القاعة ..
لتتفاجئ بذلك الاصطدام القوى .. الذى اتبعه الشعور بسائل بارد قد سكب عليها .. مع سماع صرخة وشهقة عالية .. تفاجئت تالا بذلك و انتفضت خطوتين إلى الوراء .. لترى ابن عمها و خطيبته نرمين بوجهها .. و نرمين تصرخ و تنفض فستانها الوردى الذى تلطخ بلون العصير الذى كانت تشربه .. و كانت تلك الشهقة لصديقتها ريم التى كانت تركض خلفها لتحذرها قبل أن يحدث ذلك ... فقد كان العصير قد سكب على مقدمة فستان تالا أيضآ .. إلا أن فستان تالا لم يتأثر كثيرآ .. نظرآ للونه الاحمر الغامق ..
نظرت نرمين إليها شذرآ و هى تقول : فستانى .. فستانى اتبهدل ي نهار ابيض .. ثم تقول بصوت أشبه إلى النحيب و هى تنظر إلى خالد : هعمل إيه دلوقتى؟ .. هعمل ايه فستانى اتبهدل ..
و قد كان خالد يقف مذبهل من الموقف و متفاجأ .. كان كمن سكب على رأسه ماء مثلج .. و عندما وجد نرمين تنظر إليه و تستنجد به .. بدأ يخرج منديل و يمسح لها فستانها .. و ينفضه معها قائﻵ : معلش معلش .. متخافيش ي حبيبتى هننضفه دلوقتى .. ملحقش يبوز .. متخافيش ..
فنظرت نرمين إلى تالا الواقفة بهدوء .. لتجد أن صديقتها ريم قد أخرجت منديل و تساعدها فى مسح فستانها هى أيضآ ... فتغتاظ بشدة لتخبرها : بتمسحى ايه ؟ هو انتى أصﻵ فستانك باين فيه حاجة ! .. ده بدل ما تشوفى المصيبة اللى انتى عملتيها دى .. فى حد بيمشى كده كأنه داخل سباق .. لأ و ايه كمان مبيبصش قدامه ..
لترد ريم : معلش ي نرمين هى أكيد مش قصدها يعنى .. معلش مشافتكيش .
نرمين بصوت غاضب و هى تنظر إلى تالا بحنق : ليه ده احنا جايين براحة .. و هى مش مستنية تجرى بسرعة غير لما نقرب منها اوى كده ! .. معقول مشافتناش؟
أضافت نرمين سؤالها اﻷخير بلهجة شك بها اتهام واضح .
أنت تقرأ
* كبرياء شقراء *
Romanceلم يتخيل ذلك المحقق المعروف ... أن تلك الشقراء الفاتنة التى طلبت مساعدته لكشف لغز موت أبيها ... إبنة الرجل الذى كان السبب فيما هو عليه من نجاح اﻵن .. وماذا يفعل حين يكتشف أن المتهم اﻷول فى قضيتها هو صديقه الذى تشارك معه بعض ذكريات الدراسة !! هل يساع...