part 29

2.1K 102 2
                                    



البارت التاسع و العشرين من رواية 《سجينة الجحيم 》

.. 

seHun 

وصلنـا إلى الأسفل .. وجدت الجميع يقف أمام الحمام مندهشين مما يحدث
نظرت للأرض لألاحظ دماء تسيل .. احمرت الأرض بسببها ..
أبعدت الجميع من أمامي ودخلت الحمام .. لأجد الخادمة تقف منصدمة
وتضع يدها فوق فمها .. وأمامها جثة بوا ، توسعت عيني على آخرهما ..
ما الذي فعلته بنفسها ؟ لقد .. لقد انتحرت .. !!!!!!
.............................
لقد اندهــشْتُ فعـلًا ممّا فعلته بوا بنفسها .. لمْ أكن أعرف أنها
غبية إلى درجة أنها قامت بقتل نفسها.. هل أسئت إليها بشيء ؟
هل هذا بسببي يا ترى ؟
...
وقفنَــــــا جميعـــا أمام غرفــة علاج بوا في المشفى ..
كنّا جميعا مستغربين مما حدث ..
كانت سيوهيون تقف بجانبي وهي مصدومة للغاية .. نظرت إليّ
ثم نظرت للأرض بسرعة .. كأنها تشعر بالخجل مني ..
_"سأذهب لرؤية مي تشا .. لقد تركناها وحدها بالمنزل .. " قالت بهدوء
وحاولت الذهاب
أمسكت يدها بقوة .. نظرت في عيني
_" لا تقلقي عليها حبيبتي .. ستكون بخير مع الخادمة " قلت لكي أهدأها
نظرت للجهة الأخرى .. متجنبة إياي ..
خرج الطبيب بعد لحظات فنظرت إليه بهدوء وسألته :
_" هل هي بخير دكتور ؟ "
_" اجل سيدي إنها بخير .. لا تقلقوا عليها ..حالتها مستقرة
لن تخسر الكثير من الدماء .. " قال الطبيب
_"ألا نستطيع رؤيتها الآن ؟ " قالت بيكهيون بتساءل
_" لا سيدي .. عليكم الإنتظار قليلا فهي بجاحة شديدة الى الراحة " اجابه الطبيب
ثم غادر مكانه ..
نظرتُ إليه ثم وجت نظري إلى الجميع ..
_" الحمد لله أنها بخير .. كنا سنقع في ورطة مع الصحفيين لو ماتت .."
قالت تايون وهي تضع يدها على قلبها ..
نظرت إليها بهدوء ثم نظرت إلى سيوهيون .. التي كانت
تشعر بالتوتر و الاضطراب .. أمسكت يدها بلطف ..
نظرت إلى يدها ثم رفعت نظرها اتجاهي .. فابتسمت إليها ابتسامة
دافئة .. ولكنها تجاهلتني ، قامت بإبعاد يدي عنها ثم نظرت للجهة الأخرى
رفعت نظرت إلى الأمام بحزن شديد .. كان لوهان هيونغ ينظر لي بحزن أيضا ..
ثم أومأ لي رأسه بهدوء بمعنى انتظرها .. ابتسمت له بهدوء
_" هل السيد سيهون هنا ؟ " قالت احد الممرضات
وهي تطل برأسها من غرفة بوا
_" اجل انه أنا " قلت بهدوء
_" المريضة تذكر اسمك كثيرا .. أظنها تريد رؤيتك " قالت الممرضة
_" حسنا .. سأراها " قلت بحزن ..
End 
..................
دخل لغرفتها بخطوات بطيئة .. واقترب نحو سريرها
كَـان وجههــا شاحب ، نظرات عينيها ثقيلة ، يدها اليمنى ملفوفة
بضمادة بيضاء طبيّة، تميّز اللون الأحمر منها، ليبين يدها المجروحة ..
_" لمَ فعلتِ بنفسكِ ذلكَ ؟ هل أنت حمقاء ؟ " قال بغضب وهو يقف قريبا منها
_" لمَ أنقذتني أنت ؟ ألم تكن تنوي قتلي لأنني حاولت قتل
سيوهيون ؟" قالت بصعوبة وهي تنظر له بحزن
_" أجل .. أتمنى أن تموتي لأنك حاولت قتلها ، ولكني ارغب
بقتلك بنفسي .. غير أني أخشى أن تكوني السبب في ابتعادي
عن سيوهيون و طفلتي الصغيرة بعد موتك " قالها بعتاب كبير
تساقطت دموعها بشدة ونظرت اليه بأسى ..
_" تصرفت معك المسكينة بلطف، لأنها ببساطة لا تدرك ما فعلته
بها في غيبوبتها .. هل تستطيعين توقع ما المشاعر التي ستمتلكها إذا
علمت بهذا الأمر ؟ " أضاف وهو ينظر اليها بغضب
_" لا يهمني أمرُ تلك الحمقاء .. أشعر أن جروح قلبي تسيل ..
لا جروح يدي .. " قالتها بحزن ،بضعف ونظرت للجهة الأخرى ..
..
تنهّد بهدوء وهو ينظر حواليه باستياء .. مسح وجهه بكفيه ..
جالت على خاطره عدّة أسئلة لها .. ولكنه يعجز على إيجاد لها أي أجوبة،
كـان عقله لا يقدر على التفكير من الأساس ،
لأنه كان كل ما يشغله هو استرجاع حب سيوهيون له ..
يريد من قلبها أن ينبض من أجله حبًّا مرة أخرى .. ولكنه الآن يواجه
حبيبته السابقة، التي لا يعرف لماذا وما الذي جعلها تفكر في العودة إليه .. !!
حملقَ إليها بنظراتٍ تشع غضبًـا وبدأ في طرح أسئلته التي
غالبــا ما ستجعله ينفجر .. !!
_"لمَ أتيتِ إلى منزلي ؟ لمَ فعلتِ ذلك في منزلي ؟ لمَ لمْ تفكري
بالانتحار سوى بمنزلي ؟ لمَ تلاحقينني أينما ذهبت ؟ لماذا تفعلين ذلك ؟ "
سأل بصوت يعصره الغيظ و الغضب
_" أسئلتك كثيرة سيهون .. ولكنْ إجاباتها إجابة واحدة .. أنا أفعل هذا
لأن لا مجال للعيش في هذه الحياة من دونك " قالت كلماتها وقد تملكها الحزن قلبها
_" بوا كوان .. أنا وأنت لا علاقة باتت تربطنا، وهذا لأن هناك من
استخدم مقصّ وقطع علاقتنا بشكل نهائي .. لذلك فالتحاولي نسياني
فانا لن اعد أحمل لك ذرّة مشاعر .. قلبي و عقلي متيم بحب سيوهيون .. "
قال كلماته بهدوء .. وحاول مغادرة الغرفة .. !!
_" سيهون .. !!" نادته بنبرة يكسوها الحزن الشديد
وقف لوهلة وأغمض عينيه ليسمح بدموعه بالنزول ..
_" فالتفكر جيدا أرجوك ، أنا أتعذب من دونك " قالت بهدوء ..
فتح باب الغرفة بسرعة و غادر ..
ليتركها ترسى دموعها في صمت على خديها وتظهر على
نظرات الحزن وجهها الحزن و الانكسار ..
...........................
كانت تجلس في حديقة المستشفى الكبيرة ..
شعرها يتطاير بنسمات الهواء العليل .. حتى شعرت بيد توضع
فوق كتفها الأيمن .. التفت لتعرف من يكون ..
نظرت لأمام بسرعة، وتنهدت بغضب ، زحزحت كتفها للأمام
لإبعاد يده عنها ..
_" سيوهيون .. !! " قال بحسرة
_" أعلم انك ستقول أن هنالك خادمة بالمنزل، ولكني أطوق لرؤية
ابنتي، لتأخذني للمنزل بسرعة " قالت ببرود
_" حسنا، هل راح الجميع ؟ " سأل بهدوء
_" اجل، راحوا فور الاطمئنان عليها، اخبرني هل
هي بخير ؟ لمَ تركتها وحدها ؟ " سألت بحيرة ..
_" لا تسأليني عنها مرة أخرى .. إنها لا تستحق أن تسألي
عن حالتها أو أن تقلقي عليها أنت بالذات " قالت كلامه وهو يوجه إصبعه نحوها
لمْ تفهم قصده لذلك، جالت في خاطرها أسئلة عديدة ..
كانت على وشك أن تسأله ولكنه سبقها بالكلام ...
_" هيا.. لنذهب للسيارة " أضاف وهو يمدّ لها يده ويبتسم بهدوء
نظرتْ إلى يده ، ثم رفعت نظرها إليه ..
نهضت من مكانها وراحت تسير بنفسها للأمام
_" انتظري " قال وهو يركض خلفها و خطف يدها ليمسكها
بأحكام بين يديه ..
_" إنني قادرة على السير بنفسي .. دعني الآن " قالت بنبرة حادّة
_" إنني أخاف عليك في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى
لذلك تجنبي برودك اتجاهي و لا تستغلي حبي لكِ لتدمري لي قلبي"
استغربت بشدة لما قالته .. حتى رأته يفتح باب سيارته
و يشير لها بالدخول ..
ركبت السيارة في المقعد الأمامي ، ليركب هو بجانبها ..
شغل السيارة و امسك بالمقود ..
_" أريد الذهاب إلى احد الأماكن أولا، قبل الذهاب إلى المنزل "
قال بهدوء وهو ينظر إلى الأمام .. وبدأت السيارة بالسير ..
_" ولكن إلى أين تأخذني ؟ " سألتْ سيوهيون
_ " ششش " قال وهو ينظر إلى الطريق
...................................
وصلا إلى مكان جميل .. كان يطلّ على البحر الذي كان
أزرق اللون يحاكي زرقة السماء وصفاء البلّور ..
كانت نسماته رومانسية هادئة ، تداعب وجه سيوهيون وتطاير شعرها ..
انتظرته أمام السيارة وهي تتأمل ذلك المنظر الرائع ..
حتى رأت أمامها مثلجات حمراء وبيضاء اللون تبدو بنكهة الفراولة
والفانيلــيا .. !!
_" كيف عرفت أنني أحب هذه النكهة ؟ " سألت سيوهيون بدهشة
_" افهمي جيدا .. أنت زوجتي ويتوجب علي معرفة كل
شيء يخصك .. وأيضا، خذي قبل أن يذوب " قال بهدوء ..
أمسكته بيديها الاثنين وبدأت بتذوقه طعمه ..
كان ينظر إليها بتلك النظرات الرومانسية التي تأكد حبه لها ..
_" حسنا ، لا بأس إنه لذيذ !! ولكن أخبرني لمَ أتيت بي إلى هنا ؟ " سألت ببرود
_" في الحقيقة ، يقولون أن هذا مكان مناسب لكي تقوم
بالإعتذار من أحد ، وتجعله يغفر لك أخطائك .. لذلك .." قال سيهون بارتباك
حتى قاطعته ..
_" ليس مهم المكان الذي ستعتذر فيه، هو لن يجلب لك الحظ سيهون "
قالت وهو تأكل المثلجات ..
_" اخبريني هل لهذه الدرجة أصبحت تكرهينني ؟ حسنا .. اخبريني
ما الذي افعله لكي تسامحيني، أعدك أن فعل أي شي " قال بحزن ..
_" لماذا علي فعل ذلك ؟ إذا كانت بوا لا تزال في حياتك ... و .. " أرادت
إنهاء كلامها ولكنه قاطعها بسرعة
_" علمت أنك قد أسئت الفهم، بوا لن تعد تعني لي شيء .. لقد
قمت برفضها وطردها من منزلي، وقد سبق وان اعترفت لك
بحبي سيوهيون، إن قلبي ليس بإمكانه أن يحب أحد بقدر ما يحبك أنت،
ليس هناك مساحة كافية فيه لكي يحب بعدك " قال بدموع حارقة ..
...
أكملت أكل المثلجات بكل هدوء وبرود ، جعلت قلبه ينكسر وقد بدأ
يظن أنها لن تكن تستمع إليه .. وجهت نظرها اليه لتتقابل اعينهما
بقيـا ينظران إلى بعضهما في صمت ..
كانت دموع سيهون تتلألأ على خديه، يطايرهما النسيم ..
اقتربت سيوهيون بهدوء ورفعت يدها وقامت بمسح دموعه ..
امسك يدها وقام بتقبيلها بقوة وهو مغمض العينين ..
_" سيوهيون .. احبك " قال وهو يحضن يدها ..
فجأة يرن هاتفه .. ابعدت يدها عنه ونظرت للأرض
_" رقم مجهول " قال بعد ان مدّ هاتفه
_" هل يتكلم معي السيد سيهون ؟" سالت إحداهن
_" اجل .. من معي ؟ "
_" أنا الممرضة الخاصة بالآنسة بوا .. " قالت الممرضة
_" ماذا هناك ؟"
_" لقد قامت الآنسة بوا بالانتحار ثانية .. لقد أسرفت في
شرب الأقراص الطبيّة وحالتها سيئة جدا "
_" ياإلهى .. هذا ما كان ينقصني .. " قال سيهون .. ثم اغلق الخط ..
_" ماذا هناك ؟ " سألته سيوهيون بحيرة
_" لقد انتحرت بوا ثانية .. يجب ان نذهب لكي نراها .. حسنا " قال بهدوء
_" ماذا بشأن ابنتي مي تشا ؟ " قالت بهدوء
_" لا تقلقي عليها .. انها بأمان، اخبرني لوهان انه سيكون هناك
مع يونا اليوم .." قال بهدوء وركب السيارة ..
ركب هي ايضا و غادرا المكان
.......................................
مرّت أيام ..
كان سيهون يسمع خبر انتحار بوا في كل يوم .. حتى قرر
أخذها الى طبيب نفسي.. وهذا ما اقترحه بيكهيون ..
_" لقد تحدثت معها كثيرا .. وتوصلت الى نتيجة لا اعلم أن كانت ستعجبك "
قال الطبيب وهو ينظر الى سيهون ..
_" اخبرني ما النتيجة " قال سيهون بهدوء
_" هذه الفتاة لن يتم إرسالها لطبيب مثلي الا اذا كانت تعاني من
شيء يتكرر دائما في عقلها و تريد فعله وهو الانتحار .. والانسان لا
يصل لدرجة الانتحار الا اذا كان يعاني من اضطرابات نفسية أو عاطفية ..
الآنسة بوا تعشقك الى حد الجنون ، لقد جنت بالكامل لأنك لن تكون
لها .. سوف تكرر عملية قتل نفسها لو لن تكون معها و تساعدها على
نسيانك، اعلم انك متزوج ولكن عليك ان تفعل ذلك .. " قال الطبيب
_" هل هي متعلقة بي إلى هذه الدرجة ؟ " سأل سيهون باستفسار
_" اجل سيدي .. والإضافة الى هذا فهي تحتاج الى شرب هذه الاقراص
التي ساذكرها لها يوميا .. قرص بعد كل وجبة " أضاف الطبيب
_" حسنا .. شكرا لك " قال سيهون واخذ وصفة الطبيب ..
وغادر المكان ..
...............................
طرق المنزل ..
فتحت الخادمة وانحنت ..
ليدخل سيهون ومعه بوا ..
كانت سيوهيون تحمل ابنتها بين يديها وتنظر اليهما ببرود
_" سيوهيوووون .. !! " ناداها سيهون بصوت عال
_" ماذا هناك ؟ " سألته سيوهيون بهدوء وهي تقف امامه ..
وتحدق في بوا التي كانت تبتسم اليها و تتشبث في يد سيهون ..
_" في الحقيقة، لقد اخذتها الى طبيب نفسي كما قال بيكهيون هيونغ "
قال سيهون بهدوء
_" وماذا في الأمر ؟ " سألت بهدوء
_" سوف تقيم عندنا بالمنزل .. " قال وهو ينظر للجهة الأخرى
و يغمض عينيه بحسرة منتظرا إجابتها
............................
ستووووووووووب

سجينَةُ الجَحيم || OSHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن