Part3°

352 30 6
                                    

....

"أنا فخورة جداً آن" قالت أمي و هي تشدني بقوة إلى صدرها في منتصف الحرم الجامعي بينما السعادة تغمر قلبي و أنا أرتدي لباس التخرج

ابتعدت عنها قليلاً و نظرت لوجهها المبتسم فابتسمت لا شعورياً أنا أيضاً ، كانت أمي جميلة جداً ، شعرها البني الذي ورثته عنها و نظرتها البنية الحنونة مع بعض الرقائق الذهبية التي ظهرت مع انعكاس أشعة الشمس على حدقة عينيها ، شفاهها الوردية و ابتسامتها التي اعتدت رؤيتها عندما تنظر إلي في كل مرة ، كانت تبدو جميلة جداً في ثوبها الوردي الفاتح الذي عرض ساقيها الفاتنتان ، كان جسدها رشيقاً و بشرتها اتسمت بلون مثالي من السمرة على عكس بشرتي البيضاء ، محظوظ هو والدي ، نعم صحيح والدي !!

"لمَ أنتي وحيدة أمي ؟" قلت و ابتسامتي بدأت تخبو
لاحظت ملامح العبوس في وجهها و هي تضع يدها على كتفي و ترفعها إلى خدي بينما استبدلت عبوسها بنظرة حانية
"والدك لديه اجتماع هام عزيزتي لم يتمكن من المجيء"
تجاهلت الألم اجتاح قلبي نتيجة غيابه الدائم عن المناسبات الخاصة بي في الوقت الذي كنت أؤدي دوري على أكمل وجه بحضوري إلى كل احتفالٍ خاصٍ به سواءً أكان احتفال الشركة السنوي أو إحدى تلك الاحتفالات التي يقيمها بمناسبة مناقصة قد كسبها أو عقداً ما قد وقعه ، لم لست مهمة له إلا عند الحديث عن الشركة و عمله اللعين ؟! ، اصطنعت ابتسامة صغيرة و أنا أضع يدي اليمنى فوق يد أمي المتوضعة على خدي الأيمن

"لا تقلقي ، أنا بخير لقد اعتدت هذا"

ربما لاحظت أمي بعض الألم في عيناي لإني رأيت ملامحها تمتلأ بالخيبة من والدي قليلاً ، و كالعادة حاولت تغيير الموضوع

"لم لا أساعدك في خلع رداءك لكي أرى فستانك الجميل" و بالفعل ساعدتني في خلعه و حملته بيدها ثم استئنفت
"أتعلمين ! يوجد الكثير من الشبان الوسيمين في دفعتك ، لا يضر إن تكلمتي مع أحدهم آن"

قلبت عيني بتململ بينما عادت هي لتقف أمامي
"لم يكلمني أحدهم أو يسألني للخروج معه في موعد ، كل ما يتحدثون معي بشأنه هو المحاضرات و إذا كان بإمكانهم نسخ دفاتري لتعويض حصص قد فوتوها ، بحق الله أمي من يرغب بمواعدة ابنة السيد مايكل أوغست ، ملك لندن في مجال العقارات؟!" قلت بسخرية ثم استئنفت
"لا أحد ، لذا لا تتوقعي مني أن أبدأ المواعدة في أي وقتٍ قريب"

"لكنكِ جميلة عزيزتي ،و الجميع يتمنى نظرة منك"

"نعم، أمي قالت هذا ! أشعر بالإطراء"
سخرت منها بخفة لأتلقى منها بسمة واسعة بينما لفت يدها حول ساعدي و بدأت المشي لأتبعها أنا أيضاً ، وصلنا إلى موقف السيارة التي جاءت بها أمي كي نعود إلى المنزل ، خرج السائق منها و اقترب مني ليفتح لنا باب السيارة لنركب ، جلست والدتي أولاً ثم جلست بجانبها في المقاعد الخلفية و أغلق السائق الباب،..
طوال طريق العودة كنت أفكر بالكثير من الأشياء ، كان في داخلي غصة تؤلم قلبي لعدم حضور والدي و كنت أشعر بالمسؤولية تتعاظم على كاهلي الآن بعد أن أصبحت رسمياً مستعدة للعمل في الشركة تحت سلطة والدي ، لم أخف يوماً من التحدي أو المغامرة لكن شيطان الخوف من الفشل كان يتسلل عبر حدود ثقتي بإمكانياتي ، الشعور بالضغف شتت ركود قوتي ، و كلما ارتجف قلبي كنت أدعو الله أن يزول ذلك الخوف و ينفى من داخلي

The Fault In Our Starsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن