عش حياتك كما تريدها
استمتع بكل شيء فيها
ارتكب الخطايا ...
لا تجعل أحد يقف في وجهك
لا تدع أحدا يسيطر على رغباتك
ففي الأخير لا أحد مثالي ...
لذا عش براحة و لا تسعى إلى المثالية
----
في طريقه إلى العمل، و كعادته، سيتوقف لشرب فنجان قهوة. و لكن، ليس كأي فنجان قهوة قد نعده في المنزل لنشربه في الصباح. ففنجان القهوة الذي يشربه أوه سيهون، خاص بأوه سيهون فقط، و لا أحد غيره.
أو ربما ... هذا ما خيل إليه ... أو بما حاول إقناع نفسه.
دخل المقهى الصغير و المتواضع فرن الجرس معلنا عن دخوله، لكن كل من بالمقهى قد علم بتواجده قبل حتى رنين الجرس، فرائحته الرجولية المختلطة برائحة السجائر يستطيع الجميع تمييزها، فهي خاصة به، بأوه سيهون فقط، و لا أحد غيره.
أو ربما ... هذا ما خيل إليه ... أو بما حاول إقناع نفسه.
أشياء بسيطة في حياته، يحاول جعلها مميزة، يحاول إقناع نفسه أن حياته الرتيبة ممتعة، يحاول إضافة ألوان على حياته التي طغى الأسود عليها ... و حين لم يفلح في ذلك، حاول إقناع نفسه بأن اللون الأسود ذاك خاص به، به هو، أوه سيهون، و لا أحد غيره.
كوب القهوة ذاك وضع على الطاولة الموجودة بأقصى المقهى، حيث يجلس رجل الأعمال أوه و هالة الغموض و الهيبة تحيط به، ديكور روتيني كان قد حفظه كل من يعمل بالمقهى و رواده الوفيون.
و لكن، اليوم، و على غير العادة، حدث شيء كسر الروتين. قد يبدو هذا الحدث عاديا، و لكنه كان العكس بالنسبة له، فهو لأول مرة، يحس بتغيير في حياته، و لو كان بسيطا و تافها.
هو لم يرتشف قهوته بهدوء هذا اليوم، هو لم يرتشف قهوته بحزن هذا اليوم، هو لم يرتشف قهوته ببرود هذا اليوم. كلا، هو و على غير عادته، ارتشف كوب قهوته بسرعة، و أمضى باقي الوقت يراقبها.
شعرها البني المموج كالشلال منسدل على ظهرها، و ابتسامتها البريئة تلك شدته إليها، هو يراها هنا لأول مرة، لذا رجح كونها موظفة جديدة هنا.
هي استدارت نحوه فالتقت عيناهما لتبتسم له. هي ربما كانت ابتسامة عادية لها، فربما هي واحدة من تلك الابتسامات التي تلقيها على زبائن المقهى، و لكنها كانت مميزة بالنسبة له.
"لقد ابتسمت لي". هذا ما كرره أوه سيهون بداخله. لما قد يبدو فرحا بمجرد ابتسامة من موظفة عادية بمقهى صغير ؟؟ ربما، لأنه و لأول مرة، يبتسم له شخص ما دون تملق من أجل المال ... أو ربما لأن تلك الابتسامة كانت خاصة بأوه سيهون، فقط هو و لا أحد غيره.
