سهل

316 21 17
                                    

"اللعنة عليك." هسهسَ الرجل تحت أنفاسه حينما تقابلت عيناه مع عينَا المحقق الذي يقفُ أمامه. إبتسم جونق إن وربتَ على كتفِ المجرم. "لا تلعني أنا. إلعن المكان الذي ستتوجهُ إليه بعد قليل!" سطرهُ الذي تلاه تسبّب في إنفجار المجرم حتى سيطروا عليهِ الشرطة. "اللعنة عليك أيها العاهر! لقد رسمتُ هذه الخطة لمدة سبعة أشهر! وأنت تحلّها في نصفِ ساعة؟ أتمنى لك الموت يا فاجر!"
مشى جونق إن بعيدًا عنه قبلَ أن يُردف. "رحلةً سعيدة."
تنهّد بتعبٍ قبل أن يرميَ نفسه نحو كرسيه ليرفعَ قدميه فوقَ الطاولة. دقيقةٌ حتى قُطع وقتُ راحته بصوتِ سيهون. "يا عاهر، بجدّية كيف خطرت لك فكرةُ تسلقِ الشجرة؟"
إرتشفَ الآخر قبل أن يتحدث بغرور. "إذا كنت كيم جونق-إن، ستخطرُ هذه الفكرة في عقلك بسرعةِ الذرة." شخّر سيهون. "لهذا أكره الحديثَ معك. هل لك أن تتوقف عن التباهي بنفسك؟" عبسَ جونق إن قبل ان ينظر لصديقه. "أحب نفسي. ماذا أفعل؟" دفعَ سيهون قدميهِ من فوقِ الطاولة ليتلقى نظراتٍ منزعجة من الأسمر. "تحدّث. والآن." تنهّد الجالسُ ليُردف. "قطراتُ المطر كانت تتصبب بشكلٍ غريب من جذعِ الشجرة. ذاك قد لفتَ إنتباهي حينما خرجت ولكنني لم ألقي بالاً للموضوع حتى لمحتُ الجذع يتحرك وكأنه سينكسرُ بأيةِ لحظة. تسلقتُ لأتفاجئ بخدشٍ-" حملقَ الأسمر بصديقه. "توقف عن النظرِ لي بهذه الطريقة! وكأنك ستلتهمني في أيةِ لحظة." فرقعَ جونق إن أصابعه ليوقظ سيهون. "أعلم أنك تحبني ولكن يا رجل! قلتُمسك قضيبك وتحكم بعقلك." أغمضَ سيهون عينيه. "أنا أكرهك للحدِ الغير محدود." إبتسم جونق إن. "شكرًا. لنُكمل، كنتُ تقريبًا قد فقدت الأمل حينما رتّبت كل شيءٍ حصل واكتشفت أنه لا يمكنني أن أجري تحليلاً على المكانِ بسببِ ذلك المطر اللعين. ولأنني جونق إن صاحب العينينِ الثاقبة، لمحتُ على ورقةِ الشجر لاصقًا ويوجدُ به بقعة بيضاء، تمامًا كلونِ المنزل." إنزعج سيهون من الآخر. "ألا يمكنك أن تختصرَ لي كل شيء؟ إنني أستمع لك منذُ ما يقارب النصفِ ساعة!" أراحَ الأسمر ملامِح وجهه. "أنت سألتني سؤالاً على طريقتك، وأنا سأجاوبك على طريقتي." عضّ سيهون على شفتيه ليمنع نفسهِ من نحرِ صديقه. "أنا لا أعلم حتى كيف نحن أصدقاء؟" وكأن جونق إن كانَ ينتظر هذا السؤال ليُجاوب سريعًا. "صحيح؟ أنت في مرتبةٍ أدنى مني." هسهسَ سيهون تحت أنفاسه. "أكمل يا عاهر." وقفَ الآخر ليأخذ ملفًا يخص قضية. "عندها علمتُ ان سلاح الجريمةِ كان في احدِ جدرانِ المنزل الخارجية، ملصقةٌ بلاصق." جعّد سيهون حاجبيه. "وهل وجدته؟" اومأ جونق إن وهو يتصفّح الملف. "وعليهِ بصمات القاتل. اسمه بيكبوم." رتّب سيهون أفكاره. "بمعنى ذلك أن ذلك العاهر إستخدم شيئًا ما ليوصل سلاح الجريمه ويلصقه على الحائط؟" همهمَ صديقه كإجابة. "إستخدم بكرة صيد وخيط صوف. وجدنا الصوفَ ملتصقًا بالسكينِ وملطخًا بالدم." شخّر سيهون وهو يقف. "كان عليهِ أن يفكر قليلاً ويتأكد ألا يترك وراءه أدلة مهمة كتلك. إنه حقًا كومة قمامة." رفعَ الآخر احد حاجبيه. "ألا تظنُ أن هذا الكلام من الأفضل أن يوجّه لك؟ ومن ثم ألن تسألني كيفَ إلتصقَ السكينِ بالحائط؟ أنت لا يمكن أن تكون غبيًا كفاية لتعتقد أنه إلتصق ورتّب نفسه حالما شعرَ بأنه وصل لنقطته." بصقَ سيهون قبل أن يُعطي ظهره لصديقه. "أعلم أنه تسلّق المنزل ليلصقه بشكلٍ لا يمكن أن يجعل احد يشك أن هناك سكينًا ملطخ بالدم خلفَ حائطِ منزل. أعلم أنه كان ذكيًا قليلاً لأنه لم يتهوّر ويلصقه بنفسه لأن اللاصق بالطبت سيطبع بصماتٍ إن كان لا يرتدي قفازًا وإذا كان يرتدي سيظهرُ شيءٌ مريب، لذا هو تكنيكيًا إعتمدَ على البكرة والخيطِ في كل شيء." صفّق جونق إن بإعجاب. "أنت تصبح مثلي يومًا بعد يوم، سيهون." خرجَ سيهون وهو يتكلم. "أفضّل أن أرقص بقضيبي على أن اصبح مثلك." جاعلاً من جونق إن الإبتسام.

——

"ذلك الفاجر الأحمق!!!" صرخَ الرجل بغضب قبلَ أن يقلِب الطاولة. جاعلاً من موظفيه النظرَ للأسفل خوفًا من الشخصِ الغاضبِ أمامهم. أمسك الرجل شعره بإحباطٍ قبل أن يذهب وينظر عبر النافذة، لعلّ شيءٌ قد يخطف إنتباهه، ولكن النظر جعله أسوأ مِما كان عليه. "اللعنة عليكم جميعًا." حوّل عينيهِ الكبيرة نحوَ جماعته. بدأ يصنعُ خطواتهِ التي بدت كَ رطلٍ من الحديد بالنسبةِ لهم، يمكنهم سماعُ صوت غضبِ أنفاسه يخرجُ من أنفه مِما سبّب ضيقًا ف التنفس وإحمرارًا في الوجه. "الشرطة في الخارِج تدور. إما أن تكونوا لطيفين وتخبروني من المسؤول عن جلبِهم إلى هنا.." توقّف قبل أن يُكمل ليُمسك برقبةِ ثالثِ شخص في المجموعة وقد كان غارقًا في عرقه البارد. همسَ الرجل في إذنه قبل أن يلكمه. "أو أنني سأستخدم طريقتي الخاصة لإخراجها من أفواهكم النتنة." سقطَ الرجل بدمٍ ينزف من طرفِ شفتيه حتى اظهر تعابير الإشمئزاز عندما تذوّق طعم الحديد الذي يجري في بلعومه. صفّق أعلاهم مرتبة ليُردف. "أعلم أنكم لا تحبون ما سأفعله إذا اعتمدتم علي. لِذا سأكون لطيفًا هذه المرة وأعطيكم خيارين." مشى بعيدًا قبل أن يبصقَ عليهم ليتجه إلى سيارته الفاخرة.

——

"نحن بخير، جديًا أمي مابك؟" إبتسم كيونقسو عبر الهاتف وكأن الإبتسامه ستصل إليها. سمعها تتنهد من الخط الآخر لتُجيب. "آسفة لا أستطيع التوقف عن القلق عليك. هذه أول مرة تغيب عن ناظريّ لمدة 48 ساعة. أخبرني مجددًا متى ستعود؟" مشى كيونقسو إلى أريكةِ غرفة المعيشة ليريح جسده. "يومين آخرين وسأكون بين أحضانك. سيمرّ الوقت بسرعة أعدك." سمِع الصغير نفسَ والدته الثقيل الذي تُرجم بعقله عن مدى إشتياقها لإبنها الوحيد. "أمي بحقّ الله، أنا لستُ صغيرًا بعد الآن. لقد أصبحت في العقدِ الثاني من عمري بالفعل!" إنتحب كيونقسو كَ الطفل ليسمع قهقهة من الصوتِ الذي يحبه كثيرًا. "آسفة عزيزي. أنت لا تزال طفلي الصغير، كيونقسو-اه." ضمّ كيونقسو ساقيهِ لصدره بعبوس. "اوفف.." شعرَ الصغير أن والدته أراحت وجهها بإبتسامة. "أرأيت؟ أنت حتى تأنّ كطفلٍ صغير." أدارَ كيونقسو عينيه بينما يتمتم. "نعم نعم." صمتت والدته لعدة ثوانٍ حتى تسأله. "جونق إن في مقرّ عمله؟" همهم كيونقسو كإجابة والإحباط قد ملأ وجهه حينما تذكر أنه وحيدٌ في هذا المنزل الكبير. "سيكون في المنزلِ بعد نصفِ ساعة." "كيونقسو أنت لا تحب البقاء وحيدًا، على الأقل فلتتصل ببيكهيون ليتسكع معك حتى مجيء جونق إن." شخّر كيونقسو قبل أن يُجيب. "ذلك الأبله في جزيرة جيجو. ولكنه سيعودُ غدًا." "حسنًا. إعتني بنفسك، اتفقنا؟" إبتسم طفلها. "بالطبع."


السادِس من أكتوبر، كانت آخر ليلةٍ دافئة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 16, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Moonlight Truthحيث تعيش القصص. اكتشف الآن