«/|\ الاسٰـاطير لا تموت و اللعنـات لا تَبُهـت/|\»
|لعنـّة|الفصل الاول:"لطالمـا راودتني عِـدة تساؤلات إحدها،'ماذا إن كان كل ما حَـٰدث مُجـرد كابوس'..؟" -كـاثرين كالين-
.
.
تسللت تلك الضحكات المكتومـة إلى غرفتي مع اول شُعاع للشمس،فتحت عيناي بإنزعاج دون أن اتحَرك،
وكـ(عادة مقدسة) تأملتُ سِتارة سريري لمدة طويلـة بعض الشيء،كـانت ستارة السرير تحجب عني السقف بشكل خفيف لذا لون السقف و شكله كان مشتتاً بلون وزخارف ستارة سريري الطفولية كانت ستارة شِبه شفافة بلون حيوي زُخرف يدوياً باشكال مضحكة صنعت يدوياً بدورها،عادت اصوات الضحكات و الصخب بشكل مزعج اكثر من المره الاولى،آه بالطبع!
انه الـ٢٣ من شهر مارس،عيـد مولدي السادِس عشر.
:"هل الحمام جاهز يا آنا؟.." خرج صوتي متململاً و جاف.
:"آجل انستي انه كذلك" جائني الرد بشكل فوري وكالعادة صوتها اتى حيادي وثابت. يتم توزيع خَدمي على فترتين(صباح وليل) آنا و مينا هما المسؤلتان عن غرفتي وعن ما احتاجه بتلك الفترتين، بالتاكيد إن موضوع الخدم يزعجني،فلا شخص طبيعي يُحب ان يحاط بالخدم بكل ثانية من حياته(بالمعنى الحرفي)، فبكل ثانيـّة من حَياتي اكون مُحاطة بالخدم،من المُفترض ان اعتاد على الامر فقد كـان ملازماً لي منذ ولدت كالهواء و المَاء، لكني لا استطيع،فانا لست شخصاً عادياً لاتمنى حياة شخص عادي.
لا استطيع الاعتياد على الامر او محبته.
نهضت بكسّـل مُتعثرةً بهذه الستارة البغيضة
يجدر أن يتم تغيرها باسرع وقت..
فكرت وانا اتجه الى دورة الميـاهـ..
دخلت الى حجرة الاستحمام و البرد يكـاد يخترق اعمـاقي،
رائحة زهور القمر داهمتني حالما وضعت خطوت داخل الحجرة،
يالها من رائحة..زهرتي المُفضلة؛غطست بالحوض متوسلةً لبعض الدفئ،كـانت حُجرة الاستحمام كبيرة و واسعة بالنسبة لغرفتي وهذا كـان معاكس تماما لباقي الغـرف فعادةً ما تكون الغرف اكبر من حجرات الاستحمام.قَد تواجد أمام الحوض مِرآه بغاية الجمال طويلة ذات هيكل مستطيل وإطار كهرماني تمكنها من رؤية نفسها .. مسترخية بالحوض،باطراف شعر مبللة؛وبِقُرب المرآة تماماً وضِعَ كُرسيّ و منضدة صغيرة رتبت عليها بضع العطور و مزهرية صغيرة زجاجية زينتها زهور بيضاء فاتنة كبقية الحجرة التي كانت مغمورة بزهور القمر كـ امتلاء الحوض بالماء.. وعلى الجانب الايسر للحوض نـافذة مُغلقة موضوع عليها مستحضرات الاستحمام والتي لا اعرف جميع إستخدامتها -لكثرتها- وبجانبها عُلقت عِدة مناشف لكافة الاستخدامات،.. ما تبقى من الحجرة بتصميمها نفسه يعد اثريات عائليّة والتي لا تهمني حقاً فهذا البناء باكمله يعتبر تراث اثري يعود الى مـئات القرون،لتلك العصور التي هيمنت عليها الطبقة الاستقراطية، تلك الأزمنة التي تُذكر فتتخيل الازياء،الموسيق،والطعام كفردوس فاسد، فبتلك الازمنّـة إن لم تملك مؤهلات تؤهلك للمجتمع المخملي، سواء كفرد او كعبدٍ مملوك فحينها توقع اسوء الاسوء دوماً.
بالتاكيد هذه الامور لم تنقرض او تتلاشى لكنها ليست علنية كتلك الاثناء التي كان يُتفاخر بالظلم و الاستبداد تلك الاثناء الذي كان الحكم المطلق بها للاغنياء و النبلاء، بالطبع الحكم ما زال بيد بقبضاتهم حتى وان اُظهر عكس ذلك ..،"فلتُرِهم ان اللجام ملكاً لهم ثم اربطهم بِه"هذه احدى عبارات جدي القيمة والصادِمة،لطالما وثقت أن جدي سيقطع يده أن اعاقته،هذا مخيف ومقلق،لكنه جيد ايضاً،فهذه يجعلك متيقظاً حذراً من اللا تكون تلك اليد نهائياً،فالبرغم من اني بالسادسة عشرَ من عَمـري،فاني امتلك عقلاً وبصيّـرة افضل من اقراني ؛يعود هذا لمحبتي الشديدة لمرافقة والدي وجدي،والاستماع لاحادثيهمـا؛ بالرغم من اني ما زلت عاجزة عن فِعل أي شيء؛اغمضت عيناي
لا شعورياً.. متعمقة اكثر فاكثر بأفكاري السخيفة والتي لا تحمل أي معنى،جفلت على احساس يد باردة تُلامسني!
:"آسفة؛لم اقصد إفزاعك قَصدت تحميمكك فحسب." صوتهـا اتى ناعماً لكن بدون مشاعر فعلية،إمتلكت آنا عينان بلون رمـاد الحطب،و شعر كستنـائي جميّـل ؛كانت هادئة و ذات شخصية حيادية بشكل حرفي لا تكن لك أي مشاعر لكنها تفعل المتوقع مِنها،ستبلغ عقدها الرابع قريباً،هنـاك الكثير من الاشاعات حولها..لكن الشيء المؤكد انها لم تعش حياة مريحة على العكس فحياتها كانت مليئة بالصِعاب والاسى والظلم؛الحياة الاعتيادية لمن لا يعلو هرم الحياة فأما تكون باعلاه او بوسطه او يهينك الفقر ويقتل كل ما بِك من حيـاة،
:"لا داعي لهذا،فانا اعرف ما علي فعله يمكنك المُغادرة!"لم تكمل ما تفعله او تتركـه؛نظرت لي بنظرة اشعرتني انها لم تكن تنظري لي وبنربة لاتحمل أي مشاعر..
"انا متاكدة انك لا تعلمين شيءً."باغتني سلوكها الغيريب المعتاد لكنه لم يفزعني كـردها؛غادرت تاركة اياي مصعوقة غير غادرة على الرد ؛اعلم اني لا استطيع فعل شيء فحياتي فبجانب كوني ابنة لعائلة كولين،فهذا ليسَ امراً سرياً او شيء كهذا،فانا حتى لا اعرف كيف اُسرح شعري وبجانب عِدة امور تثير السخرية..لكن لسبب ما شعرت انها لم تقصد عجزي عن القيام بالامور الروتينية.
خرجت من الحجرة وقد تبددت رغبتي بالاستمتاع بحمامي الدافئ؛ حالما إستقمت بوقفتي شعرت بيد انثوية على كَتفي،تعالت نبضات قلبي رعباً حينما تجمد جسدي رغماً عني..حركت رأسي بـ بطئ و الخوف يكـاد يقتلني..رغم لم يكن له مبرر؛رأيت تلك اليد؛يد لم ارها بحياتي لكنها كـانت مألوفة..،يد نحيلة شاحبة بـاصابع طويلة و جميلة؛ زُينت يدها بخاتم من الالمـاس محاط باحجار غريبة لم ارها من قبِل لكنها بدت باهضه الثمن طُليت اظافرها بطلاء قرمزيّ اللون؛لم يكف قلبي عن الصراخ فـ كلما استدرت اكثر كلما عارضني بجسارة على الا افعل؛
.
.
"لقد نمتي بالحجرة مجدداً..!" استيقظت فزعة على صوت مينا الغاضب؛ماذا حدث لي؟..متى دخلت مينا؟!نظرت لها بحماقة لبرهه قبل ان استيعب ما حصل،لقد لقد نمت بالحجرة كإحدى عادتي السخيفة المتعددة؛لكن ما كان ذلك.. الحُلم؟ هل كان حلماً اساساً؟..ما زلت استطيع الشعور بيّـدها..لكني لا اتذكر باقي الحلم..لقد التفتت؛اشعر بذلك لكني لم افعل..ما الذي افكر بِـه!؟ رفعت نظري عن مينـا لتقع عيني فوراً على آنا الواقفة امام الباب تُحَدِق بي.. بنَظرة غَريِبة؛نظرة تحمل مشاعر غير مفهومه..نظرة عزاء؟؟؟؟!.
أنت تقرأ
| بلاكيست | حَيثُ يُحْاك الخَيــال والجمّـال.
Paranormalعوالـم متضـادة.. احدهم هو عالمنا البشريّ المُجرد للكل.. وآخر عالم يوجد به لونٌ من كُل بُعدٍ الا عالمنا.. تبدأ قصتنا في .. تبدأ؟ كلا لا تبدأ هكذا.. فلا بدأية للرواية لكنّي استفتحها بحكايه من حكاويها فحكايتنا هي عن فتآه حَالمة .. ترى احلاماً اشبّ...