2.مأزق بعشرة آلاف جنيه

7.7K 175 2
                                    

2- مأزق بعشرة الآف جنيه ...

مع مطلع الصباح لم تتضاءل حالة الخوف التي أنتابتها . ونهضت بعدما نالت قسطاً كافياً من النوم وأخذت حماماً وارتدت زياً أخضر فاتحاً .

وتوجهت الى جناح ريكاردو الذي يعلو الطابق حيث غرفتها بطابقين وطرقت الباب وهي تحدث نفسها عما يفعله ريكاردو لو أنها قررت أن تغادر الفندق في هذا الصباح الباكر بدون ان يراها .

وكان من الصعب ان تتصوره يتركها تفلت منه بسهولة . ورغم ذلك سوف يحتاج الى تمشيط مدينة من أضخم مدن العالم مثل بوينس أيرس حتى يجدها , ولامت نفسها لأنها لم تفكر في ذلك من قبل .وظهر ريكاردو وهو يرتدي بدلة لونها بيج , وقد طرأ عليه تغير طفيف نسبة الى الامس .

وكان الافطار معداً على مائدة مجاورة لنافذة واسعة يمكن أن تلقي منها نظرة شاملة على المدينة .وجلس على الكرسي المقابل , وسألها اذا كانت نعمت بنوم هادىء , فأجابته :"نمت نوماً مريحاً في شكل معقول ولدي الكثير في رأسي لأقوله ."

فأجابها بأنه ايضا لديه ما يقوله , وعندما شرعا في تناول الافطار سألها عما اذا كانت تفضل طعاماً انكليزياً ليطلبه لها . فأجابته انها ستكتفي بتناول القهوة وشرائح الخبز .وأخذت تحتسي القهوة وهي ترقب وجهه متمنية أن ينطق بما يريد , ولما طال وقت الصمت بصورة غير محتملة سألته :"أنك لا تمضي كل وقتك في بوينس أيرس كما هو واضح , فهل تخبرني من أي مكان في الارجنتين جئت ؟"

" جئت من لابامبا , تلك السهول الشاسعة التي تبعد مئات من الكيلومترات الى الجنوب ."
فسألته اذا كانت تلك منطقة زراعية فهي تعتقد انه لا يمكن ان يكون مزارعاً , فأبتسم وقال لها :"استانسيا مندوزا تختص بأنتاج الماشية فقط وهي تصدر اللحوم الى مختلف أنحاء العالم ."
وبدأت عندئذ تنظر اليه نظرة جديدة وتذكرت سبب خشونة يديه .
أنه اذن أحد بارونات الماشية في الارجنتين ويمكنه ان يركب الجياد يوماً في مزرعته . فلا عجب اذا لم كان يتعامل في المسائل الحالية بلا مبالاة . لقد أشتهر بعض هؤلاء بأنهم من أصحاب الملايين .

ووضعت فنجان القهوة على المائة بيد تهتز وسألته :"هل أتخذت قرارك ؟"
فمس السيكار بشفتيه قبل ان يجيبها وعيناه تلتقيان بعينيها عبر المائدة :"نعم . ولدي أقتراح سأعرضه عليك ."
فتظاهرت بالبرود والهدوء وسألته :"أقتراح أتعني ان تعرض علي عملاً ؟"
" هل تريدين أن تكسبي عشرة الآف من الجنيهات الاسترلينية ؟"
فنظرت اليه ليان وقد شلّ تفكيرها فجأة وسألته :"أنا .... هل تمزح ؟"
"كلا . إنني أود أن أستعير خدماتك لمدة ستة أشهر . وفي نهاية تلك المدة سأعيدك الى أنكلترا وأتخذ التريتبات لأيداع هذا المبلغ في حسابك في أي بنك تحددينه ."
" خدماتي ؟"
فقال لها في حزم وبتهكم :"ليس بالصورة التي تظنينها , أبلغتك أمس أي نوع من النساء أفضل . ولا داعي لأن تخافي مني , أذ ليست هناك أية مهام ستؤدينها , وكل ما أريده منك هو حضورك ."----------------------------------وظهر بريق أخضر ناعس في عينيها وأحمر خداها قليلاً وهي تقول :"هذا شيء مطمئن جداً . فهل لي أن أسألك ما سيكون عليه وضعي في بيتك ؟"
فأجابها في هدوء :"ستكونين زوجتي !"

بين السكون و العاصفة *روايات عبير  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن