لا تنشغل في شرح دناءةِ هذه الحياةِ لأحدهم لأن ذلك لا يفيد، بدلًا من ذلك جرب أن تخبره أن الصبر أمرٌ مهم في رحلتهِ معها.
-قلمي-
.تم تعديل المقدمة !
*هيَ ..
أنفاسي تتسارعُ كما لو أنني في سباقٍ من نوعٍ ما، تباً لذلك الصنف من الرجال إنهم يثيرون أعصابي و بشدة.!
مرت عدة دقائق على ركضي المتواصل ذاك، و الآن .. أين أنا يا ترى؟
أعتقد أنني وصلت إلى الجزء المتحضر من لندن البائسة الذي يفترض به أن يعكس الجمال و التطور، لكن تلك الأحياء التي خرجت منها لا تعكس شيئًا سوى البؤس و الشقاء!
نظرات الناس نحوي تبدو غريبةً للغاية، هل سرقت أموالهم التي لا حصر لها؟ أم أنني قتلت أحدهم دون أن أعلم؟
قلب المدينة أكثر حيويةً من أطرافها، فالعربات التي تجرها الخيول تجيء و تروح بالقرب مني لها أعدادٌ لا تحصى!
سكان الطبقة الغنية لا يملكون فروقًا كبيرةً عن سكان الطبقة العاملة، فسعيهم الحثيث خلف مالٍ لن يشتري لهم قلبًا دافئًا يبدو لي ضربًا من الجنون.
فبدلًا من أن ينشغل كل واحدٍ منا في جمع ما يحتاجُ من أجل نفسه و أسرته فإنه يجمع و يجمع كي يكون أعلى من الآخرين .. و لن يفيدهُ ذلك في شيءٍ على أية حال.
أوراق الأشجار متباينة الألوان بين البرتقالي و الأحمر قد انتشرت في الأرجاء، إنه الخريف على أيةِ حال فهذا يفسر الرياح الخفيفة التي تهبّ الآن، فهي تداعب الأشجار كي تسقِط أوراقًا أثقلت كاهلها.
.. *
تناهى إلى مسامعها صوتٌ ينادي في المارة :
" أجدد الأخبار .. أجدد الأخبار .. قاتل وايت تشابِل يعود! اقرؤوا التفاصيل في جريدة نيوز مايند ".
اقتربَت من فتى بيع الجرائد الذي كان يحمل رزمةً منها في يده اليمنى و يلوح بواحدةٍ أخرى بيسراه عاليًا.
أرادت قراءة العناوين لتلك الصحيفة لكن ذلك الفتى قد نهرها بقوله : " هذه الصحف لمن يملكون المال! لا مكان لمتشردةٍ عجوزٍ مثلك! ".
تمتمت بحنقٍ واضح : " هذا مهين! لقد بدأت أربعينياتي للتو!".
اقترب رجلٌ ذو هندامٍ راقٍ منهما، فـمعطفه الجلدي الذي بدا مصنوعًا بعنايةٍ من أرقى الجلود كان يماثل حذاءه الجلدي و وشاحه الذي كان يغطي ظهره مع قبعةٍ قد حجبت لون شعرهِ و عينيهِ الغامضتين.
تحدث بصوتٍ خشنٍ بعض الشيء : " أريد شراء اثنتين من فضلك ".
صرف فتى الجرائد ذاك أنظاره عنها ليحولها مباشرة إلى ذلك الرجل الذي بدا كرجل أعمالٍ يخبئ ثروةً داخل أكمامه!
أنت تقرأ
ضحية وايت تشابِل.
Mistério / Suspenseعن حي مملوء بالبؤساء، وامرأةٍ تحاول العيش. #العلامة ٣