في المدرسة ، واثناء وقت الإستراحة جلست عِناد وحيدة واخذت تتناول شطيرة الجُبن التي جهزتها لها والدتها .. وفي تلك الاثناء جلس احدهم بقُربها لتلتفِت اليه وفمها المُمتلئ بالطعام و خدّيها الزهريّان يجعلان منظرها في غاية اللطافة ، قطبت حاجبيها بدهشة مُتأمِلة ذلك الفتى الذي يبدوا جديداً على المدرسة .
إستمرّت بمضغ طعامها بتأنّي وعيناها تتفرّسان بملامِح وجهه بجُرأة قبل ان تهتِف " من انت وماذا تُريد ؟ .. " همس الفتى ذو الملامِح الهادئة بإحراج " آسِف لم اقصِد إزعاجكِ .. انا جديدٌ هُنا ، إنتقل والدي للعمل بمركز الشُرطة بقريتكم واليوم اوّل يوم لي بالمدرسة .. اردتُ فقط الحصول على اصدِقاء .. "
" اتيت للشخص الخطأ .. لا يُمكِنك ان تُصبِح صديقي .. حظّاً موفّقاً مع اخرى .. " القت بحديثها ببرود و اسرعت بالإبتِعاد واعيُن الفتيان تتأملها بإعجاب خفي فالجميع يعلم شخصية عِناد الناريّة و من لا يعرِفها ويُبدي لها إعجابهُ يكون مصيرهُ اسودا .
قطب الفتى المسكين حاجبيه بدهشة فلأوّل مرّة ترفضهُ فتاة وقد اعجبتهُ عِناد جدّاً فهي الاجمل بين فتيات القرية .. ابتسم بتفكير في مُحاولة لإسمالة تلك الفاتِنة ولم يُدرِك انهُ يرتكِبُ افدح اخطائه .
.
.ترتدي زيّ العمل المكون من تنورة سوداء قصيرة و قميص ازرق .. تذهب هنا وهناك لتوصيل الطلبات في المطعم الفخم الذي تعمل به .. بالرغم من الإرهاق الشديد البادي على ملامِحها الناعِمة الاّ ان شعورها بالرِضا لا يفوقه شيء ؛ فهي تعملُ بتفاني للحصول على مبلغٍ لا بأس به للمُساعدة بسدّ مصاريف دراستها .
واخيرا انتهى الدوام ، ذهبت مُسرِعة لغرفة التبديل لتبدل ثياب العمل بفستانها الاسود الطويل وتخرج في طريقها الى شقتها الصغيرة القابِعة بأحد الاحياء البسيطة بقلب العاصِمة .
إستقلّت سيارة اُجرة نظراً لتأخُر الوقت .. واسندت رأسها للنافِذة تتأمل تلك المباني العالية التي تحمل خلف ابوابها قِصصاً و حكايات .. افاقها من شرودها سائق عربة الاجرة وهو يقول "وصلنا يا آنستي " اعطت البائع أجرته ونزلت .
وضعت المفتاح في القفل الحديدي فأصدر صوتا كئيباً دالاً على وحدتها المؤلمة .. زفرت بتعب و دخلت بخطوات متزنة الى شقتها البسيطة التي تفوح منها رائحة الفل التي تحبها .
جلست بتعب على الاريكة الصغيرة المقابلة للتلفاز و قامت بخلع الشعر المستعار الذي ترتديه فإنسدل شلال من الشعر الاشقر . امسكت بهاتفها وضغطت على بعض الارقام .. بعد جرس قصير سمعت صوت سما من الجهة الاخرى تتحدث بصوتها المرح "قمر حبيبتي كيف حالكِ ؟ .. "
أجابت بصوت يشوبه الحزن " انا بخير كيف حالكم واين امي وعناد ؟ .. " اجابت سما بملل " نحن بخير ، امي نائمه وعناد بالخارج تعلمي انها تقضي معظم وقتها بالمشتل . " واكملت بحُزن " امي تشتاقُ اليكِ كثيراً ونحن كذلك .. "
ابتلعت قمر الغصة المتكورة بحلقها واجابت بصوت منخفض "انا ايضا اشتاق اليكم جدا و ... " قاطعتها سما بقولها " ها قد اتت عِناد ،اليوم اتت مبكر جدا خذي تحدثي معها .. " مسحت الدمعة التي تسللت الى خدها وارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها وقالت " اهلا بالصغيرة المدلله .. "
اجالت عناد بشوق " قمر حلوتي اشتقت اليكِ ،كيف حالكِ وكيف تسير الدراسة والعمل وهل تأخذين ادويتكِ بإنتظام ؟؟ " قهقهت قمر من بين دموعها وهمست بإبتسامة " تمهلي ايتها الثرثارة ! .. انا بخير واشتاق اليكم اكثر .. الدراسة جيدة وكذلك العمل ،ونعم آخذ ادويتي بإنتظام ، ماذا عنكم ؟ "
هتفت عِناد بتذمُر " نحن بخير فقط نذهب للمدرسة ونأتي من المدرسة ، لقد مللت من الدراسة وامي لا تريدني ان اهتم بالمشتل ،وقالت لحسن ان يهتم به .. ولكنني اتسلل بعد ان تنام واراه ،لقد اصبح جميل جدا لابد ان تأتي باقرب فرصة لتريه .. لقد زرعت لكِ الفُل الذي تحبيه . ارجوكي تعالي سنستمتع سويا .. "
تنهدت قمر و همست بحُزن " لو الامر بيدي لكنت الان معكم ولكن لا استطيع تفويت محاضراتي وايضا العمل . ولكن بعد الامتحانات لدينا اجازة لمدة اسبوعين سوف آتي لرؤية المشتل وايضا لقد اشتقت للقرية كثيرا .. " تحدثت عناد قائلة بحماس " ممتاز ! نحن بإنتظاركِ ، تصبحي على خير .. "
اجابت قمر " وانتي بخير ، وقبلي لي السيدة ماما .. " اغلقت هاتِفها وسارت الى المطبخ ،صنعت لنفسها شطيرة مع القليل من العصير وتناولتها بصمت و قامت بإطفاء انارة المطبخ وذهبت الى غرفتها الصغيرة .
جالسة امام المرآة تمشط شعرها بشرود تفكر في اخواتها وامها و تهمِسُ بتفكير " السنة القادمة ستلتحق عناد بالجامعة ولابد ان نستقر هنا بالمدينة ولكن حياة المدينة صعبة ونحنُ لا نمتلِك الكثير من المال .. لابد ان اساعد امي فلقد تحملت الكثير من المسئولية ويكفي انها ربتنا و كانت لنا الاب والام منذ وفاة ابي .. لقد حان الوقت لرد ولو القليل من جميلها ،اتمنى ان اجد عمل اضافي في احد الشركات فعمل المطعم لا يكفي .. سوف ابحث من الغد عن عمل جديد . "
القت بثِقلها على السرير تستجدي نوماً هنيئاً يُريح جسدها المُتعب من فرط العمل . فهي تخرُجُ منذ الصباح للجامِعة حيثُ تدرُس إدارة الاعمال و بعدها تذهب مُباشرةً لمكان عملها و هكذا تدور حياتها منذ ان اتت لتلك المدينة تحمِلُ احلاماً وردية بصُنع حياةٍ افضل لها ولعائلتها .
.
.في اليوم التالي ، تتمشى سما مع صديقتها المقرّبة في رُدهة المدرسة ليلمحوا تجمُعاً للطلاب ، ويبدوا انها مُشاجرة كالعادة . ذهبت سما بإتجاه التجمع ، سمعت صوتا مألوفا "ايها الوقح الغبي المغفل من تظن نفسك يا هذا .. يبدوا انّ والديك لم يُخبِراك بحياة قريتنا .. دعني اُريك ايُها السافِل .. هذا لكي لا تُحاوِل التقرُب من فتاةٍ بعد اليوم .. اترُكني عليه يا عليّ ... "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
...
بقية المشكلة في الجزء القادمما هو مرض قمر ؟؟
من هو حسن ؟؟
من هو علي ؟؟
واكثر في الاجزاء القادمة ...
بلييز فووت وكومنت وانشروا القصة
مع حبي 😘😘😘
فايا ...
![](https://img.wattpad.com/cover/88216470-288-k254504.jpg)
أنت تقرأ
عناد " الرواية قيد التعديل "
Romanceكانت زيارتي الاولى لتلك القرية الصغيرة ... وكانت اول شيء يلفت انتباهي ... طفله تتسلق الشجرة ... الغِلاف هدية من اميرة الواتباد الجميلة "شمووسة" @Shamsmorsi