هكذا كانت البداية

318 11 4
                                    

كانت تعبر الطريق بخطى متثاقلة لا تقصد مكان محدد فقد كانت تعلم انها مع كل خطوة تخطيها -بغض النظر عن اتجاهها- تقربها من مكان ما ، تجهله لكنه بالتاكيد لن يكون نفس المكان الذي قدمت منه.. و في طريقها لذلك المكان لفت انتباهها مقهى فخم و يبدوا انه مخصص للبرجوازين فقط ، و مع انها لم تكن يوما منهم الا ان برغبة ملحة من قلبها دخلت ... كان مطعما واسعا و اغلب زبائنه اما العائلات الكبيرة او المرتبطين ، لم تبالي لكونها مختلفة عنهم كثيرا و اكتفت بان اختارت طاولة منعزلة بجوار النافذة .. جلست على مهل محاولة الا تثير انتبهاهم و تناولت المينيو الذي كان متنوعا باكلاته التي لم تكن قد جربت اكلهم من قبل فتحمست لتجرتهم لكن سرعان ما انطفئ حماسها حينما رأت ثمنهم ، فقررت اخيرا  طلب بيتزا تبدوا لذيذة كما انها ثمنها ليس باهضا مع مشروب غازي لا تحبه لكن سعره مرتفع مما يجعلها  تشعر و كانها فعلا برجوازية
في الوقت الذي كانت تنتظر فيه وصول طلبها لفت انتباهها طفل صغير كان قد ازعج جميع من في المطعم من صراخه .. ماعدا امه، كان طفل في شهوره الاولى لم يكن بكائه عاديا لكن ذلك لم يلفت انتباه امه التي لم تحاول تهدئته و لو بضحكة ... اطالت النظر كثيرا في ذلك الطفل و خمنت كل الاسباب التي قد تجعله تبكي مثل هذا البكاء ، ايقضها من شرودها ضحكة خافتة  من الطاولة التي تقابلها كان يجلس فيها شاب وسيم مفتول العضلات تقابله بنت رشيقة القوام ترتدي خمار وردي اللون و عباءة سوداء  يبدوا انها مرتبطين جدد  ، تطيل النظر اليهما و هي تمارس هوايتها المفضلة  وهي تحليل الشخصيات من خلال لغة الجسد لكنه سرعان ماانتبه لنظراتها فحولت نظرها عنهم بسرعة فائقة و في ذات الوقت حضر طلبها من البيتزا اكلت بسرعة فقط لتخرج من هذا المطعم هروبا من نظرات هذا الشاب الذي لم يحول نظره عنها منذ ان انتبها اليها  و بينما هي تنصرف ميزت صوت انثوي يناديها
-حنان؟
التفت بسرعة لتعرف صاحبة الصوت فتفاجئت حين رأت صديقتها القديمة لجين هي ذاتها البنت التي كانت تجلس مقابل الشاب الوسيم
-لجين!!! اشتقت لك كثييرا...كيف حالك؟

في ضيافة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن