Part1°

868 54 6
                                    

"لكــن لمَ تفعـل هـذا؟! أنـتَ تعرف أن هذا سـيشكل خطر على عائلتنـا !"قالـت بصوتها و هي واقفة تصرخ منهكة القوى
"علـي أن أفعـل ما هو صحيـح تريشا ، لا تهمنـي العواقـب" أجابها بنبرته الجدية و هو يحدق من النافذة إلى الأفق
"لكن ماذا عنـي ! إن كنت حقاً لا تهتـم بي ، هل فكرت بزين ، هل فكرت ماذا سيحدث له ! ، هل أعمى عملك بصيـرتك إلى هذا الحد ؟! سوف تتخلـى عنا من أجل قضية غبيـة" قالت كلامها و بدأت عيناها تمتلآن بالدموع و هي تنظر لظهر زوجها تارةً و إلى ابنها الذي يلعب على الأرض غير مدرك لمدى جدية جدالها مع والده تارةً أخرى ، ما عادتا قدماها قادرتان على حملها لذا جلست على كرسي بالقرب منها ، و سندت رأسها على يدها المستندة إلى الطاولة و أجهشت بالبكاء ، ليقترب منها جواد زوجها و نظرة الأسف تعلو وجهه ، جثى على ركبتيه و نظر في عينيها بعمق ،
"كل ما أطلبه منك هو بعض الصبـر فقط ، كل شيء سيكون على ما يرام أعدك ، جلَّ ما أريده أن يصل الحق لأصحابه"
رفعت رأسها و مسحت دموعها ، لتضع يديها فوق يده التي توضعت على ركبتها
"افعل ما يناسبك ، أنا فقط أريد الأفضل لولدي ،لا أريده أن يعيش وحيداً" قالتها و هي تنظر لزين ليرفع رأسه لها مبتسماً ابتسامته البريئة المعتادة

End of flash back

اشتدت قبضة زين حتى باتت أطراف أصابعه بيضاء و هو يحدق في كوب القهوة على الطاولة أمامه و هو يهمس في نفسه "كــاذبة ، أين أنتِ الآن .." ، كان يشعر بدرجة حرارة جسده ترتفع جراء غضبه ، تلك كانت ذكراه الأخيرة عن عائلته ، ذكرى حزينة و كافية له ليكره والدته كل مرة تمر بباله كلماتها أكثر من ذي قبل ، "أريد الأفضل لولـدي .." هل كانت تعرف أنها ستتركه خلفها و ترحل بعد مقتل والده بيومين ، شد على فكيه حتى كادا يلتحمان و قرر أن ينسى ،هو يعلم أنه لن ينسى لكن لن يضره أبداً أن يتناسى ، قاطع أفكاره رجل في الأربعينيات من العمر تقريباً ، اقترب منه ليسأله إن كان هو زين مالك ، كان يرتدي جينزاً مهترءاً مع قميص بني ، بعينين بنيتين و لحية يبدو أنها قد مر عليها الكثير من الوقت منذ آخر مرة قد لامستها شفرة الحلاقة ، أومأ زين له ببرود بعد أن جمع أفكاره ، فجلس الرجل في الكرسي المقابل له ، لم يضيع الرجل أي وقت و أخرج ورقة مطوية من جيبه و مد يده باتجاه زين و وضعها أمامه على الطاولة ، فنظر له زين بعد أن كان نظره على الورقة الموضوعة على الطاولة "ألا تريد أن تشرب شيئاً ؟ قهوة ربما؟!" قال زين بصوته الجاف
"كنت لأرغب بذلك ، لكن لدي بضع الأمور لأهتم بها "
فأومأ له زين ثم استئنف الرجل حديثه
"كل ما تحتاجه من معلومات في هذه الورقة ، العناوين و أرقام الهواتف و غيره ، عائلة أوغست عائلة رفيعة المستوى ، لذا أعتقد أن مهمتك ليست بالسهلة حسناً ! أياً كان ما تنوي فعله عليك أن تكون حذراً ، من نظراتك يمكنني أن أخبرك أنك لا تنوي الخير"
كان الرجل يتحدث و هو ينظر إلى زين بتركيز بينما الثاني كان يستمع فقط و يرتشف القهوة من كوبه بين الحين و الآخر
"ماذا بإمكانك أن تخبرني عن هذه العائلة بشكل عام؟ "
قال زين كلامه متجاهلاً كل ما تحدث به الرجل عن مقام عائلة أوغست و مدى أهميتها
"حسناً ، السيد مايكل أوغست هو صاحب شركة أوغست للعقارات و البناء ، يملك الكثير من العقارات في هذه المدينة و اسمه منتشـر في السوق على أنه من أغنى رجال الأعمـال في لندن ، لديه بيت كبير في غرب لندن في العنوان المدون عندك على الورقة التي لمتها إليك منذ قليل ، يعيش فيه مع زوجته و ابنته و بعض الخدم و الأمن ، المعروف عنه أنّـه يمضي معظم وقته في الشركة ، كتبت لك ذاك العنوان أيضاً و بالنسبة لِـ..." كان الرجل يستمر في إعطاء المعلومات لزين إلى أن قاطعـه
"أخبـرني المزيد عن ابنتـه" قال زين و هو ينظر إلى الرجل أمامه ببرود
"ابنتـه ! حسناً هي ابنته الوحيدة ، لم تنجب أمها غيرها ، و هي الآن في أوائل العشرينيات حسبما أعتقد لأنها كانت في سنتها الجامعية الأخيرة ، تتخصص في دراسة الأعمال ، أعتقد أن والدها يرغب بأن يترك الشركة تحت تصرفها في حال موته ، لكن لم تريد أن تعرف معلومات عن ابنة أوغست؟!" تساءل الرجل و هو يتفحص ملامح زين بحثاً عن إجابة لكنه لم يجد شيء
"شكـراً لك على خدمتـك ، علي الذهاب الآن " قال زين بنبرة خالية من أي مشاعر ثم نهض و أخرج النقود من جيبه و وضعها على الطاولة و همَّ بالخروج ، لكنه شعر بيـدِ أحـدهم تمسك بساعده ، نظر خلفه ليجد الرجل ذاته يمسكه "ما الذي تنوي فعلـه؟"
ارتسم شبح ابتسامة على وجه زين "لا شيء خطير ، جلَّ ما أريده أن يصل الحق لأصحابه " ثم سحب يده من قبضة الرجل و مشى بعيداً بينما شاهده الرجل يبتعد و يخرج من المقهى ثم يركب سيارته السوداء و يقود بعيداً من دون أن يلتفت إلى الوراء ، فهمس في نفسه "أنتَ تنوي كل شيء أيها الفتى ، إلا الخير"
____________________
Hi guys!!
هي اول بارت ، انا كتير متحمسةة بخصوص هالرواية ، علقوا أفكاركم و شو بتتوقعو زين ممكن يعمل !؟
Plz vote and comment ❤
All the love

The Fault In Our Starsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن