Part5°

166 6 5
                                    

أنهينا العشاء و كنا في طريقنا إلى الفندق الذي ستبيت فيه ماري مع عائلتها ، حاولت اقناعها كثيراً بالمبيت عندي حتى و لو هذه الليلة فقط لكنها رفضت ، أوقف السائق السيارة أمام باب الفندق و خرج من السيارة ليفتح الباب لماري من الجهة اليمنى ، أردت أن أعانقها قبل الذهاب لذا قمت بفتح الباب الأيسر و ترجلت من السيارة ، اقتربت مني و عانقتني بينما لمحت زين ينظر إلي ، قطعت ماري العناق بيننا " سأراكي غداً ، صحيح" قالت لي و هي تبتسم
"نعم ، بالطبع .. سأتصل بك غداً" اومأت برأسي
"حسناً وداعاً الآن" قالت ماري
و مشت مبتعدةً عني
"وداعاً ماري" قلت و أنا أشاهدها تبتعد حتى دخلت الفندق ، التفت لأصعد السيارة لألمح زين يقف في مكانه بجانب السيارة و ينظر إلي ، اقترب مني بينما عيناي تتبعانه ثم فتح لي الباب ، تجاهلت نظراته التي اخترقتني و صعدت إلى السيارة و أنا أتحاشى النظر إليه حتى لا يلتقي نظري بنظره حتى أغلق الباب، من هو حتى يعيرني بأنني من عائلة أوغست ! هذا لا يعني أنني مجرد فتاة مدللة غير قادرة على حمل أكياسها بنفسها ، لم أمتلك يوماً ذرة من التكبر اتجاه أحد من هو ليحكم علي ! قاطع أفكاري صوت أغلاق الباب الأمامي عند صعوده إلى السيارة ، شغل المحرك ثم بدأ القيادة ، سادت دقائق صمت معدودة حتى تكلم هو في الوقت الذي كنت أشغل به نفسي بهاتفي
"كان بإمكانك انتظاري حتى أفتح لك الباب" قال بصوته الإجش فرفعت نظري إليه و علامات التعجب ارتسمت على ملامحي ، عقدت حاجبي و أنا أنظر إليه بينما هو كان يراقب الطريق و كأنه أروع منظر طبيعي في الوجود
"عفـواً !!" قلت بتعجب
"لم يكن عليكي فتح الباب بنفسك ، هذا عملي"
قتل و هو لا زال ينظر إلى الطريق أمامه
شعرت ببعض الغضب يتراكم بداخلي على جملته الأخيرة في تلك المرة لذا قررت أن أطلق العنان لنفسي؛ ارتخت ملامح وجهي و باتت جدية أكثر
"أولاً ، سيد زين و كما ترى فأنا لدي يدين ، مما يؤدي أنني قادرة على حمل أكياسي بنفسي و فتح باب السيارة إذا أردت ذلك ! ..."
كنت أستمتع باللحظة   فتابعت
"ثانياً ، لا أدري لمن عملت قبلنا لكني لست مثل أيٍ من أولئك الأغنياء المدللون الذين يلقون بأتفه أمور الحياة على عائق غيرهم ، لم يكن التكبر يوماً من صفاتي ، فكلانا بشر .. و أخيراً و ليس آخراً ، أنت تعمل كسائقي سيد زين و لست عبدي ، لذا إن كنت تظن أن فتح الباب و حمل الأكياس هو عمل أنت محبر به ، فأنت مخطئ"
نظر إلي قليلاً عبر المرآة الأمامية التي توضعت بين المقعدين الأماميين ، كانت نظرته غامضة لم أفهمها ، عاد بنظره إلى الطريق دون أن ينطق بأي حرف مما استفزني بشدة لذا أقدمت على ما اعتقدته أكبر خطأ في حياتي ، إهانة زين ! نظرت نحو النافذة و بدأت الكلام
"فتح باب السيارة ... حمل الأكياس .. إمساك اليد عند النزول ، أمور بسيطة لطالما اعتقدتها من صفات الرجل النبيل ، يقوم بها ليعرض شهامته أمام المرأة ، بدافع رجولي فقط .. غريب أنك تعتقد أن هذا الأمر عملك و واجب عليك فقط لأنك تعمل عند والدي ، ألا تملك دافع رجولي للشهامة سيد زين ؟!" ارتسمت ابتسامة نصر صغيرة على شفتي ما أن انتهيت ، و عندما التفت و رأيت نظرة زين الغاضبة عبر المرآة علمت أنني قد فعلت أمراً خاطئاً ، أمراً سأندم عليه لاحقاً !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 18, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Fault In Our Starsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن