الجزء السابع "الاسطورة الشخصية"

368 12 1
                                    

  في المجلة
بوراك : سلين ستجري المقابلة الآن
اصلي : هل انت جاد
سمرا : لا يعقل كيف استطاعت اقناعه اشك في الامر ....
بوراك : اصمتي لا تكملي انا ذاهب الآن سلين تنتظرني لكن لحديثنا بقية
رحل و بقيت علامات الاستفهام علی وجه كل من اصلي و سمرا
اما كلثوم فزفت الخبر السعيد لبيرك الذي يتحدث علی الهاتف مع فوندا ما ان سمعت بالخبر اغلقت الهاتف و هي تردد نفس الجملة
-ساتخلص من هذه المجلة كما تخلصت من صاحبتها هذه البداية فقط
**************
في منزل علي
سلين : سيقوم بوراك بالتقاط بعض الصور للمنزل يعني من الخارج هنا و هناك كما اننا سنلتقط  لك بعض الصور من أجل غلاف المجلة
علي : حسنا ليلتقط
بوراك يأخذ سلين باجنبه و يتحدث بصوت خافث : انت ماذا فعلت بالرجل لم ينطق بكلمة لا منذ اتيت
سلين : اشك في ان يستمر الوضع هكذا بعد كلامك
بوراك : سامحك الله
علي يأخذ سلين و يجلسان علی الشرفة المطلة علی قنطرة اسطنبول
سلين : هل نبدأ (تتناول مسجلها و تضغط علی زر التسجيل ) حسنا بما انه أول لقاء تجريه فلا شك ان الجميع ينتابه الفضول حول تفاصيل حياتك منذ طفولتك الی ان صرت علي مارت اوغلو الذي نعرفه فهللا حدثتنا قليلا عنها قليلا ؟
**************
في انطاليا - منزل سلين
تجلس ليلی ( والدة سلين ) مع ايلول تعلمها العزف علی البيانو
ايلول : ( تتذمر ) امي انا لا اريد ان اعزف علی البيانو انا لا احبه
ليلی : ماذا تحبين ان تعزفي اذن ؟
ايلول : لا اريد يا أمي لا اريد (تنظر لأباها الذي ينشغل بمطالعة كتابه ) بابا قل شيئا فأمي لم تعد تميز بيننا و بين طلابها في المعهد
سنان : حقا ؟ حسنا اذا لم تريدي العزف اخبريني ماذا تريدين ان تفعلي ؟
ايلول : اريد ان اصبح كاتبة
ليلی : علی الاقل انتقلنا من راقصة الی كاتبة لكني اقلق مما سيأتي فيما بعد
ايلول : الله الله انا ذاهبه عند زهرة لا اريد ان اجادلكم الآن حول مستقبلي دعوني اعيش الحاضر
ليلي : جملة من هذه يا تری !!
سنان : ( يضع الكتاب و ينهض ليجلس بجانب ليلی علی البيانو و يمسك بيديها ) دعك من القلق بشأنها من الطبيعي ان تتشتت افكارها و الا تستقر علی راي لا زالت في 14 من عمرها ستحب اشياء جديدة و تكره اخری تحتاج الی الوقت لتدرك رغباتها الحقيقية
ليلی : اعلم ذلك لكني لا استطيع دون اقلق فأنا بالأخير ام
سنان : طبعا ستقلقين و هل انا لا اقلق لكن هذا لا يعني ان نجعلها تختنق و تفقد ثقتها بنفسها كل ما تحتاجه ان ندعمها و نثق بها و الباقي سيأتي لوحده
ليلی : اشتقت لسلين كثيرا
سنان : الآن عرفنا همك انت في الاصل قلقة علی سلين
ليلي : و هل انت لا تقلق ؟ أ لا تشتاق ؟ هي الآن لوحدها هناك في مدينة كبيرة قد اجتمع فيها جميع اجناس البشر من يدري كيف حالها ؟ هل تنام جيدا ؟ هل تأكل جيدا ؟ هل تتعب ؟ تتألم ؟ تشعر بالوحدة ؟ عندما تحزن او تنزعج هل من كتف يسندها ... ( تدمع عيناها )
سنان : ( يقاطعها ) اششش اهدئي حبيبتي نحن مجبرين علی تحمل هذا غدا او بعد غد لن نكون بجانبها عليها ان تتعلم حماية نفسها و الوقوف علی قدميها عند الوقوع أن لا تستسلم للحياة بسهولة...... انت من انجبتها و ربيتها هي تشبهك لذلك انا اثق بها
ليلی : اقلق عليها لأنها تشبهني لا اريد لقدرها ان يشبه قدري
سنان : اششش تعالي تعالي ( يضمها اليه و يقبل رأسها ) دعينا لا نتحدث بالماضي كل شيئ سيكون بخير
**************
في منزل علي
علي : ......... كان الوضع هكذا الی ان توفي والدي كنت في 14 من عمري بالطبع تأثرت أن تصبح فجأة يتيم الاي  ليس بالامر السهل......... في سن 18 حصلت علی شهادة البكالوريا قبلت بمعهد الصحافة قبل ان اتركه بعد سنة
سلين : لماذا الصحافة ؟
علي : لطالما اردت الحقيقة
سلين : ان تكون من عائلة ثرية و الابن الوحيد من بعد اختك التي تكبرك بثلاث  سنوات و قد توفي والدك في سن مبكرة في العادة ستسجل بقسم ادارة الاعمال و تعمل بعدها من اجل عائلة المارت اوغلو الم تجد اعتراضا من قبل اسرتك علی قسم الصحافة ؟
علي : من الطبيعي ان تعترضنا صعوبات و عقبات في جل قراراتنا حينها يتوجب المضي قدما و عدم الاستسلام
سلين : لكنك تركت الصحافة فيما بعد ان لم يكن استسلاما فماذا يكون ؟
علي : انا تركت الصحافة اجل لكني لم التحق بقسم ادارة الاعمال انا تركتها و توجهت للموسيقی
سلين : لماذا الم تدرك الحقيقة التي تريدها بالصحافة ؟
علي : في الواقع هناك نقطة مشتركة بين الصحافة و الموسيقی و هي عنصر الحقيقة و هناك نوع من الحقيقة لا تستطيع قولها و لا السكوت عنها حينها لا تملك سبيلا للتعبير عنها سوی بالموسيقی فلا تقولها و لا تسكت عنها فقط تعزفها
سلين : كيف بدأ حبك للموسيقی ؟ اي كيف حدث حتی انتقلت فجأة من قسم لآخر ؟
علي : ( مبتسما ) لا شيئ يحدث فجأة يقول باولو كويلو : الحب ليس في الآخر انه موجود داخلنا و نحن من نوقظه من غفوته لكننا لكي نوقظه ...
سلين :(تقاطعه ) نحتاج الی الاخر ليس للكون من معنی لحين يكون لدينا احد يشاطرنا انفعالاتنا
علي : حبي للموسيقی كان موجودا حدث ان ايقظته اسطوانة ديميس رسوس Goodbye my love كانت بين اشياء عمتي المتوفية كان لهذه الاسطوانة روح تنفعل معي و تشاطرني و كأن عمتي لم تأخذها معها قبل رحيلها عن قصد حتی تشاطرني انفعالاتي اثناء غيابها......
سلين : ...كنت عضوا في منتدی القراء لاسطنبول سنة 2008 قمتم بتأسيس صحيفة خاصة بكم حيث نشرت مقالات عدة بإسمك من بينها مقال "عيد المرأة قبل الاحتفال و بعده " و منه تم اقتباس جزء و نشر في منصة التواصل الاجتماعي بصيغة معكوسة لما جاء عليه المقال الاصلي و قد تم مهاجمتك من قبل الجميع و وجهت لك اتهامات و ادعاءات بالرجعية و التخلف لكنك التزمت الصمت حيال الامر و لم تدافع عن نفسك لماذا ؟
علي : لا زلت كذلك لا اراه امرا يستحق ان ارد عليه او علی صاحبه كما ان الوقت كفيل بإظهار الحقائق
سلين : ..... كل انسان لديه قدوة في الحياة فهل لدی علي مارت اوغلو من يقتدي به ؟
علي : رواد الموسيقی كثر و متنوعين و التاريخ يحفل بأسماء كبيرة لكنني اتأثر و حين اقول هذه الكلمة فأنا اعنيها.. اتأثر بموسيقی Yanni دون غيره
سلين : ( مبتسمة ) لماذا Yanni دون غيره ؟
علي : ان تعزف البيانو و انت لا تقرأ النوته الموسيقية و لم تتلقی دروس في الفن لكنك تبتكر نمطا موسيقيا خاصا بك تقود فرقة تجمعت فيها جل المعازيف و الالات باختلاف جنسياتها و تنسج منها لحنا يهز من يسمعه ... امر لم يفعله سواه هو لا يعزف بأصابعه بل بقلبه و ما يولد من الحان في قلب Yanni يعيش في قلب من يسمعه يكفي انه يعزف باسم الانسانية لكي أتأثر بلحنه
سلين : ما هي معزوفتك المفضلة ؟
علي : reflection of passion و انت ماذا تفضلين ؟
سلين : من مقطوعات yanni افضل prelude
سلين : ..... يقول بيتهوفن : "يجب ان تشعل الموسيقی النار في قلوب الرجال و تجعل عيون النساء تدمع " ما رأيك ؟
علي : اهمممم اری انها علاقة ثلاثية الاطراف فالموسيقی تبكي النساء و تضرم بدموعهن حريقا في قلوب الرجال فما احترق قلبه لذاك اللحن بقدر ما احترق لدمع حبيبته
***********
في المجلة
سمرا : ( علی الهاتف ) ماذا يجري هل تم الامر ؟
- انهم في الداخل استطيع رؤيتهم من هنا يجلسون علی الشرفة.....
سمرا : رائع انت استمر في عملك و انا سأفي بوعدي لك لا تقلق ابدا
**************
في منزل علي
بعد انتهاء المقابله
بوراك : شكرا لك كثيرا سيد علي
علي : العفو
سلين : ستتخلص مني اخيرا
علي : الم تنسي شيئا
سلين : ما هو ؟؟
علي : لم اسمع بمقابلة اقيمت في تركيا لم يسال فيها الضيف اذا ما  كان يعيش قصة حب
سلين : ظننتك لا ترغب بأسئلة لا تملك لها جواب
علي : من اين تعلمين ؟
سلين : و انت لا تسأل اسئلة لا املك لها جواب ( تقول لنفسها ) الاجوبة احيانا مخيفة اكثر من الاسئلة نفسها
**************
مساءا في المجلة
في مكتب رئيس التحرير
بيرك : ( يصطنع ابتسامة علی وجهه ) أهئنئك لقد نجحت
سلين : هكذا فقط (تتكأ بكلتا يديها علی مكتبه و تقترب من وجهه ) جئت لأذكرك بكلامك قبل اسبوع لا شك انك نسيته
بيرك ( يفتح زر قميصه بعصبية و يتكلف ابتسامة ) انا عند وعدي احضري تقرير المقابله التي قمت بها ليرسل العدد للطباعة
سلين : سيكون جاهزا في الغد لا داعي ان اقول ان صور المارت اوغلو في الغلاف الرئيسي و ان المقابلة ستشغل ثمان صفحات من المجلة أليس كذلك ؟؟
بيرك : بالطبع بالطبع ليكن كذلك
**************
في قسم التحرير
اصلي : كلثوم هل رأيت بوراك ؟؟
كلثوم : رأيته يصعد نحو السطح
اصلي : لا اصدق هل عاد للتدخين ؟!! ستری الآن كيف سأمسكك بالجرم المشهود و تخسر الرهان
تصعد اصلي الدرج نحو السطح بينما تهم لمداهمته يصل الی اسماعها هذا الحديث
سمرا : ...... هل ستذكرني بخيانتي لك دائما
بوراك : سأقولها للمرة الاخيرة انا احذرك ابتعدي عن سلين ان كنت قد حاولت اغوائه فهذا لا يعني ان الجميع مثلك
سمرا : ستصفعني بهذا الكلام كلما اتيحت لك الفرصة لن تنساه ابدا اليس كذلك ؟
بوراك : لا تتيحي لي هذه الفرصة اذن لا تذكريني.....
تضع اصلي يدها علی فمها كاتمة صوت صدمتها و تنزل للاسفل شاحبة كما لو أنها رأت شبحا فتلتقي بسلين
سلين : هل انت بخير
اصلي : (تتمالك نفسها ) بخير بخير تحدثت مع المدير ؟
سلين : اجل سأرحل الآن لازال هناك الكثير لأقوم به
اصلي : حسنا
**************

عزف القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن