في البارت السابق..
في الطريق بدأ جسد إيلينا بالانتفاض الشديد، خافت مارلين كثيراً لتنادي على الشاب بقولها "جين!!"
نظر جين إلى مارلين من خلال المرآة الأمامية للسيارة، وقال لها بهدوء "إنها ردة فعل لا تقلقي! المهم أن عليك وضع أصابعك في فمِها لكيّ لا تعض لسانها! وأيضاً إنتبهي على رقبتِها، لم يبقى الكثير على وصولنا للعيادة!"
أومأت مارلين وفعلت ما أمرها جين بفعله، بينما اتصل جين على شخصٍ ما، أجابه صوت إمرأه بقولها "مرحباً، جين؟"
أجابها جين بعجله "آه سارة، فالتجهزي جهاز الإنعاش وسريراً، وفالتبقي عند الباب بنقاله!"
أجابته سارة "حاضر حاضر.. ما هي الحالة؟"
أجابها جين "فتاة يبدو أنها في العشرين من عمرها، أغشيّ عليها ولديها دواء لمرضى القلب!"
لتقول سارة باندهاش "واه، حالةٌ صعبة على أية حال سوف ننتظرك عند الباب مع النقالة"
ليشكرها جين بامتنان "شكراً لكِ سارة"
فتجيبه بسخرية "إن أردت شكري فالتدفع لي ثمناً لأتعابي!!"
ضحك جين وكذلك مارلين التي كانت تستمع بصمت، أغلق الخط ليصل للعيادة خلال عشر دقائق.
اوقف السيارة، ونزل سريعاً ليحمل إيلينا بين ذراعيه، اقتربت منهم امرأه تبدو في منتصف عقدها الثالث، شعرٌ قصير اسود ومموج واعين واسعة سوداء اللون، ذات جسدٍ نحيف وقصيرة قامة وبشرةٍ قمحية، كانت ترتدي معطفاً ابيض وتسحب معها ناقلة، وضع جين إيلينا على الناقلة وبدأت المرأة بسحبها للداخل، بينما أمر جين مارلين "فالتوقفي السيارة جيداً وتطفئي محركها وتأكدي من إقفالها وتحضري المفتاح معك!"
وركض للداخل مسرعاً واما مارلين فقد فعلت ما أمرت به.
دخل جين سريعاً متوجهاً إلى السرير الذي وضعت فيه إيلينا، حيث أوصلوا أجهزة قراءة المؤشرات الحيوية بها، سأل جين "ما هي حالتها؟"
لتجيبه المرأة ذاتها من احضرت الناقلة "نبضها ضعيف وكذلك تنفسها، وضغط الدم في انخفاض"
قاطعهم صوت صفير الاجهزه إلتفتوا ليجدوا ان القراءات تدل على أن قلبها قد توقف!
صرخ عليهم جين ليجلبوا جهاز الصدمات الكهربائية، صعقوها مره ومرتين حتى عاد قلبها للنبض مجدداً، تنفس جين الصعداء براحه وقال لسارة ذات المرأه التي احضرت النقالة "فالتوصلوها بأجهزة دعم التنفس وافعلي أي فحوصاتٍ تلزمنا لنعرف أي مرض قلبٍ تحمل، لا أنوي تركها تموت هباءً!"
وابتعد عنهم، وظل يسحب قدميه من شدة تعبه وهو يتثائب، قال لإحدى الممرضات أن تخبر مارلين إذا دخلت أن تجلب حاجيات الفتاة لمكتبة بالأعلى، ونبهها أيضاً انه عندما ينتهون من فحوصات إيلينا عليهم احضار سريرها للأعلى.
دخل إلى مكتبِه وترك جسدهُ يسقط على الأريكة الموجوده، تنهد ووضع ذراعه الأيمن فوق عينيه، ولكن راحته تلك لم تدم طويلاً فقد كانت دقائق معدوده حتى اقتحمت مارلين المكتب بضجيجها المعتاد بالنسبةِ له، رفع ذراعة عن وجهه وقال لها "ماذا؟!"
لتجيبه بصوتِها الطفولي وملامحها القلقة "إنها ليست في خطر، أليس كذلك؟"
تنهد ورفع نفسه ليجلس بإعتدال ونظر مباشرة إلى عينيّ مارلين واجابها بجدية "أنا لا أعلم، لقد اعدناها إلى الحياة بطريقةٍ ما ولكن نحن لا نعلم ما بها أو إن كانت حياتها في خطر ولهذا سارة تشرف على فحوصاتها لتتأكد أن كل شيءٍ بخير وعلينا الإنتظار حتى تنتهي وتظهر النتائج"
لانت ملامح وجهها وأصبحت أهدأ، تنهدت براحه فهي تعلم بمهارة سارة ثم رمت الحقيبة التي كانت تحملها بيدها على جين الذي تفاجئ بها وقالت له "هذه حقيبة تلك الفتاة ولم تكن تحمل أي شيءٍ آخر، والان اعذرني سوف أذهب لأتصل على صديقي ليغطي علي في محاضرات اليوم فلا أظن إنني سأذهب للجامعة بعد كل هذا!" وخرجت من المكتب لتتصل بصديقها ذاك.
نظر جين لداخل الحقيبة وتنهد لكثرة الاشياء الموجودة في الداخل، ليقلب الحقيبة رأساً على عقب وتسقط كل محتوياتها على الأرض، أول ما ألتقطته عياناه كان هاتفها حمله ولكنه لم يستطع فتحه لوجود قفل الحماية، فتح قائمة جهات اتصال الطوارئ ليجد انها فارغة تماماً ولا يوجد أي جهة اتصال للطوارئ!
عقد حاجبيه مستنكراً لهذا، وضع هاتفها بجانبِه وعاد لينظر في مكونات حقيبتها، فتح دفترها ليقرأ اسمها على اول صفحاته "إيلينا باركر" حدق بخطِها الإنسيابي والجميل لثوانٍ ليعيد إغلاقه ورميه على الأرض، وجد محفظتها ليفتحها ويجد بطاقة ركوب القطار وبطاقة الصراف الآلي وكذلك بطاقة الهوية الوطنية، اخرج بطاقة الهوية ونظر لمعلوماتها (صورتها، الاسم، تاريخ الميلاد، مكان العيش...إلخ) همهم عندما رأى صورتها وأطال النظر بها ثم حدث نفسه قائلاً "لم أنظر إليها جيداً في السابق ولكنها جميلة على غير المتوقع!" وضع البطاقة بجانبه واعاد باقي محتويات الحقيبة بالإضافة إلى محفظتِها إلى الحقيبة اغلقها وتركها على الأرض، حمل البطاقة والهاتف النقال وظل يحدق بهم وهو يتمتم لنفسه "اذا كانت مريضة قلب وقد تصاب بنوبة قلبية في أي لحظه فلماذا لم تضع أي رقم للتواصل لا في قائمة جهات اتصال الطوارئ في هاتفها ولا في محفظتها، ما هذا؟!!"
وقف وذهب ليجلس خلف طاولة مكتبِه وضع الهاتف والبطاقة على المكتب وفتح حاسوبُه وبدأ بالبحث عن اسم الدواء الذي كان في حقيبتها، بحث وبحث حتى وجد أنه دواءٌ يصرف لتقليل آلام القلب اثناء الأزمة القلبية وقد يوقف الأزمة في بعض الحالات، ترك الحاسوب مفتوحاً على ذات الصفحة وارجع نفسه ليستند على ظهر الكرسي ودخل في تفكيره العميق.
بعد ثلاث ساعات، طُرِق باب مكتب جين ليجيب بـ "ادخل" ورفع رأسه ليجدها سارة وتحمل معها بعض الاوراق السوداء التي وعلى ما يبدوا إنها صور الأشعه السينية، تسائل جين "ما الذي وجدتيه لكي تظهري هذه التعابير؟"
______________
______________
وانتهى البارت الثالث
اراؤكم وانتقاداتكم؟
توقعاتكم للاحداث القادمة؟
وشكراً لقراءتكم 💕
أنت تقرأ
Flowers Harmony || إيقاع الزهور
Short Storyعشقت أحاديثها المسرودة، ضحكاتها المتجلجلة... تحلق بخيالها الواسع وكأنها طائر؟! لطالما جال بخاطري "لِما خطت خطواتِ الرحيل؟" أريد البحث عن طريق العودة ولكن لا أجدها... أريد الإمساك بيدها! لا أستطيع فهي ترحل...! أعلى ترتيب لها هو ٥٥ في تصنيف القصة ا...