حتى و إن كنت أغنى شخصٍ في العالم، ستموت و تُنسى في هذا العالم المتسارع .. لذلك ضع لنفسك بصمةً قبل أن تغادر!
-بقلمي-___
* هـو ..
ليلةٌ مظلمةٌ أخرى، و جرائم تتكرر كل ليلة، رائحة وايت تشابِل تزداد سوءًا بالفعل، قذارة المخدرات و العفونة تفوح من كل مكان لكن .. ما الذي يعنيه كل هذا فعلًا؟ هل أشعر بالأسى عليهم؟
مناظرهم البائسة لا تبدو لي غريبة، و نظراتهم لا تقل حالًا عن مناظرهم .. لذلك فأنا أعتقد أن الموت أسهل لهم من كل هذا.
في بعض الأحيان، يصبح الهرب سجنًا لا حلًا، الحياة قفصك و مشاكلك أفعى .. لا مهرب منها إلا بقتلها!
مشكلتي كانت شقيقةً للأفعى و يطلق عليها هذا العالم لقب امرأة!
لو أن العالم بدونهن .. كان يمكن له أن يكون أفضل!
* هـي
أين أنا؟ ثرثرة البشر تملأ الأجواء من حولي.!
" قتلها! ".
" يا له من متوحش! ".
" لقد كانت شابة! ".
" انظروا إلى ثيابها، إنها إحدى بائعات الهوى! ".
" تستحق هذا، آمل أن نتخلص منهنّ جميعًا! ".هل أنا أسير؟ و هل هذا وجه تلك المرأة من تلك الصحيفة؟ إنها تبدو أكثر إخافةٍ من هنا .. لكنني ما زلت أتساءل .. أين أنا؟ الضباب يتخلل الموجودين، هل هذه فعلًا لندن؟ لا أستطيع رؤية المباني أو أي شيءٍ آخر!
جسدي يقترب شيئًا فشيئًا من مركز التجمع، هل يخترق جسدي المتواجدين بالمعنى الحرفي أم أنه يُخيَّل لي؟
أنا أمامها .. و ياله من منظر!
لقد أخرج أحشاءها من مكانها، ثم أحاطَ حنجرتها المقطوعة بأمعائها كما أعتقد، لا عضو في جسد الإنسان أطول من الأمعاء.
حدقت في وجهها لبضعِ ثوانٍ، بشرتها باتت شاحبةً كما لو كانت شبحًا و سوادٌ عميق قد سكن أجفان عينيها، يبدو أنها لم تكن تحظى بنومٍ جيد.
صرفتُ نظريَ عنها ظانةً أنها ستتحرك إن أطلت النظر!
كانت الدماء تملأ المكان بشكلٍ مفزِع حتى أن بعضهم قد تقيؤوا بالفعل، الضباب يشتد و معه قلّت مقدرتي على إبصار الجثة و لكنه سرعان ما تلاشى و معه الناس الذين كانوا واقفين، أصبحت الرؤية أفضل بكثير من السابق لكن .. هل هذا وجه إليزابيث؟ لمَ وجهها هنا؟ لمَ هي هنا؟ لم يصبها مكروه .. إنها بخير!
____
انتفضت من فوق سريرها كميتٍ عاد للحياة، قبضت بيدها حيث قلبها الذي يكاد يهرب منها فضرباته تتسابق في ما بينها كي تكسر أضلاعها النحيلة.
شهقات أنفاسها كانت تحاول إسعاف جسدها بأكبر كميةٍ من الأكسجين، و العرق يتصبب فوق بشرتها البيضاء دون توقف.