مازال الماضي يطاردنا

195 3 0
                                    

_بخير الحمدلله كيف حالك انت؟
_الحمدلله
قالت حنان ذلك ثم التفت بنظرها الى الشاب الذي كان يشارك لجين طاولتها اشارة منها الى لجين لتعرفهما ببعضهما ، فهم هو مغزى نظرتها و تولى الامر بنفسه
_ تغير شكلي كثيرا لكنني لم اكن اتوقع ان صورتي ستمحى من ذاكرتك لهذا الحد
فور سماعه صوته فاضت ذاكرتها بوجع كانت قد اغلقت عليه باحكام داخل صندوق يسمى النسيان ، ارتفع صوته و ارتفعت معه دموعها ، جاهدت كثيرا لتحبس دموعها خوفا من ان تنهار امام ذلك الذي كانت تسميه " حبيبي" ، تذكرت حين كانت تجيب السائلين عنه انه مجرد حب مراهقة و انها تضحك كلما تتذكر كيف كانت تظن انها تحبها بينما تحبس في صدرها اه لو تفوهت بها لانكشف كل شيء
قطعت لجين حبل اوجاعها و قالت
_ تعلم ان شكلك تغير كثيرا فلا تلمها ان لم تعرفك
اجابت حنان بنبرة غير المكترة:
_فعلا ، لقد تغيرت كثيرا
_اعلم انني تغيرت كثيرا و انت كذلك ، لكنني لم اخطئك ، حتى انني انا من عرفتك اولا و استغربت كثيرا انك لم تعرفينني
_ تعلم انني لا اذكر الوجوه كثيرا ، اخبرتك بهذا من قبل
_ نعم و اخبرتني انك تتذكرين الاحاسيس اكثر ، فهل تذكرين؟
كان سؤاله زلزال هز ذاكرتها فأفاض كل ماكانت تحويه ، و راحت تتذكر كل احساس عايشته من بعد فراقهما من حزن لغيرة لنقص ... لا حظ هو شرودها فاردف قائلا :
_كانت صداقتنا عظيمة فعلا ، تذكرون كيف كان الجميع يحسدنا نحن الاربعة ؟ اه صحيح اتعلمين ان حسن تزوج منذ اقل من شهرين
صدمت حنان من الكلام الذي تسمعه فالتفتت مباشرة الى لجين لترى وقع كلامه عليها ، و فهمت هذه الاخيرة المغزى من تلك النظرات اطلقت ضحكة طوييلة
_ حنان تغيرت اشيااء كثيرة بعد انتقالك من المدينة ، لم نعد و حسن كما كنا من قبل ، لقد نضجنا كثيرا و فهمنا ان ذلك لم يكن سوى رغبة غبية في ان نقلد ما نراه في الافلام لا اكثر و قرارنا بالانفصال لم يؤثر على صداقتنا بل بالعكس اصبحت امتن من ذي قبل
احمرت وجنتا لجين ثم اردفت :
و احمدلله كثيرا ان انفصالنا جاء في وقته فبعد فترة وجيزة من انفصالنا وجدت حب حياتي الذي يمكنني اعتباره توأم روحي
قالت ذلك ثم طأطأت وجهها في خجل
ابتسمت حنان ابتسامة حانية و قالت بلهفة :
_ امر راائع عزيزتي اخبريني من هو و كيف حصل ذلك
تدخل وليد و قال مقاطعا اياها بابتسامة :
_ و هل مثل هذه الامور تحكى على عجل؟ ههه هيا دعونا نجلس و نرتاح قليلا ثم نروى عليك كل شيء حدث بعد غيابك
مازالت لم تتقبل وجودها معه مازال صوته يهز كيانها كمراهقة تتذوق الحب لاول مرة ، مازال لنظرته -رغم كل التغيرات- وقعا خاصا عليها
_حنان مابك هيا اجلسي؟
قالت لجين التي انتبهت لشرود حنان بكثرة بين الفينة و الاخرى
جلست حنان فباشرت لجين بسؤالها
_تغيرت كثيرا عزيزتي، و اصبح لعينيك لونا حزينا يغلفها كما انك كثيرة الشرود ، ماذا حدث حبيبتي ؟
_لاشيء ، انه هم الانتقال فقط ، لقد عايشت سنين صعبة من بعدكم ، تعرفين انني لست اجتماعية و انني لم اكن املك اصدقاء غيركم ، و لحد الان لا املك
_ وفية هاها ( قالها وليد بلهجة ساخرة)
مما جعل حنان تستشيط غضبا، لاحظت لجين ذلك فحاولت تهدئة الاوضاع
_ دعك من هذا الغبي الذي يسمى حبيبي ههه ساحكي لك كيف عرفت انني احبه
لم تكن حنان قادرة على استوعاب ماسمعته للتو بقيت مذهولة كطفلة ترى امها تخطئ و هي التي كانت تظنها منزهة ، اسرفت لجين في الكلام و حكت كل تفاصيل حكايتهما بينما حنان لم تسمع من كلامها شيء هل حقيقي ماتقوله ، كيف تجرأت على فعل ذلك و هي التي كنت اعلم كم تحبه
_ و هكذا قررنا ان نبقى معا للابد كما انه و عدني بان يخطبني بعد شهرين
لم يجبها وليد الذي ظل يتابع نظرات حنان الذي بدا عليه انها لا زالت تكن له بعض الحب
انتبه حنان ان لجين قد انهت كلامها فاسرعت قائلة :
_ حقاا! انه امر مفرح انتما رائعين معا ، بارك لكما الله

في ضيافة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن