9

2.7K 69 1
                                    


حنين لم تدعه يكمل بل انطلقت صارخة بوجهه "بس انت ايش تقول ؟ انت انسان غبي ماتفهم انا ماقلت كذا ولو انت فهمت كذا خليك غبي وودني بيت اهلى ودني مالي قعدة معك ؟
وسط ذهول مشعل بصراخها لم ينتبه لشتائمها التي قذفتها عليه فالذي فهمه منها انه كان سوء فهم ماحدث بينهما تلك الليله ولكنه عندما رأها تلقي بنفسها على كرسي الزينة لتبكي تكلم بصوت شبه منخفض"حنين انا فهمت اللي انتي قلتيه اول مره بس مدري انتي ايدتيني لما سألتيني اذا اقرف ؟؟ايه اقرف لما ماأكون الاول بحياة زوجتي والا انتي شايفة غير كذا ؟
حنين وهي تغالب دموعها المنهمرة "ايه بس انا كنت باقول لك عن العذر الشرعي ولانطقت ابد عن الكلام اللي انت فهمته بس ظنك السيئ فيا ماراح يروح عنك ابدا فمن الحين لو سمحت وديني بيت اهلي ؟
وقفت حنين تسوي عباءتها وشيلتها ومشعل مندهش ولكنه نطق أخيرا ليقول "حنين استهدي بالله خلاص سوء فهم وانتهينا وان شاء الله مايتكرر ؟
حنين "لا انا ماراح اسمح لنفسي اعيش مع واحد شكاك فاهم ؟
مشعل وهو يتنفس بعمق "طيب ايش اللي يرضيك غير بيت اهلك وصدقيني بانفذه لك بس ابعدينا عن كلام الناس اللي راح يضرك صدقيني انا ماراح اتضرر
حنين علمت ان مايقوله صحيح فهي من سيدفع الثمن لأنها هي في نظر الناس من سيكون الحق عليها فنطقت وهي تنظر الى عينيه بقوه "أنا بقعد بشروط ؟
مشعل وهو يغالب ابتسامه قد ظهرت على شفتيه الغليظتان "انا موافق قبل ماتقوليها بس اجلسي وعيّني من الله خير ؟
حنين جلست ووضعت رجل على رجل بثقة لاتعرف من اين اتت بها فهي الان بموضع قوة امام هذا الشخص الغامض"شوف شروطي يمكن ماتعجبك لكن من الحين اقولك ماراح اغيرها ابد ؟
مشعل بتوجس "قولي بس ؟؟
حنين "أنا محرمة عليك لين آخر السنة هذي وترجعني بيت اهلي وغير كذا ماعندي ؟
مشعل تفاجأ من شرطها ولكنه جاوب بجواب لم تتوقعه حنين ليقول "وأنا موافق بس ارتاحي
وخرج صافقا الباب خلفه كعادته ولكن هذه المرة بهدوء مميت لروح حنين التي استغربت من قوتها في طرح الشرط ومن رده الغير متوقع
استمرت حياة حنين ومشعل على روتين مميت هادئ غير مثير ابدا الا بين اهله واهلها فهي تحب اهله وهو يرتاح لهذا الشيء
وهو يحب رفقة اخويها الشابين وهما معجبان به وهذا الشيء جعل قلب حنين يرتعش كلما جلست معهم لتلاحظ نظرات مشعل الوالهة اليها ولكنها تتحاشاه
ولكنهما وسط تعليقات اخويها الجريئة كانت تفضل الانسحاب وكانا عندما يعودان الى جناحهما تدخل الى غرفتها لتقفلها لانها تعرف انها ضعيفة هذه اللحظات امام مشعل وشخصيته التي اكتشفت مؤخرا انها جذابة بشكل خطير فهو بالاضافة الى الوجه الوسيم يميل الى الفكاهة والضحك وحنون على اخواته اللاتي يذبن عشقا لاخوهن واللاتي لو اكتشفن مابين مشعل وحنين لكنّ طردن حنين بسرعة من حياة مشعل المثالي في نظرهن
ولكن هاهي الستة أشهر الاولى تمر بهدوء وبينما تعودا أن يذهب مشعل الى العمل مبكرا تجلس هي لترتب الجناح الذي منعت الخادمات ان يدخلننه فقط سمحت بغسيل وكي الملابس اما تنظيفه فهو من اختصاصها
تنزل بعد ذلك للجلوس وتناول الافطار مع والدة مشعل وأحيانا والده الذي تكون فترات الاعفاء من العمل كثيرة بحكم ان مشعل يقوم بها بالنيابة عنه وهو يرتاح نظرا لصحته التي تتدهور احيانا
أحباها والدا مشعل وكانا يقولان انها غالية مثل بناتهم وهي تفرح لذلك ولكنها تعود فتحزن عندما تتذكر اتفاقهما هي ومشعل الذي لم يبذل اي جهد للاخلال به فهو ملتزم به تماما انتبهت حنين انها تفكر بالاخلال بالاتفاق فأحمرت وجنتاها من تفكيرها الذي يقول لها انها هي من يريد الاخلال به الان
انتبهت الى الصوت الذي يقول "اللي ماخذ عقلك ؟
حنين اسقطت الكأس الذي بيدها وكأنها أذنبت عندما اتى مشعل وهي تفكر به
مشعل "بسم الله عليك ايش فيك ؟
نزلت حنين لتلملم الزجاج ولكن مشعل نهرها "اتركيه وليه جايبين الشغالات تعالي ابيك هنا بالصالة ؟
حنين بعد ان تمالكت نفسها نظرت اليه بنظره مرتعشه لتسأله "ايش جابك بدري خرعتني صاير شي ؟
مشعل "هههههههههه قولي انك مرتاحه من خشتي ؟ بس عالعموم انا جايك لأن أمي قالت تعااال حالاً قلت يمكن ابوي فيه شي بس طلعت تبينا انا وياك
يلا تعالي ؟
خرجت حنين مع مشعل الى الصالة حيث والداه هناك مبتسمان لهما
بادرت ام مشعل بالقول "هلا ...ان شاء الله اشوف عيالكم يسابقونكم يارب ...قولو امين ؟
مشعل وهو ينظر الى حنين "أمين يمه
ام مشعل" تعالو انتو كم لكم متزوجين ؟
مشعل " مدري أحسها ساعة واحده يمه
وهو ينظر الى حنين ويتحداها بنظراته الحالمه العاشقه
حنين "ست شهور ياخاله وبندخل بالسابع بعد كم يوم
مشعل بابتسامة "قاعدة تعدي لنا ؟
فهمت حنين ماقصده مشعل فهو يقصد اتفاقهما الذي سينتهي بعد خمسة اشهر بالضبط
تجاهلت ام مشعل نظرات الطرفين الغير مفهومة لتقول "طيب ومافكرتوا بالعيال ؟لايكون ياحنين وانا امك تستعملي موانع ؟
كانت ستجيبها حنين بالنفي ولكن مشعل قال بسرعة "ايه يمه انا طلبت منها تستعمل ؟ماابي طفل يجيني ويشاركني باهتمامها الحين القى كل شي يخصني جاهز ومرتب يعني لو فيه بزر اكيد ماراح ألقى الاهتمام اللي الحين والا شرايك حنونه ؟؟
حنين وهي تبلع ريقها بعد هذه النظرات والكلمات من طرف مشعل "ايه ؟ مدري انت اللي تشوفه ؟
أم مشعل "ياعيني ساحرها انت؟ اللي تقوله يتنفذ ؟؟
مشعل وهو ينظر الى حنين بنظرات تعرف هي وحدها معناها "والله حنونه ماني ساحرها لكن ايش ذنبي اذا هي تحبني وتسمع كلامي ؟هااه يمه ؟
وقفت حنين واستأذنت للذهاب الى جناحها لأنها لاتستطيع البقاء في هذا النفاق فهي تعرف انما مشعل يكذب فهو لايحمل لها سوى الحقد والكره ولكنها ستكمل الاتفاق لآخره دون تراجع
هاهي الآن تتجهز للذهاب الى حفلة خطوبة اخيها ولم يتبقى الا شهرين بخصوص اتفاقهما هي ومشعل
لا تصدق حنين انه مضى على زواجها من مشعل عشرة اشهر فقط فقد مرت سريعا صحيح انها لم تكن حياة زوجية طبيعيه ولكن الحياة ببيت حماها وعند أخوات مشعل ممتعه وحتى مشعل سبب شقائها هو انسان الحياة معه ممتعه ولكن حنين لم تتوقف عن سؤال نفسها اهي لا تجذبه اليها كأنثى ؟ أم انه وجد في غيرها مايسليه عنها ؟
عند هذه النقطة ابتدا عرق في اسفل عنقها بالنبض بقوة
وابتدأت حرارتها تعلو أمعقول أن مشعل يعرف غيرها ؟ لا تدري لماذا شعرت بنيران تستعر في جوفها ولكن تفكيرها قطعته أريج وهي تدخل لتقول "حنونه ايش راح تلبسي مانزلتي السوق قريب ؟؟
حنين "يمّه منك داخله كذا طيب تنحنحي ؟
أريج " والله انتي اللي مو حاسه انا دقيت اكثر من مره مع ان الباب مفتوح !!
حنين "راح ألبس فستان اشتريته مع الجهاز حقي شوفيه لونه موووف ايش رايك ؟؟
أريج "الله ؟؟ يجنن وهذا اللون بالذات عليك روووعه تبين تلحسين عقل مشعل ؟؟
حنين ابتسمت ابتسامه هادئه فقد أوحت لها أريج بفكرة ستعرف اذا مشعل لازال معجب بها
أريج "يابنت فين رحتي قاعده أكلمك ؟
حنين " مافي شي بس ابي اتجهز ممكن تطلعي ؟
أريج "على فكرة تسريحتك وماكياجك رهيب !! باااايو بروح ألبس؟

حنين بعد أن ارتدت الفستان نظرت الى نفسها بإعجاب فهي منذ فترة لم تظهر بهذه الجاذبية واللمعان الماكر في عينيها زاد من جاذبيتها فهي مصممة على الفكرة التي برأسها
رشت بعض العطر وتناولت هاتفها النقال لتنفذ بداية الخطة "ألووو مشعل ؟
مشعل " هلا حنين بغيتي شي ؟
حنين بصوت ناعم خطير " ايه ممكن توديني بدري عند أهلي ؟
مشعل " مو قلتي بتروحي مع أخوك ؟
حنين "أيه بس غيرت رأيي وأبيك انت توديني الا اذا فيها عطلة عليك ؟
مشعل وقد تغيرت نبرة صوته "لا مافيها لاعطلة ولاشي ألحين جاي البسي العبايه بس وانتظريني ؟
حنين "لا ماراح أنزل تحت تعال أول الجناح لأن احتمال تتأخر علي وماأبي الماكياج يخرب
مشعل "هههههههههه طيب جاي يلا باي
حنين بهمس " باي

وقفت أمام المرآة أكثر من مرة للتأكد من شكلها ورشت زخات من العطر أكثر من مرة وهي بقمة الحماس لرؤية تأثيرها على مشعل
وقفت أمام الباب تنتظر دخول مشعل ماإن اديرت أكرة الباب حتى بدأ قلبها بالخفقان وظنت أن صوت ضرباته تسمع على بعد ميل
وقفت مكانها تنتظر دخوله
دخل مشعل وتسند على حافة الباب ونظر اليها بهدوء ثم تحولت هذه النظرات الى شيء لاتعرفه ثم أغلق الباب دون ان يتفوه بكلمه
حنين بداخلها :
"قل لي ولو كذبا كلاما ناعما قد كاد يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة طفلة بيني وبينك أبحر وجبال"

وهو بنظراته يردّ عليها بداخله :
"لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال
إني لأرفض أن أكون مهرجا قزما على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال "

كان يتقدم نحوها ببطء فتكلمت هي بمرح "مشعل ايش رايك بشكلي ؟
أكملت كلامها بالدوران حول نفسها وعندما توقفت عن الدوران لاحظت ان مشعل اقترب منها الى درجه كبيره فقال لها بهمس وأنفاسه الحاره تحرق وجهها "قمر !
قمر ياحنونه "
بعد ان نطق بهذه الكلمات رفعت حنين انظارها اليه وتعلقت عيونهما لفترة وهما قريبان من بعضهما
تمنت حنين لو لم تخاطر بهذه اللعبه فهاهو مشعل ينحني لــــــ
........................................... ....
.................................................. ...
.............................
................

الريم اللعوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن