سيعلمك الفقر أن هناك فرقًا شاسعًا بين ما تريد و ما تحتاج.
-قلمي-.
الزمن : مجهول ~المنظر المتوحش كان قاسيًا على عينيها السوداوتين لتتحمله، و الرعشة قد باغتت جسدها دون سابق إنذار.
التجمد من الخوف كان تعبيرًا يلائم حال تلك الواقفةَ أمام أشلاءٍ مجهولة الهوية ، لكن الخيال دومًا ما يضع لمسته الخاصة .. فحين تعتقد أن تلك الأشلاء تعود لشقيقتها التي كانت خارج المنزل قبل أن تخلد إلى النوم، فقد كان ذلك الاعتقاد كافيًا لجعلها تتراجع عدة خطوات و تصرخ بأقصى ما لديها رغم عدم تأكدها من صحة ذلك الوهم!
لأن المنظر لا يطاق كانت صرخاتها غير قادرةٍ على التعبير، الدماء تملأ المكان و الظلام ملأ الغرفة إذا ما استثنينا فقاعات النور التي أرسها القمر عبر نافذة تلك الغرفة الخشبية المهترئة.
سؤال وجيه كان يتردد داخل رأسها :
" ما الذي سيحصل له يا ترى؟ "
.
| القرن التاسع عشر، السنة الثامنة من العقد الثامن، اليوم التاسع و العشرون من شهر سبتمبر، لندن |
‹ ٢٩ / ٩ / ١٨٨٨ م ›
خيوط الشمس الذهبية قد نسجت جوًا من الدفئ فوق مدينة لندن الحيوية.
و كأي مدينةٍ متحضرة، كان لابد من وجود أحياءٍ معدمةٍ يقوم على أساسها تقدم أي مدينة!
داخل تلك الأحياء فاحت رائحة القمامة المترامية هنا و هناك، و الكثير من الجثث التي تبدو للناظر أنها ميتة لكنها حية.
اتخذت تلك الأجساد من قارعة الطريق سريرًا قاسيًا و من تلك الأقمشة المهترئة غطاءً لا يقدم لهم أي نوعٍ من الدفء.
كانت تسير بين تلك الأحياء تبحث عن تاجرٍ تشتري منه ما يسد رمقها، معدتها تطالب بحقٍ من حقوقها لكنها لا تملك المقدرة على إدراك حجم الألم الذي مر بصاحبتها كي تجلب ثمن طعامها العزيز!
وصلت إلى شارعٍ تجمَّع فيه بعضٌ من التجار مع بضائعهم المختلفة، فواكه و خضراوات من شتى الأشكال و الألوان.
توقفت أمام بائع تفاحٍ ثم سألته بصوتٍ أشبه بالهمس : "كم ثمن التفاحة يا سيدي؟"
أجابها و هو يفحصها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، أربعينيةُ المظهر، شعرها الأسود الذي كان منسدلًا على ظهرها و الذي يضاهي في لمعانه أبهى المجوهرات و أثمنها، عيناها التي توشحها السواد، تلك الجيوب التي عانقت عينيها بقسوة لتدل على تعب حاملها و شقائه، جسدٌ هزيل بما تحمله هذه الكلمة من معنى، ملابس رثةٌ ممزقة الأطراف و الأكمام .. بالكاد تصل إلى ركبتيها.
أجابها بعد صمته ذاك : "قطعةٌ واحدةٌ لكل تفاحتين ".
انفرجت أساريرها بعد أن سمعت ما قاله، فأخرجت قطعتها النقدية على عجل ثم قدمت ما تملكه كي يقدم لها تفاحتين حمراوتين كما الياقوت، لكنها بدت في عينيّ حاملتها أثمن من مجوهرات هذا العالم أجمع!
قضمةٌ واحدة كانت كفيلة بإسكات معدتها، بعد أجزاءٍ من الثانية فاجأتها ضربةٌ على ظهرها أسقطتها أرضًا!
رفعت رأسها لترى التفاحتين قد فسدتا، و نظرات مجموعةٍ من الرجال السكارى يضحكون على حالها ذاك.!
ألقت إليهم بنظراتٍ ملأها الحقد ثم نظرت بأسىً إلى تفاحتيها اللتين قد أصبحتا غير قابلتين للأكل.
نهضت بصعوبةٍ لتنظر خلفها و ترى من تسبب بسقوطها لتُفاجأ برؤية رجلٍ بدت عليهِ آثار الهذيان الملازم لمدمني الكحول.
اقترب ذلك الرجل من كُشكِ بائع التفاح ثم التقط تفاحةً و هو يقول : إن كنتِ تريدينها هيا، ثم مدّ لها قدمه و هو يقول بخبث : قبليها، ثم ضحك باستهزاءٍ ليضحك أصحابه بالمثل.!
حدّقت فيه بحقدٍ بينما تفكر في دناءة البشر في هذا العالم، و كيف أنهم قد يفعلون أي شيءٍ لإمتاع أنفسهم، حتى لو عنى ذلك الدَوسَ فوق جرح أحدهم من أجل الرقص!
بصقت في وجهه ثم نهضت على عجلٍ كي تسابق الريح في سرعتها، رغم جسدها الهزيل و تقدم سنها فإنها ما تزال رياضيةً جيدةً في نظر نفسها.
تابعت الجري بين الأزقة القذرة كي تهرب منهم، فهي تعرف أن نوع الرجال ذاك لا يستسلم للإهانة بسهولة.!!
___________
من أغرب المقدمات التي كتبتها في حياتي 😂!
تجاهلوا الأخطاء .. بالكاد أنتجت كل هذا تحت الضغط 😂💔.
لم أفكر بكل هذا إلا الآن .. بالطبع سأقوم بالتعديل و إضافة الكثير .. عنوان الفصل .. عنوان الرواية بأكملها و غلافها .. الأهم هو مقعدي في هذه المسابقة المثيرة!
ترقبوا التعديلات في نهاية الأسبوع ✨.
حتى ذلك الوقت، دمتم بود 💛.
٢٦ أكتوبر 💯.
_____________
تم التعديل بعد جهدٍ جهيد 😂😂😂💔.
و اضطررت لإطالة المقدمة بما أنها تعتبر من الفصول الأربعة المسموح بها.
كيف هي البداية الجديدة؟
حافظت على العنوان بما أنه كان فاتنًا للبعض 😂💙.
ما زالت قابلة للتعديل ✨💔.