الجزء الأول "عند الغروب"

1.5K 33 5
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


قفزت من مكانها بعد ان انتبهت الی عقارب الساعة تكاد تمسي و قد انشغلت بترجمة كم هائل من المقالات الاجنبية ذاك ثمن تميزها وسط زملائها وجب دفعه فان تتقن لغات متعددة في بلد كتركيا و انت ابن من الطبقة المتوسطة درست في مؤسسات عمومية يكاد يتصف بالندرة لكنه ثمن يجعلها مديرها تدفعه مقابل عصيانها المستمر ملبسا اياه رداء التميز فهو يعلم جيدا ان هو عراه و السبه ثوب عقوبه جديدة لن يجد بالمقابل سوی عصيان من نوع آخر هو في غنی عنه اخدت حقيبة الظهر خاصتها بعد ان ربطت خيط حذاءها الرياضي و انطلقت تاركة وراءها مكتب يعج في فوضی الاوراق هي الوحيدة التي تراها منظمة نادتها اصلي عند خروجها
-سلين سلين !!
-لن تجيب لا تتعبي نفسك
اجاب بوراك
-دقت ساعة جنونها انظر لم تكمل عملها بعد مع ذلك ذهبت دون ان تلتفت وراءها
-لابد من ان هناك شيء اهم
-لنری ان كان بهذه الاهمية التي تتحدث عنها
اضافت سمرا التي تقف امام الشباك و قد لمحت مدير التحرير يأتي قبالة سلين التي تتقدم لا تری امامها
-يا الهي لقد احترقنا
اضافت اصلي
-هي سترحل و ستقع الفاجعة علی رأسنا
و اردف بوراك
-لا تكونا واثقان لهذه الدرجة هل تراهنانني ستدخل بعد قليل و تستأنف عملها
ضحك كل من بوراك و اصلي علی كلامها و هم يناظرون سلين قد اصطدمت بكتف السيد بيرك ثم اكملت طريقها دون ان تعيره ادنی اهتمام ثم اضاف بوراك
-حسنا اذا عشاءنا الليلة علی حسابك ثم غمز لاصلي لتتابع
-بما اننا كسبنا الرهان ماذا سنطلب علی العشاء يا تری
اجابت سمرا تكاد تنفجر من الغيظ مقطبة حاجبيها
-لم يمر علی قدومها اكثر من ثلاثه اشهر و تفعل ما يحلو لها و انا هنا منذ سنتين اخاف ان اطلب اذنا من المدير
-هنا يكمن الخلل تماما عزيزتي سمرا ان لم تفعلي ما يحلو لك من اليوم الاول فلن تفعليه بعد سنوات
اجابها بوراك بنبرة ساخرة

في هذه اللحظات تجلس كلثوم مساعدة مدير التحرير علی مقربه من هؤلاء الصحفيين تراقب حديثهم في صمت كما العادة ما ان يلتفت احدهم اليها حتی تدفن رأسها في اوراقها من جديد

في هذه الاثناء تنطلق سلين بسرعة الريح نحو اللقاء المنشود يكاد قلبها يخرج من موضعه من شدة الحماس تخشی رحيله قبل ان تراه ربما لن يسمح لهما القدر باللقاء مرة اخری تسرع بخطواتها بعد ان يئست من انتظار حافلتها فاخذت تركض الی ان انتهی بهالطريق في ذاك المكان الساحر الذي اكتشفته مؤخرا بعد انتقالها الی اسطنبول وقفت و قد التصقت قدماها علی التراب ترسم معالم حذاءها تناظر ذاك المنظر البديع حيث نسمات البحر العليلة تداعب وجنتيها و خصلات شعرها تتطاير مع هبوب الرياح الخفيفة تراقب ذلك الاشعاع الهزيل لاشعة الشمس يودع البحر و الشفق الاحمر يحتضن التلال البعيدة يتسلل الی حضن السماء يداعب زرقتها فيكسوها من حمرته حياءا يلونها في حضرة غزله .. الشمس و البحر يتهامسان علی نغم هادئ تعزفه الامواج بهديرها فتتراقص الطيور على ابقاعه محلقة في الافق لعلها تمسك بطرف من خيوط الغروب ترتدي من دفئه ما يقيها برد النسمات المسائية ... في ظل هذه الاجواء اللطيفة فتحت سلين عدستها لتلتقط من جمال هذه الطبيعة الخلابه و السحر المسائي يغمر المشاعر بروعته و يحيي القلوب البائسة و هي تشاهد هذه الالوان الدافئة تسطع في السماء و تنغمس في الغيوم حيث تتلاشی الشمس و يتواری بريقها تطلق العنان لعدستها لعلها تظفر بنقل ما تعجز الاقلام عن وصفه لعل ابجدية التصوير ابلغ من الكلمات و افصح من اللسان لتخليد لحظات تغمر الفؤاد بمزيج من حنين و شوق لمطلع شمس جديد و فرح باقتراب نسمات الليل البارد تتسلل خلسة لانفاس صاحبها فتغمره بدفئ بارد يثلج صدره و يغدو في صفاء بعيدا عن هموم الحياة و اكدارها اخذت نفسا عميقا و همت بالرحيل و لا زال بصرها متلعقا بذاك المنظر البهيج لخيوط الشمس قد غابت في احشاء البحر تعده بلقاء احم في صباح مشرق من جديد

عزف القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن