عالمي الخاص

2.1K 159 71
                                    

" هل يمكنني الجلوس؟ "

سمعت صوتها فالتفت للوراء لاراها قادمة نحوي بخطوات ثابتة وعيون معلقة في الأرض
تقدمت إلى أن جلست بجانبي وقامت بثني ساقيها وعيناه على البحيرة إلى أن التفتت لي لتقابل عيناي عيناها الخضراء التي أتمنى أن أقوم بكسر تلك النظارات لتظهر
إبتسمت لها لتبادلني الابتسام ثم قالت

"آسفة أن كنت جئت في وقت غير مناسب أظن أنك تريد أن تجلس وحدك لذا الأحسن أن أذهب "

فقامت لتذهب ودون شعور مني أمسكت يدها واعدتها إلى جانبي ليصبح وجهها أحمر من شدة الخجل وتنظر لعيني كأنها تريد تفسيرا لما فعلته

" اجلسي فأنا أكره الوحدة " همست بهدوء ولازلت انظر لعينيها فعادت لوضعها السابق وتجنبت النظر لعينيّ

اردت أن أفتح معها حوارا لأنها بطبيعتها قليلة الكلام

" إذن ايميلي حدثني عن نفسك "
قلت لها لتنظر قليلا لي ثم تنهدت لتبدأ الكلام

" أنا فتاة أحيانا أظن أن الحياة رمتها في زاوية بعيدة .أنا فتاة رغم كوني من عائلة غنية إلا أنني حزينة أشعر أحيانا كأنني داخل قفص من ذهب صحيح أن أبي يفعل المستحيل ليفرحني إلا أنني لا أستطيع إفراح نفسي فأنا ينقصني أهم الأشياء في هذه الحياة أشياء لا تلمسها اليد لكن يلمسها القلب أتعلم شيئا زين أنا احسدك لديك حياة رائعة لديك أصدقاء يحبونك يخافو.. "
قاطعتها بوضع يدي فوق يدها لتلتقي عيناي العسلية بعيناه الخضراء

" وأين أنا في قصتك ؟ أنا هنا ايميلي اعتبريني كما شئتي صديقا أو اخا أو سندا ....ايميلي لستي الوحيدة التي تعاني أنا مثلك بل وأكثر أنتِ امتلكتي الأسرة وفقدتها "

نظرت لي بمعنى اكمل لانظر للسماء وأطلقت زفيرا
وكأن ذلك اليوم يعود لي الآن ويعرض أمامي كشريط

" زين إذا أردت فأحكي لي فأنا أسمعك لأنني حقا ارتحت للحديث معك
وابتسمت لي بحنان أظن أنني أشتقت له فأنا أرى فيها الآن الصدق لذا أظن أنه الوقت المناسب لإخراج مافي قلبي

"ولدت وترعرت في عائلة غنية
اب يحبني وأم تٌدِلِلُونِي عشت حياة يتمناها الجميع من جميع النواحي حتى الأصدقاء و  كان أبي كان يعلق عليّ آمالا كبيرة في حمل إسمه كما حمل هو إسم والده ولكنني عندما بلغت سن السادسة عشر رأيت مجموعة من الصبيان يدخنون في أحد الأماكن لذا قررت أن أجرب
بدأت التدخين ثم أدمنت عليه إلى أن وصلت الثامنة عشر وهناك أدمنت الكحول فصرت أشرب للثمالة وأعود وأنا لا أحس بشيء لاتفاجئ أمي بولدها الوحيد ثمل ومعه فتاة أيضا
أبي صار حديث الناس بسببي إلا أن جاء ذلك اليوم وطردني من المنزل
لأجد أمامي اصدقائي لقد كانوا السبب في رجوعي زين القديم فقد تعالجت من الإدمان وبما أنني مطرود من منزل والدي لذا قرروا جميعا العيش معي باعتبار أننا أخوة ثم أتت تايلور للعيش معنا أيضا لسبب مجهول فتلك الفتاة رغم كونها صديقتنا إلى أنها غامضة وهكذا يا ايميلي أنا الآن أحاول أن أنجح في حياتي لأجل أمي و ابي فلو عاد الزمن أقسم أنني لن ارتكب ذلك الخطأ "

أنت جميلة يا فتاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن