البارت التاسع

2.8K 116 3
                                    



البارت التاسع من رواية ' سجينة الجحيم '

البارت منحرف انحراف هادئ ..
~~~~
.............


كنت عائدا الي المنزل و الحقد لا يزال يملأ قلبي ..دخلت المنزل
واغلقت الباب خلفي فتحت النور .. واذا بي اجد المكان نظيف ..
منظم ومرتب جدا .. كل شيء في مكانه .. ابتسمت بخبث ..
وصعدت الدرج بسرعة لابحث عن تلك الغبية سيوهيون..
لن اجدها في غرفتها .. انا اقصد غرفتنا .. بما انها زوجتي سوف تكون غرفتنا ..
خرجت من الغرفة وانا لا ازال ابحث عنها .. تلفت حولي لتتوسع عيني
عندما اراها تمسك براسها بالم وهي تقف امام الدرج واوشكت على السقوط ..
ولكن...
_" سيوهيوووووووون" صرخت بقوة وانا اناديها و اركض نحوها
كانت في ذلك الوقت قد اغمى عليها ولكن لن اشعر بنفسي الا
وانا احضنها من الخلف وعيناي مغمضتان ونحن نقف امام الدرج ..
بدأت الهث بقوة وقدماي ترتجفان .. خفت ان نقع معا هذه المرة
وفاسرعت بالابتعاد عن الدرج وانا اجذب سيوهيون معي
جعلتها تستدير الي .. نظرت الى وجهها والى جسدها .. لا اعلم
لمَ جسدها يثيرني لهذه الدرجة ؟ ضربت خدّها بلطف لاوقظها ولكنها
كانت غائبة عن الوعي .. لذلك قررت اخذها الى الطبيب ..

~~~~~~~~~
في المشفى
كنت اقف امام غرفة علاجها ..اشعر بالخوف الجديد ينتابني .. ويسيطر
على قلبي .. لن استطع حبس دموعي ابدا .. فلقد استسلمت وتساقطت
دموعي على خدي على الفور .. مسحتهم بسرعة و عدلت تنكري
القيت نظراتي حول لافتات معلقة على الحائط .. تتحدث عن الحمل وما شابه ذلك
منها ما يتحدث عن كيفية مساعدة زوجتك الحامل .. لا اريد النظر اليها ولكن شدني
انباهي لارى ذلك الصغير الذي توضع صورته فوق اللافتة .. كنت اريد ان احضنه او ان امسك به
ابتسمت عندما رأيت امرآة تلاعب صغيرها وهي تتقدم نحوي ..
_" هلا امسكت به قليلا يا سيدي .. " قالت المرآة وهي تمد لي رضيعها
نظرت الى الطفل الصغير فبدأ قلبي ينبض بشدة .. تأكدت الآن انني بدأت
اخاف على ابنتي ولا استطيع تركها تعيش مع احد غيري ..بقيت شاردا
انظر الى ذلك الرضيع .. الذي كان يبتسم الي ويضع يده فوق خداي ..
_" آسف .. انا لا استطيع ان امسك به .. " قلت هذا واصبحت ملامح الخوف
تعتلي وجهي .. ماذا ان امسكت به وصار يبكي .. او اسقطته ارضا .. انا لا
اجيد التعامل مع الصغار ابدا ..
_" حسنا لا باس .. " قالت وهي تبتسم ثم رحلت ..
اما ذاك الصغير فقد كان لا يزال يبتسم لي ويمد لي يده ..
.
.
خرج الطبيب بعد دقائق .. فتقدمت نحوه وقلت :
_" هل هي بخير ؟ طفلتي .. الجنين بخير ؟ "
_" اوه .. طبعا سيدي .. انه بافضل حال .. ولكن حالة زوجتك
النفسية ليست بخير " قال الطبيب وهو ينظر للارض
وما شأني بها وبحالتها النفسية تلك الغبية .. انا لا اريدها ..
_" حسنا .. ما الذي تنصحني به ؟ " قلت وانا انظر بعصبية
_" انصحك ان تعتني بها جيدا .. وكذلك لا يجب عليها ان تقوم
بالاعمال المنزلية فكل ذلك سيجعها ترهق وتتعب .. وهذا يؤذي
حالتها .. وحالة الجنين .. عليها ان تأكل جيدا ايضا "
_" حسنا .. لابأس .. هل يمكنني رؤية الجنين ؟ "
_" طبعا .. تفضل معي للداخل "
دخلت غرفة علاج سيوهيون .. كانت جالسة فوق السرير وعلامات
التعب واضحة على وجهها .. كذلك كانت جفونها تفتح وتغلق مرارا كأنها
تريد النوم .. طبعا فنحن هنا في وقت متأخر ..
جلست على حافة السرير بجانبها .. كانت ترمقني بنظرات غاضبة ..
بت اعلم لمَ كانت خائفة مني الآن .. انها ليست خائفة على نفسها طبعا
بل هي خائفة على ابنتها التي تحملها ببطنها .. نظرت الى الليزر الذي
قد وضعه الطبيب فوق بطنها .. ثم نظرت الى الشاشة .. كما نظرت
سيوهيون لها ايضا ..
كان الجنين يتحرك قليلا داخلها .. كم كانت صورته جميلة داخل بطنها
بت اشعر بوخز داخل قلبي .. جعله يخفق خفقانا شديدا .. كان الشعور
مؤلم جدا .. ولكنه ما اروعه ايضا .. وجدت ان سيوهيون تلمس الشاشة
بيدها بملامح لطيفة .. نظرت اليها بحقد كبير .. انا لا استطيع ان اكون سهلا معها ابدا ..
تذكرت ان هذا الجنين داخل بطنها .. انها هي من تحمل به .. لا اريدها في حياتي
واكره كونها امّا لصغاري ... تنهدت بهدوء ثم قلت :
_" هل يمكننا الذهاب ؟ "
_" اجل طبعا .. " قال الطبيب ثم ابعد الليزر من فوقها ..
انزلت سيوهيون ملابسها وحاولت النهوض ..
_" ساعد زوجتك بالنهوض .. وكما اخبرتك سيدي .. لا
تتركها تتعب مرة اخرى .. " قال الطبيب هذا
ليجعلني امسك يدها واساعدها على النهوض .. ثم نخرج سويا من الغرفة ..
.
.
_" ماذا هناك ؟ لمَ تنظر لي هكذا " قالت سيوهيون وهي خائفة
_" سأخبرك فقط انني لم اكن اساعدك انت .. انا كنت اساعد ابنتي "
_" اشكرك لمساعدتها .. ولكن لماذا فعلت ذلك ؟ هل مشاعر الابوة
اثرت فيك اخيرا ؟ "
_" اخرسي .. وإلا .."
_" هكذا تقول دائما .. دائما تهددني عندما اتحدث عن الحقيقة ..
لا تتهرب من مشاعرك .. لأنها تفضحك .. رغم كل محاولاتك لتكون
قاسيا سيهون .. إلا ان قلبك مازال طيب !! "
نظر لها سيهون بغضب وامسك معصمها بقوة وجذبها معه بعصبية
_" هاااي .. يدي تؤلمني .. اتركني استطيع المشي بنفسي"
_" عقابك بالمنزل .. "
_" انك تتهرب من الحقيقة .. اعلم انك تفعل هذا "
_" انت لا تعرفين ما برأسي سيوهيون .. سوف تعرفين لاحقا .."

سجينَةُ الجَحيم || OSHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن