|||لعنـّة|||

391 27 1
                                    

«/|\ الاسٰـاطير لا تموت و اللعنـات لا تَبُهـت/|\»
|لعنـّة|الفصل الثاني:
"إنَ الاحلام هي تشكيّـل مُختلف للرغبـات.."
.
.
حَـل المسـاء، بسكونه المُرعب و برودتـه المُجِمِدة..
انـار البدر هذه الليلة..محتل السمٰـاء بجماله المُخادع؛فالقمّـر اكبر دليل على أن التعمق بالامور يُفسد جمالهـا،لقد وُلِدت في ليلة كهذه الليلة؛بمنتصف الليل،حيث تَخرج الكائنات المفـتّرسة للغدر بفرائسها الغافلة؛كائنات الليل و الدم.
ولدت بيوم مُثلج،ليل معتم و قمر مكتمـل..
ليلة عَاصِفة وموحشـّة هكذا كانت الليّلة التي اُنجبت بهـا؛«الفتاة الوحيّدة» لعائلة كولين، فانا الابنة الوحيِدة لعائلة كاملة مكونة من عِدة اجيـال؛قَد يبدو إنجاب الفتية شيئاً مُباركاً للبعض بسابق الزمن؛لكنه ليس كذلك بالنسبة لعائلتي..؛فيبدو أن الفتية بعائلتنا يولدون بـجين ناقص يؤثر بعقولهم!. كبرت وهذ الموضوع يحكى كتهويّـدة للنوم، لذا لم استغرب قط عدم وجود فتيات بعائلتنا؛ رغم اني شعَرت ببعض الوحدة و الانعزال.. الذي يولده التميز غالباً.. فانا اشبّه بشيء منقرض تواجد من جديد.
امتلك اربَع إخوة اكبر مِني.علاقاتنا اقل ما يقال عنـها هو اللامبالة،الغيرة و الحقد؛ ليس بسبب كوني فتاة وآصغر فرد في العائلة،لكن لاني-بنظرهم- الشيطان الذي سلبهم امهم الحنون، فيَّوم مولدي هو يوم وفاة امي.
.
.
تابعت بنظري مينـا وهي تُلبسني آخر قطعة بزينتي؛ نظرت الى نفسي بإنبهار وعدم تصديق..بدوت مُختلفة و اكثر نُضجاً، صُفف شعري القصير باسلوب العشرينيات؛ تم وضع المكيـاج بطريقة ناعمـة ناسبت عمري و ردائي؛زُينت اُذناي و يداي بالمـاس،ارتديت فُستـان بدرجة غريبة من اللون الاصفر بخامة حريرية تواجد على الحرير قماش دانتّيل بدرجة لون اغمق؛ابدع من صنعّـة فقد كان مصنوعاً بـدقة مبهرة،غطى الفستان على عُنقي ونصف ذراعاي، اتخذ تصميمه هيـٰئة الساعة الرملية؛ يتسع من الاطراف ويضيق من المنتصف؛ طول الفستّـان كان متوسطاً،صُنع الفستـان بكل اجزائة بدقة لكي يتناسب مع جسدي الهزيل متوسط الطول..لم اشك يوماً بجمال وجهي لكني ساشك دوماً بجمال جسدي الاشبه باجساد الفتية، حسنـاً لا اعتقد اني نجوت من الجين الناقص..لكني لا اهتم حقاً، تُزعجني كثيراً السُخرية من جسدي فانا راضية بوزني وطولي،نقصٌ بالجسد ولا بالعقل، ارتديت حذاءً مرتفعـاً اسود اللون بتصميم فرنسّي..
"تبدين كفتـاة اخيراً." تهكمت مينـا و قد التهمت السعـادة وجههـا،ابتسمت لهـا برقة وقد سيطرة علي رغبة عارمة بالبكـاء فمينـا لم تَكن لي مُجرد خادمـة كانت الصديقة الامينة و الاخت الحنونة،فهي اهم بالنسبة لي ممن انجبتهم امـي، مينا تَكبرني بـ عدة سَنَوات من عـائلة متوسطة الدخـل؛ تعارفنـا قبّـل ثمـان سنوات انا الفتّـاة الوحيّـدة بعمر الثامنِة اُحيط بها الخدم و البالغيّـن؛تُدرب وتعامل كـأنها بالغة، ومينـا المراهقه ذات الملامح الاغريقية بشعرٍ اخذ لونـه من الشمس وبشرة غُسِلت بشمس الظهـيرة؛عينـان واسعتـان بلون البحَـر الغاضب عاكساً بذلك روحـها القوية،و شِفاهـ منحوتـه بفرشاة الرسام؛طويلة بجسـد ممتلى قليلاً؛ تقابلـنـا بحديقة خريفية كلقـاء عـابر بين بطلي رواية رومانسية..تقاربنا بعد ذلك اللقاء برابطة اكثف من رابطِـة الدَم؛ مينـا تعرفني جيداً؛اهتمامتي تصرفاتي ردات فعلي،اسراري السخيفة؛وحتى من احب ومن اكره قبل ان اخبرها ؛وبالرغم من قربهـا الشديد لي ولقلبي فمينـا المثال الحي لمضـادي أن كُنت امتلك عينـا حمَّلٍ ضال فعينـا مينـا تُشابه اعين الذئب الواثق.
:" ما رايك بمظهّـري؟." سألتنـي مينـا التي وبكل تاكيز كـانت بـ قائمة الحضور فمن دونها لن احضر الحفل ولا شخص يجَهل هذا، كـانت ترتدي فُستـان بلون سكري بطراز اغريقي يُناسبها زُين خصرها بحزام ذهبي اللون اما شعرها الاشقر فقد تُرك مسدولاً بتموجات مُختلقة؛ اعتمدت مكياجاً حاداً لتحدث توازناً مع نعومه ردائهـا-كما اخبرتني- والذي لا اوافقهـا الرأي به فبالرغم من انني لا امتلك اي اهتمام او خبرة كافية لكن جسّـدها اعطى مظهراً حاداً للفستان الناعم،وزين عُنقـها الجميّـل عقد باهر من اليـاقوت الطبيعي اهدتيهـا هو بعيّـد ميلادهـا على طلب خلص ان ترتديه بيوم ميلادي ولم تردني..لطالمـا اعتقد ان الياقوت الاحمر سيناسب مينـا..ولم اكن مُخطئـة،
:"تبدين بغاية الروعـة و لطالما كُنتِ كذلك مينا."
ضَحكت وهي ترمقني بنظرة(استمري).
:"هيـا،لا يجب على سندريلا ان تتأخر على حفلتهـا."
دفعتني مينـا كي اتحرك بسرعة مع ذلك لم استطع..لست معتادةّ على الاحذية المرتفعـة انها تؤلم للغاية ولا تستطيع التحرك براحة بها..
تعرقت راحة يداي توتراً لطالما كرهت الحفلات بكل مابها تسارعت دقات قلبي كلما اقتربنا من القاعة الكُبـرى..:"لقد وصلنا!".
حالما فُتح باب القاعّـة نسيت ما افكر بهـا..خوفي من الحشود الهائلة و الاحاديث المملة و المفخخة..وسهو دهشةً وكأني ارى فخامة المكان لاول مره.. فكل رُكن من هذا القصر الاثري الذي يعتبر منزل ومقر لكل من يحمل كنيّة كولين ينبض بالفخـامة و البذخ الفاحش.. فحينمـا يُرى هذا المكـان لاول مره يُخيل للمرء انه يقف امام فرساي.. بتصميمها الباهر و مساحتها الشاسعة..
فاما انه قد ضاع وضل.. او ان فرساي قد انتقلت.
تلفتت حولي بانفتان شديد؛ نظرت للرسومات المتواجدة على السقف بشيءٍ من الحيرة ،هل هذا تنين..؟
:"هل سندريلا متفأجاة من فخامة القصر؟."
التفتت لمصدر الصوت بشكل فوري؛ لارى مينا الواقفة خلفي و الاستمتاع يظهر على تعابيرها..
:"هلا توقفتي عن مناداتي هكذا يا مينا..؟"
:"لكنه يناسبك"
نظرت لها بشك.."فلا يمكن ان ينتج مظهرك السحري هذا الا بيد ساحرة طيبة."
:"لا ارى اي ساحرة كما اني لا أومن بوجودهن."
:"انها تقف امامك،انا الساحرة الطيبة؛وعلى عكسك فانا اؤمن بهم و اتمنى ان اجد إحداهن؛لاتمنى منها قوة او جمالا..دائماً!"
(احذري مما تتمنين يا كاثرين..)
اصابتني القشعريرة بعمودي الفقري..
نظرت حولي باحثة عن مصدر وصاحب الصوت
:"هَـل..سمعتي هذا؟"
:"سمعت ماذا؟"
:"صوت امرأة ..صوتها كان قريباً للغاية وبدأ مألوفاً لدرجة لا تُصدق..لكني لم اسمعه قط...."
كنت اتحدث بينما احاول تذكر صوتها.. كل شيء تلاشى من امامي و كأن هناك شيء يُغطي بصري مصيبني بالعمى ..
(احذري مما تتمنين يا كاثرين..)
(احذري مما تتمنين يا كاثرين..)
(احذري مما تتمنين يا كاثرين..)
:"ـن.. كاثرين!!!"
وكأني صحوت من غيبوبة؛و كأن الغشاوة التي غطت عيني قد تبددت.. عادت الحيـاة لما امامي.. المكان المتلالئ بانوار مُضيئة و النسـاء المتأنقات بفسـاتين مُترفـة و حُلى باهظة.. وتأنق الرجال بـ بدل مُتقنـة الصُنـع و خواتمهم تتصارع على أيهم اكثر روعة من الاخر.. فاحدهم بـالفضة -منقوش بدقة- مزيناً بحجر صغير من الزفير دلالةً على الولاء..فقديماً اُعتبر الزفير او الياقوت الازرق دلالة على الولاء و الحب.. والاخر مبهرج وملفت للنظر بشكل رخيص مصنوع من الذهب الخالص و يتوسطـه حجر الكسندريت..حجر النبلاء..وتحيطه قطع من الالماس الأسود.
:"هل سندريلا بخير؟.."
غطى القلق تعابير مينـا..
ضحكت مُجبرة فما اسخفني يبدو ان الاضاءة الساطعة اثرت بعقلي،لقد اقلقت مينا!
:"اجل سندريلا بخير.."
:"هذا جيد فلا يجب على سندريلا ان تنهار قبل مقابلة اميرها."
:"امير! هُنـا! بحفلة ممتلى بال كولينز؟! اوه عزيزتي لا لا! لا ارغب باي امير بهذه الحفلة!فبدل ان تجد سندريلا اميرها ستجـد..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 22, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

| بلاكيست | حَيثُ يُحْاك الخَيــال والجمّـال.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن