في مكتب المدير تقف عناد مُطرِقة رأسها ببراءة و علي - صديقها الوحيد - يُطالِعها بغضب .. قبل ان يهتِف المُدير بغضب " ما هذه الفوضى اتظنون انكم بالشارع ؟! انتم بمدرسة محترمة وتتشاجرون كألاطفال ؟ ماذا سيحدُث بالجامِعة التي سترتادونها بعد اقلّ من عام ؟! .. "
فرك الفتى الجديد يداهُ بتوتُر ولم يتخيّل ان يصل الامر لهذه الدرجة . جفل بفزع من صوت المُدير الذي تملّكهُ الغضب الشديد صارِخاً " الى متى يا عناد ؟ .. ألم تكفي عن افتعال المشاكل ؟ لا اريد فصلك من المدرسة لأجل والدتكِ المسكينة .. انتِ ستضطرينني لمُعاقبتكِ .. "
رمشت عدة مرات ومطّت شفتيها ببراءة قائلة بهدوء " انا لم افعل شيء ، هو من تحرش بي .. إن لم تصدقني اسأل علي .. " نظرت لعليّ بتحدّي قبل ان يُتمتِم الفتى بتلعثُم وعلى ملامِحهُ الفزع " لم اتحرش بها انا فقط اردت ان نكون اصدقاء فأنا جديد بالمدرسة .. أنا آسِف .. لم اظُنّ انها ستنزعِج و تفتعِل مُشكِلة .. "
ازال المُدير نظّارتهُ الطبّية عن وجهه وتمعّن في ملامح الفتى المُرتعِبة ليهمِس بإرهاق " انت تعبث مع الفتاة الخطأ يا بُنيّ .. يُمكِنك ان تكون صداقات مع الكل عدا عناد .. " غمعم الفتى بإحراج " أعتذِرُ مرّةً اُخرى .. لن اتحدّث اليها ابداً .. "
هتفت عِناد بغرور " لابد ان تعتذر ، وان اقتربت مني مرة اخرى سوف اقتلك ، وانا لا امزح .. "
وجّه اليها المُدير نظرةً ناريّة قبل ان يهتِف بغضب " خُذها من هُنا يا علي .. "خرجت مُسرِعة ليهتِف هو بإعتِذار " آسِف يا بنيّ على تصرفها السيء .. عناد فتاة جيدة وممتازة في دروسها ، كانت دوما الطالبة المثالية ولكنها تغيرت بعد وفاة والدها واخاها التوأم ؛ لقد اصيبت بالإكتئاب لمدة عام كامل ؛ لذلك هي عصبية ولكنها طيبة القلب ، اعتذر لك بالنيابة عنها .. "
.
.في ساحة المدرسة تجلس عناد بجانب علي . الذي هتف بنبرةٍ جادّة " متى ستكبري ؟؟ اتركِ التصرفات الطفولية وتوقفي عن ايقاع نفسك بالمشاكل .. قد مللتُ من تحمل حماقاتكِ .
ابتسمت بلا مُبالاة وتطلّعت لعيناهُ السوداء الحالِكة قبل ان تهمِس بثِقة " اعلم انك لن تتركني ؛ لذلك لا ضير بإفتعال المزيد من المشاكل فأنت موجود وسوف تنقذني بالوقت المناسب ، أليس كذلك ؟ .. "
ابتسم قائلا " تعلمي انني لن اترككي ابدا .. " واكمل ضاحكا " لذلك تستغليني ، انتي سيئة .. "ضحكوا بشدة وهم يتذكرون منظر الفتى الجديد .. بعد فترة قامت عناد من قربه قائلة " سوف اهرب من المدرسة ،اود الذهاب لأبي وجواد لقد اشتقت اليهم .. " نظر اليها بترجّي ولكنها اكملت و هي تبتعِد " الى اللقاء .. "
لوح لها مبتسماً بحُزن وهو يُدرِكُ جيداً انهُ لن يستطيع ايقافها .. تلك المشاكسة رفيقته منذ الطفولة هي و اخوها جواد كانوا افضل اصدقاء .ولكن قبل خمس سنوات توفى والدها واخيها بحادثة ، لقد كانت صدمة للكل ولكنها اكثر من تأثر فلقد كانت علاقتها بأخيها قوية جدا ، كان اخيها وصديقها وحبيبها .. كان دوما بقربها وفجأة اخذه الموت .
أنت تقرأ
عناد " الرواية قيد التعديل "
Romantikكانت زيارتي الاولى لتلك القرية الصغيرة ... وكانت اول شيء يلفت انتباهي ... طفله تتسلق الشجرة ... الغِلاف هدية من اميرة الواتباد الجميلة "شمووسة" @Shamsmorsi